الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة دانة غاز: مشروع الغاز الإيراني دخل مرحلته التنفيذية الأخيرة

أرقام 16/01/2008

قال حميد ضياء جعفر الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة «دانة غاز» في حوار له مع جريدة البيان الاماراتية ان مشروع غاز الإمارات لتصنيع ونقل الغاز الذي سيتم استيراده من خلال اتفاقية بين شركة نفط الهلال و شركة النفط الوطنية الإيرانية – والذي قيل عنه الكثير – قد دخل الآن مرحلته التنفيذية الأخيرة. واشار الى أن شركة دانة غاز قد أكملت بنجاح تنفيذ عملية الربط الداخلية لمنشآتها في الامارات.

وكشف عن قيام الجهة الايرانية مؤخرا بتجهيز آخر منصة تصنيع الغاز، والتي تم تركيبها في بداية ديسمبر 2007، وان دانة غاز تنتظرالشروع بتجهيزات الغاز في بداية العام الحالي.

وعن الارتفاع الملحوظ الذي سجله سعر سهم شركة دانة غاز – المدرجة في سوق أبوظبي- قال المدير التنفيذي للشركة دانة غاز انه لا يوجد لديه تعليق مباشر على موضوع السعر، الا انه ربط الموضوع بارتفاع اسعار النفط التي وصلت الى 100 دولار للبرميل لفترة قصيرة منذ أيام، بالاضافة الى النتائج التي حققتها الشركة.

أشار حميد ضياء جعفر الرئيس التنفيذي لمجلس إدارة «دانة غاز» في الجزء الأول من الحوار إلى أن الشركة تسعى لأن تكون في مقدمة شركات القطاع الخاص العاملة في مجال الطاقة في الشرق الأوسط ومن خلال استثماراتها في قطاع الغاز الطبيعي بالمنطقة وتمارس الشركة عملها وفقاً لأعلى المستويات الدولية.

ولهذه الغاية أشركت معها مؤسسة التمويل الدولية، ذراع القطاع الخاص لمجموعة البنك الدولي، من أجل تطوير مناحي الإدارة الحكيمة والمسؤولية الاجتماعية المؤسسية والسياسات المعنية بشؤون الصحة والسلامة والبيئة ومن ناحية أخرى وإضافة إلى ما يمثله مجلس إدارتها من تنوع وعمق في الخبرات، قامت دانة غاز أيضاً بتشكيل مجلس استشاري دولي قوامه شخصيات دولية في مجال صناعة الغاز، يتمتعون بمكانة تجعلهم يوفرون للشركة كل ما تحتاجه من مشورة ومساعدة من خلال تقديم التوجيه الإستراتيجي وبناء العلاقات مع أنحاء العالم.

واستكمالا للحوار أشار جعفر في الجزء الثاني منه إلى موضوعات أخرى تشغل حيزا مهما في اهتمام المساهمين والمتعاملين على أسهم الشركة في سوق الأوراق المالية، فعلى الصعيد الدولي، استحوذت «دانة غاز» شركة «سنتوريون» الدولية للطاقة، التي تقوم بإنتاج الغاز والنفط في مصر، ولها تراخيص في عمليات التنقيب والإنتاج في تونس وشواطئ غرب إفريقيا.

وبذلك أصبحت لدى الشركة قاعدة نمو استراتيجية في مجال التنقيب والإنتاج، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية مع شركة «sbm» العالمية المتخصصة في تطوير مرافئ استلام الغاز المسال، وذلك لإقامة وتطوير مرافئ لاستلام الغاز المسال في الباكستان وبعض الدول الأخرى.

وعن الغاز الإيراني وآخر التطورات في هذا الموضوع قال إن مشروع غاز دولة الإمارات العربية المتحدة لتصنيع ونقل الغاز الذي سيتم استيراده من خلال اتفاقية بين شريكنا شركة نفط الهلال و شركة النفط الوطنية الإيرانية قد دخل الآن مراحله التنفيذية الأخيرة ونحن بدورنا قد أكملنا بنجاح تنفيذ عملية الربط الداخلية لمنشآتنا في الدولة.

