انخفض الدولار الاميركي الى مستوى قياسي جديد مقابل اليورو والفرنك السويسري وسلة من العملات أمس الخميس مع تزايد التوقعات في الاسواق بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) سيخفض الفائدة الشهر المقبل.
ومما يزيد الضغوط النزولية على الدولار انتعاش أسواق الاسهم وتحسن بسيط في الاقبال على المخاطرة جعل المستثمرين أكثر استعدادا لضخ أموالهم في العملات ذات العائد المرتفع أو في عملات الاسواق الناشئة. ودفع ذلك العملة اليابانية للتراجع رغم كونها مصدرا مفضلا للتمويل الرخيص لانخفاض الفائدة عليها. وانخفض الين أمام الدولار بعد ارتفاعه أول من أمس الاربعاء لأعلى مستوى في عامين ونصف العام، بينما ارتفع الدولاران الاسترالي والنيوزيلندي اللذان يتمتعان بعوائد مرتفعة.

ونظرا لاغلاق الاسواق الاميركية بمناسبة عيد الشكر أمس واغلاق الاسواق اليابانية اليوم فمن المرجح أن يظل حجم التداول محدودا نسبيا حتى نهاية الاسبوع، الامر الذي قد يؤدي الى تفاقم التقلبات.

وارتفع اليورو الاوروبي امس الى 1.4873 دولار ليسجل مستوى قياسيا لتصل مكاسبه منذ بداية العام الى 12.5 في المائة. وانخفض الدولار الى أدنى مستوياته على الاطلاق أيضا مقابل العملة السويسرية فبلغ 1.1007 فرنك قبل أن ينتعش قليلا ليصل الى 1.1022 فرنك. كما سجل الدولار أدنى مستوى له أيضا مقابل سلة من العملات الرئيسية ببلوغه 74.916.

وتعززت التوقعات بخفض جديد في أسعار الفائدة يوم الثلاثاء بعد أن توقع مجلس الاحتياطي الاتحادي أن يتباطأ النمو الاقتصادي العام المقبل. وارتفع الدولار نحو 0.5 في المائة مقابل العملة اليابانية الى 108.87 ين متبعدا عن أدنى مستوياته منذ عامين ونصف العام الذي سجله الاربعاء عند 108.23 ين وفقا لبيانات رويترز. كما ارتفع اليورو 0.5 في المائة الى 161.64 ين. وعلى ضوء التطورات في سوق الصرف فقد قالت وزارة المالية الالمانية أمس الخميس ان الانخفاضات الاخيرة في توقعات الشركات الالمانية للصادرات ربما تعكس في جانب منها أثر ارتفاع قيمة اليورو على العملات الاخرى. وأشارت في أحدث تقرير لها الى أنه رغم أن التوقعات ما زالت ايجابية للصادرات، فان مقياسا شهريا لتوقعات الصادرات يصدره معهد ايفو للابحاث الاقتصادية تراجع للشهر الرابع على التوالي في أكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

وأضافت «ربما يعكس هذا تباطؤ الاقتصاد العالمي المتوقع بصفة عامة الآن بالاضافة الى الاثر السلبي لارتفاع اليورو على حركة التصدير». وارتفعت العملة الاوروبية الموحدة في وقت سابق أمس الى مستوى قياسي عند 1.4873 دولار وفقا لبيانات رويترز كما سجلت هذا الاسبوع أعلى مستوى منذ أربع سنوات ونصف العام مقابل الجنيه الاسترليني.

ورغم الاضطرابات الاخيرة في الاسواق المالية التي نتجت عن الخسائر التي منيت بها سوق الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة فقد وصفت الوزارة الاقتصاد الالماني بأنه نشط. وأول من أمس الاربعاء قال وزير المالية بير شتاينبروك ان أكبر اقتصاد في أوروبا تكيف على نحو طيب مع تحركات في أسعار الصرف في السنوات الاخيرة. وعلى مستوى البورصات العالمية، أنهت الأسهم اليابانية تعاملات أمس الخميس في بورصة طوكيو للأوراق المالية بتحسن بسيط قبل بدء عطلة نهاية أسبوع طويلة من غد حيث تغلق أسواق المال اليابانية أبوابها اليوم بمناسبة أحد الأعياد الوطنية. وارتفع مؤشر نيكي القياسي بمقدار 51.11 نقطة أي بنسبة 0.34% ليصل إلى 14888.77 نقطة بعد أن كان قد سجل تراجعا جديدا في بداية التعاملات على خلفية تراجع الأسهم الأميركية مساء أمس ومشكلات قطاع الرهن العقاري في الولايات المتحدة اكبر سوق للصادرات اليابانية. وبحسب وكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) فقد أدى تراجع أسعار الأسهم في البداية إلى إقبال المستثمرين على شراء العديد من الأسهم في تعاملات الظهيرة، خاصة أن أوضاع الشركات الكبرى بشكل عام تبدو جيدة. في الوقت نفسه تراجع مؤشر توبكس للاسهم الممتازة بمقدار 1.34 نقطة أي بنسبة 0.09% إلى 1437.38 نقطة. وخسر مؤشر نيكي خلال أسبوع التداول المنتهي اليوم 1.8% من قيمته فيما خسر مؤشر توبكس 1.34% من قيمته. تستأنف أسواق المال اليابانية عملها يوم الاثنين المقبل بعد عطلة نهاية أسبوع تستمر 3 أيام. من ناحيتها، ارتفعت الاسهم الاوروبية أمس الخميس بعد هبوطها الشديد في اليوم السابق بفض انتعاش أسهم شركات الادوية والتكنولوجيا الحيوية. وحلت أسهم الادوية والتكنولوجيا الحيوية محل قطاعي البنوك والنفط كأكبر عامل محرك للسوق. وارتفعت أسهم جلاكسو سميثكلاين 3.7 في المائة لتتصدر قائمة الاسهم الصاعدة على مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا.

