صلى الله على أسامة بن لادن ..
يحكى أن الدكتور محمد الحضيف عندما سئل عن مقالي (اغسلوا أيدكم منهم) قال: أسامة بن لادن صلى الله عليه وسلم.. يعني الدكتور أني أقدس أسامة لدرجة أنه لم يبق سوى أن أقول أسامة صلى الله عليه وسلم.. ردا على هذا كتبت هذا المقال وأهديه للدكتور الحضيف..

صعاليك.. نعم.. لأن لهم نكهتهم الخاصة.. وطعمهم الخاص.. جدهم الأكبر أسامة بن لادن.. الصعلوك الأكبر ابن الأكرمين.. هذا الذي والده أنفق على شعب الجزيرة وأطعمهم وكساهم.. عندما أكلت بقرات فرعون الأصغر العجاف.. القروش الإنجليزية التي تركها له والده فرعون الأكبر..
صعاليك متناثرون في كل مكان.. تقذفهم القوارب الشراعية.. على أرصفة الصومال.. أو تغرق بهم في بحيرة (فيكتوريا) فلا يشعرون لأنهم لا يغرقون إلا عندما ينامون.. تراهم في كل مكان من العالم.. قد تراهم في هونولولو على الشاطئ… يشربون عصير البرتقال.. ويلبسون النظارات الشمسية فإذا جن الليل.. احتضنوا مصاحفهم وجلسوا يكتبون (الوصايا العشر)
قال حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ سَلاَّمٍ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ حَدَّثَنِي مِسْعَرٌ حَدَّثَنِي جَابِرٌ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ فِيمَا وَقَعَ فِيهِ عَنْ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ نِعْمَ كَنْزُ الصُّعْلُوكِ سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ يَقُومُ بِهَا فِي آخِرِ اللَّيْلِ…
أو قد تراهم في كوالالامبور.. يعقدون المؤتمرات السرية.. ليكتبوا للعالم (بروتوكولات صعاليك العرب)… ينتعلون الأرصفة، ويركبون الركشا في كراتشي ويطيرون إلى مدريد ويسكنون (الفنادق الرخيصة) ليوصلوا رسالة ثم يعودون..
لا تقترب منهم إلا إذا كنت شجاعا فهم لا يحبون الجبناء..
يشربون الشاي وهم جالسون حفاة وسط قمة جبل في تورا بورا يرجفون من البرد يضحكون ويتندرون على ملك يسمونه (الأعور الدجال..)
في الجاهلية كان الصعلوك الأول ينشد:

وإني لأستحيي من الله أن أرى أجرجر حبلا ليس فيه بعير
أما في الإسلام فهم فينشدون :
وإني لأستحيي من الله أن أرى أجرجر حبلا ليس فيه أمريكي !

يسمون عملهم (استثمار) والكهوف التي يتخندقون فيها بـ (الشركة) والأعداء من الأمريكان بـ (المستثمرين الأجانب) فإذا سمعتهم يتحدثون عن الاستثمارات والشركات فاعلم أنهم يبيعون بضاعة اسمها (الشهادة في سبيل الله..)
يكتبون القصائد العامية يغنون أهواءهم في الخلوات من دون حرج، أو يدندنون بالفصحى