وأكد مسؤولون إيرانيون مؤخرا انه قد تم تجهيز آخر منصة تصنيع الغاز، وتم تركيبها في بداية ديسمبر 2007، ونحن ننتظر الشروع في استيراد الغاز في بداية العام الحالي وقد قامت شركة النفط الوطنية الإيرانية باستثمار أكثر من المليار ونصف المليار دولار لتنفيذ المشروع وأكملت 280 كم من الأنابيب البحرية وقامت بربط هذه الأنابيب بمنشآتنا بنجاح.

ويذكر التأخير في تجهيز الغاز كان بسبب تأخر المقاول في تنفيذ واحدة من منصات تصنيع الغاز في إيران تابعة لشركة النفط الوطنية الإيرانية وقد تم الانتهاء من تركيبها قبل أسابيع وبالتحديد في بداية ديسمبر الماضي وقال إن العام 2008 سيكون عاما حافلا لدانة غاز، مع تواصل البرنامج الفعال للتنقيب والاستكشاف والحفر في مصر، وإطلاق مشاريعنا الكبرى في الإمارات ، وشمال العراق، كما نقوم بإجراء تقييم فعال لعدد من الفرص المهمة الأخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقي.

وفيما يلي تفاصيل الحوار:

العلاقات

* تحدثتم سابقا عن شراكات إقليمية ودولية للتعاون الاستراتيجي فهل يمكن إلقاء الضوء على هذه الشراكات والخطط؟
– دانة غاز تهدف إلى الشراكة الاستراتيجية محليا ودوليا مع شركات ومؤسسات مرموقة خاصة وحكومية، فقد عقدت تحالفات مع شركة أبراج كابيتال لشراء حصص في شركات أخرى والاستثمار في الغاز الطبيعي في أسواق الشرق الأوسط وجنوبي آسيا، ووقعت اتفاقا مع الشركة الكويتية العالمية للنفط والبيئة للتنقيب واستخراج وإنتاج الغاز في مصر.

كما اتفقت دانة غاز مع الشركة العربية للاستثمارات البترولية على استثمارات مشتركة في مشاريع الغاز الطبيعي، والمعلوم أن ابيكورب هي الذراع الاستثمارية لمنظمة الدول العربية المصدرة للبترول، ومهمتها العمل على تطوير قطاع النفط والغاز الطبيعي في الوطن العربي عن طريق التمويل المباشر والاستشارات والبحوثات.

وقد أقمنا تحالفا مع شركة »sbm« العالمية لإقامة مرافئ للغاز المسال في باكستان ودول أخرى ، اذ تتولى دانة غاز الشؤون التجارية للغاز المسال، فيما تتولى شركة »sbm« أمور التجهيز وتشغيل منصات تخزين الغاز المسال العائمة والمنشآت، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم مع Sbm وشركة غرانادا الأميركية لإقامة مرفأ لاستلام الغاز المسال في ميناء قاسم في مدينة كراتشي الباكستانية بطاقة أولية قدرها 3,5 ملايين طن سنوياً وكلفة استثمارية تقديرية تبلغ نحو 200 مليون دولار.

الاكتشافات في مصر

* وماذا عن نشاطاتكم في مصر حيث أعلنتم مؤخرا عن اكتشافات مهمة جديدة؟
– إن دانة غاز هي سادس اكبر منتج للغاز الطبيعي في مصر حاليا، واستثماراتنا في برنامج الحفر والاستكشاف فاقت 80 مليون دولار في العام الماضي 2007، ولا تزال سنتوريون ـ ذراع دانة غاز للاستكشاف والإنتاج والمملوكة لنا بنسبة 100% ـ تباشر عمليات التنقيب والإنتاج من خلال تطوير وتنقيب مساحة 26300 كيلومتر مربع في دلتا النيل والصعيد و قامت بحفر البئر التحديدية «الضبعية2».

