شريف حسين: السوق مقبل على ارتفاعات قوية
الأسهم الإماراتية تتماسك وسط استهداف هائل لشركات العقارات

دبي-رشيد بودراعي

عاشت الأسهم الإماراتية لحظات عصيبة اليوم الإثيين 24-12-2007 مع هروب المستثمرين إلى الشركات القيادية،التي يتوقع لها أرباحا قوية خلال العام، وخشيتهم من موجة جني أرباح قد تعصف بالمكاسب التي تحققت أمس ورفعت مؤشري كل من سوقي دبي وأبو ظبي إلى أعلى مستوى لها في 2007.

وانعكست هذه الأجواء على أحجام التداول حيث ظلت عند مستويات متوسطة لم تتجاوز في دبي نصف مليار سهم بقيمة 2.8 مليار درهم (دولار=3.67 درهما) من حوالى 11700 صفقة تركز أغلبها في قطاع العقار والإنشاء مع اندفاع المستثمرين إلى مواقع آمنة تضمن التسييل السريع والأرباح كما يرى محللون. إلا أن المؤشر العام قاوم وأغلق على ارتفاع بنسبة 0.55% عندمستوى 5861 نقطة مضيفا مكاسب جديدة من 32 نقطة.

وفي أبو ظبي اختار المستثمرون نفس التكتيك واستهدفت عمليات الشراء أسهم العقارات بقوة ليغلق المؤشرالعام مرتفعا بنسبة 0.42% قريبا من مستوى 4600 نقطة الذي لم يختبره من قبل في هذا العام ولم يتجاوز حجم التداول 300 مليون سهم بينما بلغت قيمة التداولات حوالى1.7 مليار درهم.
هروب إلى مواقع آمنة
وقال مديرالتداول في شركة الإمارات الإسلامية للوساطة المالية شريف حسين لـ”الأسواق.نت” إن الأسهم الإماراتية تمر بمرحلة مخاض “تعودت عليها كلما شارفت على حاجز مقاومة جديدة يدفعها إلى مستويات أعلى”، متوقعا أن تكون الحركة التي سادت السوق اليوم إشارة عن سلسلة ارتفاعات جديدة شبيهة بتلك التي حصلت عام 2005.

وأشار إلى “أن المطلعين من المستثمرين يتجهون في الغالب في فترة من مرحلة الارتفاع إلى المراهنة على الأسهم القيادية التي تضمن حدا أدنى من الأمان لسيولتهم ولا تحمل مخاطر الخسارة الكبرى وتبخر قيمتها السوقية على نطاق واسع”.

وأيد ما ذهب إليه محللون عن أن السيولة تغير من أهدافها في الأسواق من شراء العقارات المرتعفة الأسعار إلى شراء أسهم الشركات التي تدير أو تستثمر بمشاريع العقارات.
“الاتحاد” تتجاوز “إعمار” في دبي
وكانت الصورة واضحة في سوق دبي عن الرهان على شركات العقار والإنشاء حيث انفرد سهم “الاتحاد العقارية “بحوالي 25% من حجم التداول بأكثر من 94 مليون سهم ليقفز بنهاية التداولات بنسبة 5.42% إلى 5.26 درهما.

واستمر بريق سهم “إعمار” في اللمعان اليوم وبلغ حجم التداول عليه أكثر من 61 مليون بقيمة 874 مليون درهم مدفوعا بإقبال المستثمرين الذي يراهنون على أرباح مجزية من بيع الشركة لمنتجاتها من الوحدات السكنية والتجارية العام المقبل في مصر والسعودية وطرح أولي في الهند بحسب ما قاله مدير الأصول في بنك دبي الوطني فادي السعيد لقناة “العربية”.

وفي قائمة الرابحين من القطاعات الأخرى لا يزال سهم شركة الاتصالات المتكاملة “دو” يحظى بثقة المستثمرين حيث صعد مجدد بنسبة 3.18 وسط حجم تداول ضخم زاد عن 37 مليون سهم بقيمة قاربت ربع ملياردرهم.

وخرج سهم “تبريد” من الظل بعد أن تجاهله المستثمرون في الأشهر الماضية وجرت عليه تداولات بحجم 21 مليون سهم وبقيمة 74 مليون درهم ليصعد بنسبة 0.58%رغم أن الشركة لم تطلق إشارات بما يفيد عن نتائج مالية قوية لها. لكن حسين شريف يعتقد أن ارتفاعه جاء بتحريك من عمليات شراء مكثفة من بعض المطلعين.

ومني سهم شركة “سوق دبي المالي” القيادي بخسائر بعد أن أقبل المستثمرون على التخلص منه بكثافة حيث بلغ حجم تداوله 59 مليون بقيمة 407 مليون درهم في موجة لجني أرباح من ارتفاعه القوي أمس الأحد.
“الدار” لا يزال الأقوى في أبوظبي
حافظ سهم “الدار” العقارية على جاذبية اليوم مجددا وقدم دعما قويا لمؤشرالسوق وقفز عاليا بنسبة 4.65% إلى سعر قياسي جديد عند 13.15 درهما مدفوعا بموجة شراء قوية حيث بلغ حجم التداول عليه 40 مليون سهم بقيمة 510 مليون درهم.

لكن سهم “رأس الخيمة العقارية” كان الأكبر من حيث حجم التداول بحولى 80 مليون سهم مرتفعا بنسبة 0.89%. كما أكد سهم “صروح” سطوته بين الأسهم القيادية وجرت عليه حركة بأكثر من 44 مليون سهم ليضيف مكاسب إلى سعره بنسبة 0.82%.

وفسر فادي السعيد التداولات الضخمة على أسهم قطاع العقارات في أبو ظبي
باعتقاد المستثمرين أن هذه الأسهم لا تزال دون قيمتها الحقيقية وبخاصة سهم “الدار” الذي لم يتأثر بإعلان إدارة الشركة عن زيادة رأسمالها من خلال تحويل صكوك إلى أسهم بحلول منتصف العام القادم.

وتلقى مؤشر أبو ظبي الدعم أيضا من سهم “اتصالات” الإمارات حيث عكس اتجاهه الهبوطي الذي سلكه في الأيام الماضية وارتفع بنسبة 0.21% مدفوعا بإلغاء الشركة خطة للإنفاق كانت تعتزم تنفيذها من خلال المنافسة على رخصة للهاتف الثابت في قطر.

وضغطت أسهم قيادية في قطاع المصارف لتحد من مكاسب سوق أبوظبي حيث تراجع ثلاثة من أسهم أكبر بنوك الإمارة وهي “أبوظبي التجاري” بنسبة 1.24% و”أبوظبي الوطني” بنسبة 0.44% و”أبو ظبي الإسلامي” بنسبة 0.16% وذلك رغم استمرار سهم “دار التمويل” في الارتفاع القياسي حيث قفز اليوم بنسبة 4.23% إلى 11.4درهما.

ومارس سهم “أركان” لمواد البناء ضغطا قويا على مكاسب أبوظبي بتراجعه بنسبة 1.45% وسط بيع كبير عليه زاد عن 66 مليون سهم فيما يشبه جني أرباح من ارتفاعاته المتتالية في فترة ما قبل إجازة عيد الأضحى.

وكان لافتا في أداء أسهم أبوظبي تراجع جميع شركات قطاع الطاقة مغيرة الاتجاه الصعودي الذي ميزها لأمس وانخفضت أسهم “أبار” بنسبة 1.75% و”دانة غاز” بنسبة 0.92% و”أبوظبي للطاقة” بنسبة 0.54%.

19 thoughts on “السوق مقبل على ارتفاعات قوية

Comments are closed.