وفي وقت سابق أمس، رفعت مجموعة سيتي غروب المصرفية تصنيفها لقطاع الرعاية الصحية في أوروبا، مما أدى الى ارتفاع أسهم نوفارتس 3.7 في المائة وأسهم روش بنسبة ثلاثة في المائة وأسهم استرازينيكا 5.4 في المائة.

وفي الساعة 10:21 بتوقيت غرينتش ارتفع مؤشر يوروفرست 300 بنسبة 0.5 في المائة الى 1449.81 نقطة. وستغلق الاسواق الاميركية اليوم بمناسبة عيد الشكر. وأول من أمس سجل المؤشر يوروفرست 300 أسوأ أداء يومي له منذ 16 أغسطس (اب) قبل خفض أسعار الفائدة الاميركية لتيسير أداء أسواق الائتمان. وعلى صعيد البورصات الوطنية في أوروبا ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز 100 البريطاني بنسبة 0.4 في المائة ومؤشر داكس الالماني بنسبة 0.1 في المائة بينما زاد مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.5 في المائة. وعلى صعيد المعادن، تحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن امس الخميس على 802.25 دولار للاوقية (الاونصة) ارتفاعا من 798 دولارا في جلسة القطع المسائية أمس. وبلغ سعر الذهب عند الإقفال في نيويورك أمس 799.80 ـ 800.50 دولار للاوقية.

من جهة أخرى، قال محللون ان سعر النحاس في بورصة لندن للمعادن انخفض الى أدنى مستوى في ثمانية أشهر امس الخميس قبل ظهور مشتريات محدودة من المستهلكين لتستمر بذلك الخسائر الكبيرة التي شهدها المعدن في وقت سابق من هذا الاسبوع. لكن المحللين قالوا ان ارتفاع المخزونات واستمرار المخاوف بشأن الطلب سيحد من أيِّ مكاسب.

وقال دانييل بريبنر، محلل السلع الاولية في بنك يو.بي.اس الاستثماري «المعادن تبدو ضعيفة وستظل على الأرجح كذلك خلال الشهرين المقبلين». وانخفض النحاس في عقود ثلاثة شهور، عشرة دولارات الى 6510 ـ 6530 دولارا للطن. وفي وقت سابق أمس، هبط النحاس الى 6430 دولارا للطن مسجلا أدنى مستوى في ثمانية شهور. وهبطت أسهم شركات التعدين في بورصة لندن حيث انخفض سهم فيدانتا 2.86 في المائة وتراجع سهم قازاخميس للتعدين 2.71 في المائة. وفقد النحاس في عقود ثلاثة شهور أكثر من ثمانية في المائة هذا الاسبوع وانخفض المعدن نحو 20 في المائة منذ 22 اكتوبر (تشرين الأول).

وقال أحد المتعاملين في بورصة لندن للمعادن «السوق تميل للنزول بشكل عام ولكن مع ظهور مشتريات من المستهلكين نتوقع أن تخف حدة الهبوط».

وزادت مخزونات النحاس في مخازن بورصة لندن للمعادن 2800 طن اخرى لتصل الى 185500 طن توازي اكثر من 3.5 يوم من الاستهلاك العالمي وحوالي مثلي المستويات التي كانت عليها في منتصف يوليو (تموز).

من ناحية اخرى، تحول الزنك في بورصة لندن للمعادن الى الهبوط بعد أن صعد أمس الى 2284 دولارا للطن بارتفاع 2.9 في المائة. وجرى تداول الزنك بسعر 2215 ـ 2225 دولارا للطن بانخفاض خمسة دولارات بعد هبوطه 6 في المائة في معاملات امس. وتقل أسعار الزنك الآن نحو 24 في المائة عن مستواها مطلع اكتوبر بينما فقد الرصاص نحو 21 في المائة. وبلغ سعر الرصاص 2870-2890 دولارا للطن بانخفاض 45 دولارا أو 1.5 في المائة بعد هبوطه نحو 4.6 في المائة في الجلسة السابقة. وهبط النيكل 200 دولار الى 29400-29600 دولار للطن فيما ارتفع سعر القصدير 200 دولار الى 16200-16350 دولارا للطن.