بهدف تقييم البئر الاستكشافية «الضبعية1» وتأكدت من قدرة البئر على إنتاج غاز بمعدل أكثر من 10 ملايين قدم مكعب، و240 برميلا من المكثفات يوميا، وهذا ما سيمنح إيرادات دانة غاز من عمليات الإنتاج في مصر زخما إضافيا كما يجري حاليا تجهيز خط أنابيب من الضبعية 2 لنقل الغاز وسيتم افتتاحه خلال الأسابيع القادمة.

وقد قمت خلال شهر نوفمبر الماضي بزيارة لجمهورية مصر العربية واطلعت الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء المصري خلال اجتماعي معه على مستجدات ما تقوم به الشركة من أنشطة متضمنة آخر التطورات المتعلقة باكتشافات الغاز والنفط التي حققتها الشركة في البلاد مؤخرا، وقد حضر اللقاء المهندس سامح فهمي وزير البترول المصري، والدكتور هاني الشرقاوي، المدير الإقليمي لشركة دانة غاز في مصر.

ولعل ما يميز دانة غاز على المستوى الإقليمي يتمثل في كونها تركز على تحقيق أفضل منفعة اقتصادية للدولة في مجال استثمار مواردها من الغاز الطبيعي ـ وذلك من منطلق مفهوم «مدينة دانة غاز»، ودوره في النهوض بالصناعات المحلية التي تعتمد على الغاز الطبيعي والذي تقوم الشركة بترويجه وتعمل على تطويره في العديد من البلدان في المنطقة.

ويتماشى هذا المفهوم الذي تقدمه «مدينة دانة غاز» مع السياسات الراهنة للحكومة المصرية في تعزيز المنفعة الاقتصادية والاجتماعية من موارد الدولة من الغاز الطبيعي. وقد تضاعف المخزون الاحتياطي من الغاز في مصر خلال السنوات الخمس الماضية ليصل إلى أكثر من 70 تريليون قدم مكعب. وتقوم دانة غاز بالاستثمار بفعالية في قطاعي الغاز والنفط في مصر.

حيث تعتبر سادس أكبر منتج للغاز الطبيعي هناك، كما تم تصنيفها في قائمة الشركات العشر الأوائل المنتجة للنفط والغاز، من بين 64 شركة عاملة في مصر. وتقوم الشركة بقيادة ائتلاف لتطوير مشروع بناء وتشغيل مصنع خليج السويس لسوائل الغاز في مصر، بمشاركة الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (egas)، والشركة العربية للاستثمارات البترولية.

وسينتج المصنع نحو 120 ألف طن متري من البروبان والبيوتان السائل سنويا، حيث سيتم تصدير هذه المنتجات إلى الأسواق العالمية، مما سيزيد من القيمة المضافة لموارد الغاز الطبيعي في مصر. ويذكر ان للشركة نشاطات أخرى في تونس وشواطئ غرب إفريقيا.

مؤسسة التمويل الدولية

* ما هو دور مؤسسة التمويل الدولية ومجموعة البنك الدولي، حيث سمعنا عن تعاونكم مع هذه المجموعة؟
– اتفقت دانة غاز مع مؤسسة التمويل الدولية يأتي ضمن الخطط الاستراتيجية للشركة ، ومن شأنه ان يقدم المساعدة والمشورة في مجال تطبيق أفضل أساليب العمل في إدارة الشركات أو ما يصطلح عليه بالحوكمة، إضافة إلى تطبيق معايير الصحة والسلامة والاستقرار البيئي ومسؤولية الشركات نحو المجتمع، ونرى ان هذه الاتفاقية ستساعد دانة غاز في صياغة السياسات وتطبيق أفضل أساليب العمل الدولية في مثل هذه الأمور الحيوية وان هدف الشركة ان يكون عملها وفق المقاييس العالمية من بداية نشأتها .