جُـدُرُ المـذلّةِ لا تُــدَكُّ بغـيــر زخّــــات الـــرصــــاصِ
والحُـرُّ لا يُلقي القيـاد لــكُّــــلِ كَــفّـــــارٍ وعـــــاصِ
وبغير نـضـحِ الــــدمِ لا يُمحى الهوانُ عـن النواصي
ويرقصون في الليالي المقمرة على جسر موستار ويترنمون بها ويغنونها بينما يحيط بهم الصرب من كل جانب..! فإذا أخذ منهم (الكروات) أسيرا أمسكوا بعشرين كرواتيا وأوسعوهم ضربا حتى يفكوا أسيرهم..
ستجدهم في الشيشان يسكنون في الجبال.. وإذا وجدوا جنديا روسيا في طريقهم أخذوه وأجروا له عملية إزالة دماغ!
ولأنهم صعاليك فإن كل البشر يطاردونهم.. ولن تجد سجنا في أي دولة يخلو منهم.. فاعرفهم فإن علامتهم المميزة أنهم يلبسون العصائب الحمر ويكحلون عيونهم ويتسمون بالأسماء المخيفة (كأبي الدحداح) و (أبي القعقاع).. يحملون قلوب الأسود وعيون الأطفال.. فإذا شاهدوا طفلا يبكي أو عجوزا تندب جلسوا يبكون حولها..
كل الكرة الأرضية تخاف منهم وهم لا يخافون أحدا.. فهم قد بلغوا مرحلة متقدمة من الصعلكة تجعلهم يحلقون لحاهم ويلبسون الجينز ثم يركبون طائرات روما ويقترحون على الركاب الرومان الجدد توصيلا سريعا لمكاتبهم وهذا ما يحدث.. يوصلون ركابهم إلى مكاتبهم.. في جهنم..
يتحدثون في مجالسهم الخاصة.. ويتهامسون ثم يتبايعون..
وإذا حاولت أن تعرف على ماذا يتبايعون فستكتشف أنهم يتبايعون على الموت.. ويعتبرون الموت أمنيتهم الوحيدة..
لكن هم ليسوا حمقى ولا أغبياء.. إذ إنهم يقولون لك.. نحن نبيع النفوس للذي أعطانا إياها أول مرة، وهذا الشاري أخبرنا أنه يريد منا أن نبيع نفوسنا له ليس مقابل حفنة من الدولارات بل مقابل جنة عرضها الأرض والسماوات!
أليست هذه صفقة رابحة؟
صعاليك نعم، لأنهم لا يعبأون أين ينامون، فالكلاشن فراشهم الدافئ وجعبة الرصاص المخدة المفضلة لديهم.. ثم لا يهم أين ينامون بعدها.. فقد ترى أحدهم ينام جالسا فوق شجرة في جزيرة في الفلبين أو تراه وسط شقة في نيويورك يركب قنبلة مشعة ثم ينام بجوارها ..!
وفي أحيان يتحولون من البر إلى البحر ليصبحوا (قراصنة) يقرصنون سفن روما وإمبراطورها نيرون..
يسيرون في القوارب وحاديهم ينشد لهم:

يظنكم الجهال متّم وإنما قواربكم في الله ترسو وتبحر
صعاليك، نعم.. لم يمدحهم أحد فمدحوا أنفسهم وكتب صعلوكهم الأكبر في بقية الصعاليك:

إني لأشهد أنهم من كل بتار أحد
يا طـالما خاضـوا الصعــاب
وطــالما صـالـوا وشـدوا ..
يتسقطون أخبار الإنترنت والصحف بلهفة يرصدون حركة الأمريكان في جهات العرب أجمع.
وحدهم من يزيلون الحدود، ويركلون جوازات السفر بأقدامهم، لأن وحدتهم من نمط آخر.
وحدة الإسلام العام وحدة من يقول بلادي كل أرض ضج فيها.. نداء الحق صداحا مغنى.. ودوّى ثمّ بالسبع المثاني.. شباب كان للإسلام حصنا…
إنهم صعاليك يكرههم الملوك ويغار منهم العلماء لأنهم ينافسونهم على قلوب الناس, حيث ملكوا القلوب ولم يغشوا المسلمين.. فليغش من غش فلن يغش سوى نفسه وليتجاهلوا هؤلاء الصعاليك كما يشاؤون فلن يتجاهلوا إلا أنفسهم.. وليشككوا كما يشاؤون فلقد فرض هؤلاء الصعاليك أنفسهم على الأرض وفي الهواء وفي السماء وفي القلوب وفي الأفكار وفي الأرواح..
لله أنتم أيها الصعاليك.. محسودون مبغوضون عند النخب في كل مكان.. محبوبون وقدوات عند بقية شعوب الأرض المقهورة.. حسدوا الصعلوك الأكبر أنه إذا نطق صمتت الدنيا.. وأنه إذا قال فعل وإذا ضرب أوجع وإذا أوعد أنجز وعده ..
سادات العرب لا يحبونكم لأنكم بزعمهم.. تضللون الرعاع.. وكلما ضربتم الأمريكان زاد الرعاع حبا لكم ..
سادات العرب لا يستطيعون أن يروكم أيها الصعاليك على شاشات التلفاز وتتصدرون نشرات الأخبار ..
وإذا كان نمرود الآخر يموت غيظا عندما يراكم ويعلن على الملأ.. إن هؤلاء لشرذمة قليلون.. وإنهم لنا لغائظون.. فإن نماريد آخرين من العرب يرونكم كوابيس مزعجة في المنام ..
ويراهن بعض (سادات العرب) من لابسي البشوت على أن جند الصعاليك مغلوبون.. وإن جند نمرود هم الغالبون.. ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
قال صاحبي: هل تدري لم تضايق هؤلاء ؟
قلت لماذا ؟
قال: تضايقوا لأن المساحة التي أشغلها الصعاليك, كانت محجوزة بالخطأ من قبل الذين يريدون أن يتجاهلوهم الآن واكتشف الناس أن الذين كانوا في قلوبهم تجار كلام انهزموا عند الصدمة الأولى لكن الناس لم يجدوا عناء في أن يخرجوهم من قلوبهم ويحلوا محلهم الصعلوك المغبر بعمامته وغباره وما عادت تستهويهم البشوت والزري… غبار في أطراف أظافرهم أحب لله من كل خطب المتجاهلين لهم وأصبح هؤلاء يبحثون عن موطئ على ساحل قلوب الناس بعد أن لم يبق في اليابسة مكان لهم ..
قلت لصاحبي: صلى الله على تلك الطائفة المنصورة.. وصلى الله على قائدها ولترغم أنوف من لم يصل عليهم.. لو كنت عند كبيرهم لوجدتني أغسل يديه وقدميه.
قال حدثنا محمد بن الصباح حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم أخبرني أبي عن بعجة ابن عبد الله بن بدر الجهني عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير معايش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله ويطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه إليها يبتغي الموت أو القتل مظانه ورجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعاف أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير .
وبكى صاحبي لما رأى الدرب دونه.. وقال :
حين عجز هؤلاء عن الصعلكة
وعجزوا أن يقولوا كلمة الحق في وجه سلطان جائر
لم يلجأوا لشعاف الجبال صامتين يدعون للمجاهدين بل
نطقوا بأشياء ليست من الإيمان والتجرد في شيء ..
والله كاف عباده الصعاليك وهو حسبهم ونعم الوكيل
قلت.. إن هؤلاء الصعاليك ما ساروا سيرتهم إلا لأن سيد بني آدم أوصاهم بذلك ..
قال حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعد الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة ثم قال والذي نفسي بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تخرج في سبيل الله أبدا ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم فيتخلفون بعدي والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل ) البخاري
وربهم سبحانه قال لهم
{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
هؤلاء هم صعاليك العرب الجدد وهذه سيرتهم ..
ويا ليتني صعلوكا عربيا فاستبشر ببيعي وأفوز فوزا عظيما ..
اللهم صل على عبدك الصعلوك أسامة بن لادن وعلى أصحابه الصعاليك وسلمهم من كل شر ..

منقوووووووول

3 thoughts on “الصعاليك الجدد ..

  1. هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)الاحزاب
    :sleepy:

  2. شكراَ على هذا النقل ………..

    [SIZE=6]بس ؟[/size]
    [SIZE=6]كلام غريب وعجيب ؟[/size]

    [size=4]لا تعليق…………. اللّه المستعان [/SIZE]

    تحياتى

    المعيوف

Comments are closed.