الغاز الإيراني

* ماذا تم بالنسبة للمشكلة العالقة بشأن الغاز الإيراني وهل استعدت دانه غاز لنقل هذا الغاز من إعداد وتجهيز للبنية التحتية إذا تم التوصل لاتفاق؟ وهل هذا الاتفاق قريب أم بعيد ؟ وهل تم بالفعل الانتهاء من الأنبوب البحري مع إيران؟
– إن مشروع غاز الإمارات لتصنيع ونقل الغاز الذي سيتم استيراده من خلال اتفاقية بين شريكنا شركة نفط الهلال و شركة النفط الوطنية الإيرانية قد دخل الآن مراحله التنفيذية الأخيرة. ونحن بدورنا قد أكملنا بنجاح تنفيذ عملية الربط الداخلية لمنشآتنا في الدولة. وأكد مسؤولون إيرانيون مؤخرا انه قد تم تجهيز آخر منصة تصنيع الغاز، وتم تركيبها في بداية ديسمبر 2007، ونحن ننتظر الشروع بتجهيزات الغاز في بداية العام الحالي.

و يذكر ان شركة النفط الوطنية الإيرانية قد قامت باستثمار أكثر من المليار ونصف المليار دولار لتنفيذ المشروع وأكملت 280 كم من الأنابيب البحرية وقامت بربط هذه الأنابيب بمنشآتنا بنجاح. ويذكر أن التأخير في تجهيز الغاز كان بسبب تأخر المقاول في تنفيذ واحدة من منصات تصنيع الغاز تابعة لشركة النفط الوطنية الإيرانية وقد تم الانتهاء من تركيبها قبل أسابيع وبالتحديد في بداية ديسمبر الماضي.

وهذه التأخيرات للأسف شائعة هذه الأيام مع مشاريع الطاقة أو المشاريع الهندسية الرئيسة عالميا في منطقة الشرق الأوسط بسبب نقص المعدات والكوادر والتكاليف الباهظة، وعجز المقاولين عن الالتزام بالمواعيد النهائية للتنفيذ. وأريد أن أوضح أن اتفاقية الغاز طرفاها شركة النفط الوطنية الإيرانية وشركة نفط الهلال، اللتان تربطهما علاقات عمل منذ أكثر من خمس وثلاثين عاما، والعقد الموقع بين الجانبين ملزم دوليا ويمتد لمدة 25 عاما.

أما دور دانة غاز، فهو استلام الغاز في دولة الإمارات ومعالجته. والاتفاق الذي تم بين الشركة الإيرانية ونفط الهلال، شأنه شأن أي اتفاقية تجارية، جاء نتيجة أن احتياجات دولة الإمارات المستقبلية من الغاز، تفوق ما هو متاح حاليا من إمكانات لتوريد الغاز، سواء من المصادر المحلية أو عقود استيراد الغاز من الخارج.

إلى جانب أن القطاع الصناعي سيحتاج في السنوات المقبلة إلى كميات كبيرة من الغاز لتأمين احتياجات المجتمع والمصانع ومستلزمات الإنتاج في مختلف مناطق دولة الإمارات وعلى الرغم من التأخير الذي حصل من الجانب الإيراني من المؤمل ان يتم تصدير الغاز في النصف الأول من هذا العام (2008) بكمية قدرها 600 مليون قدم مكعب ويمكن ان يرتفع إلى مليار قدم مكعب في المستقبل.

* شهدت جلسات التداول الأولى لهذا العام ارتفاعا ملحوظا في سعر سهم دانة غاز وما يزيد على مليار درهم من الأسهم المتداولة، فما تعليقكم على ذلك؟
– لا نستطيع أن نعلق على موضوع سعر السهم، ولكن لا يغيب على أحد أن أسعار النفط وصلت المئة دولار للبرميل لفترة قصيرة منذ أيام، لذلك نرى اهتماما متزايدا في الغاز الطبيعي من مستثمرين ومؤسسات مالية عالمية، ناهيك عن النجاح منقطع النظير الذي حققه إصدار الشركة للصكوك كما ذكرنا سابقا.

بالإضافة إلى الاكتشافات والإنجازات التي حققتها دانة غاز مؤخرا في مصر وإقليم كردستان العراق، مما يؤكد التزام الشركة بعيد المدى نحو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، مع الأخذ بعين الاعتبار أن دانة غاز هي الشركة الإقليمية الوحيدة من القطاع الخاص والمدرجة أسهمها التي لديها نشاطات في المنطقة حاليا.

رؤية للعام 2008

قال حميد جعفر إن العام 2008 سيكون حافلا بالعمل والإنجاز لدانة غاز إن شاء الله، حيث سنركز على مواصلة البرنامج الفعال للتنقيب والاستكشاف والحفر في مصر بالإضافة إلى إطلاق مشاريعنا في شمال العراق والبدء في تنفيذ مشروع الغاز في الإمارات كما سنقوم بإجراء تقييم فعال لعدد من الفرص الهامة الأخرى في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وهذا سيعزز موقعنا في صناعة الغاز والمشاركة في تنفيذ مشروعات مشابهة في المنطقة، إذ نؤمن إيمانا قاطعا بأن تركيزنا على تعزيز القيمة للمساهمين سوف ينعكس إيجابيا على سعر السهم.

الغاز الطبيعي

الغاز الطبيعي أحد مصادر الطاقة البديلة عن النفط من المحروقات عالية الكفاءة قليلة الكلفة قليلة الانبعاثات الملوثة للبيئة. والغاز الطبيعي مورد طاقة أوليّة مهمة للصناعة الكيماوية. ويتكون الغاز الطبيعي من كائنات مجهرية تتضمن الطحالب والكائنات الأولية ماتت وتراكمت في طبقات المحيطات والأرض، وانضغطت البقايا تحت طبقات رسوبية.

وعبر آلاف السنين قام الضغط والحرارة الناتجان عن الطبقات الرسوبية بتحويل هذه المواد العضوية إلى غاز طبيعي، ولا يختلف الغاز الطبيعي في تكونه كثيراً عن أنواع الوقود الحفري الأخرى مثل الفحم والبترول. وحيث إن البترول والغاز الطبيعي يتكونان تحت نفس الظروف الطبيعية.

فإن هذين المركبين الهيدروكربونيين عادةً ما يتواجدان معاً في حقول تحت الأرض أو الماء، وعموماً الطبقات الرسوبية العضوية المدفونة في أعماق تتراوح بين 1000 إلى 6000 متر (عند درجات حرارة تتراوح بين 60 إلى 150 درجة مئوية) تنتج بترولاً بينما تلك المدفونة أعمق وعند درجات حرارة أعلى تنتج غازا طبيعيا، وكلما زاد عمق المصدر كلما كان أكثر جفافاً (أي تقل نسبة المتكثفات في الغاز).

بعد التكون التدريجي في القشرة الأرضية يتسرب الغاز الطبيعي والبترول ببطء إلى حفر صغيرة في الصخور المسامية القريبة التي تعمل كمستودعات لحفظ الخام، ولأن هذه الصخور تكون عادةً مملوءة بالمياه، فإن البترول والغاز الطبيعي ـ وكليهما أخف من الماء وأقل كثافة من الصخور المحيطة ـ ينتقلان لأعلى عبر القشرة الأرضية لمسافات طويلة أحياناً.

في النهاية تُحبس بعض هذه المواد الهيدروكربونية المنتقلة لأعلى في طبقة لا مسامية (غير منفذة للماء) من الصخور تُعرف بصخور الغطاء، ولأن الغاز الطبيعي أخف من البترول فيقوم بتكوين طبقة فوق البترول تسمى غطاء الغاز. ولا بد أن يصاحب البترول غاز يسمى بالغاز المصاحِب، كذلك تحتوى مناجم الفحم على كميات من الميثان ـ المُكوِن الرئيسي للغاز الطبيعي، وفي طبقات الفحم الرسوبية يتشتت الميثان غالباً خلال مسام وشقوق المنجم، يسمى هذا النوع عادة بميثان مناجم الفحم.

ونظراً لارتفاع المستوى المادي للبشر في العالم فقد زاد استهلاكهم من الطاقة بشدة من أجل تسيير السيارات التي تحملهم لأعمالهم، ومن أجل الكهرباء التي صارت لا غِنى عنها في الحضارة الحديثة، وغير ذلك كثير. وحيث إن مصادر الطاقة في العالم ناضبة وغير متجددة يُعرَّف الاحتياطي المؤكد ـ من البترول أو الغاز الطبيعي ـ لحقل ما بأنه الكمية القابلة للاستخلاص على مدى عمر الحقل في ظل التكنولوجيا والاعتبارات الاقتصادية السائدة،

طبقاً لتعريف مجلة البترول والغاز الأميركية المتخصصة يتم تعريف الاحتياطي المؤكد من الغاز الطبيعي بأنه: الكميات التي يمكن استخراجها في ظل ما هو معروف حالياً من الأسعار والتكنولوجيا، أما هيئة سيديجاز) الفرنسية فتُعرِّفه بأنه: الكميات المكتشفة التي يتأكد بقدر معقول من اليقين إمكانية إنتاجها في ظل الظروف الاقتصادية والفنية السائدة.

ويُعدَّ التعريف الأول الأكثر تحفظاً لذا نجد أن احتياطيات الغاز الطبيعي العالمية في أول يناير عام 1999 طبقاً لتقدير مجلة البترول والغاز تقل بنسبة 7 % عن تقديرات سيديجاز، بل إن احتياطيات الغاز الطبيعي لمنطقة الشرق الأقصى كانت طبقاً للمجلة تقل بنسبة 30 % عن تقديرات سيديجاز. وكلا التعريفين يخضعان للتقدير الشخصي أكثر منه لمعايير موضوعية ثابتة يمكن قياسها بدقة.

لذا نجد بعض الدول تلجأ للمبالغة في تقدير ما لديها من احتياطيات ـ وتسميها بالمؤكدة ـ لأسباب كثيرة سياسية واقتصادية كالرغبة في الاقتراض بضمان ثروتها البترولية والغازية، كما أن شركات البترول العالمية تميل أحياناً للمبالغة في التقديرات بهدف تقوية مراكزها المالية أو لتبرر قيامها بالإنتاج بوفرة، أو لتبرر إمكانية التصدير لخارج الدول المنتجة.

ومن أمثلة عدم دقة حسابات احتياطيات الثروة البترولية ما قامت به المكسيك من خفض احتياطياتها المؤكدة من الغاز الطبيعي بأكثر من النصف من 64 تريليون قدم مكعب عام 1999 إلى 30 تريليون قدم مكعب في عام 2000، وأيضاً قيام بريطانيا في التسعينات بخفض احتياطياتها المؤكدة من البترول بنفس القدر. ويصل إجمالي احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم ـ طبقاً لأرقام عام 2005 ـ لحوالي 6112 تريليون قدم مكعب، وأكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم يوجد في روسيا الاتحادية، ويبلغ قدره 1680 تريليون قدم مكعب.

يستخرج الغاز الطبيعي من آبار شبيهة بآبار النفط يوجد الكثير من تجمعات الغاز على مبعدة من الشاطئ ويتم نقل الغاز بالأنابيب من منصات الإنتاج المشاطئة إلى نقطة تجميع على الشاطئ ومنها إلى معمل تكرير حيث ينقّى. في مرحلة التنقية الأولى، يزال الماء واي سائل آخر من الغاز بفعل الجاذبية ثم يمرر الغاز الجاف عبر مبرد حيث يتسيل البروبان ويجمعان. ويسوق غازا البترول المسلان كمواد أولية لتصميع الكيماويات أو يعبأ في قوارير كوقود للسخّانات ومواقد الطبخ في المنازل. ما يتبقى من الغاز الطبيعي يمكن ضخه عبر شبكة إمداد أو يمكن تسيله بالتبريد والضغط وتسويقه كغاز طبيعي مسيّل.