[QUOTE][/QUOTE]نرى بأن الأسواق المالية لم تكتفي بطلب الذهب كملاذ آمن جراء حالة القلق من مستقبل الاقتصاد الدولي و لا اكتفت في طلب الذهب و المعادن الثمينة كاستثمارات بديلة أو مضاربة في السعر السوقي، بل نرى أيضاً بأن العديد من الجهات ما زالت تطلب الذهب و المعادن الثمينة لحفظ القدرة الشرائية للنقد. في العادة، تنخفض القدرة الشرائية أو ما يسمّى في ” قيمة النقد ” مع الزمن بتأثير من التضخم، لكن في الوقت الحالي نرى خطط التحفيز الهائلة التي تضعها البنوك المركزية في العالم مثل اليابان و الولايات المتحدة الأمريكية تهدد في انخفاض القدرة الشرائية للنقد و ذلك لأن تلك البنوك تقوم بضخ النقد للأسواق المالية أما لتحفيز الاقتصاد كما في الولايات المتحدة الأمريكية و أما لتخفيض سعر صرف العملة مثل اليابان و لا نستثني من هذه الحالة اتجاهات سويسرا لمتابعة ارتفاع سعر صرف الفرنك و مخاوف المتداولين من تدخل البنك السويسري لدفع سعر صرف الفرنك للانخفاض لدعم الصادرات.
الأسواق المالية اتصفت في بعض الإيجابية خلال تداولات يوم الجمعة الماضي و تداولات آسيا هذا اليوم، اليابان تضع خطط تحفيز جديدة للاقتصاد لمحاولة وقف اتجاه الاقتصاد نحو الركود ليقع الاقتصاد الياباني في الركود المزدوج، حيث وضعت الحكومة مبلغ 4.6 تريليون ين ياباني من أجل تحفيز الاقتصاد في خطّة أخرى للاقتصاد. يوم الجمعة، بالرغم من بعض البيانات السلبية إلا أن المتداولين ارتأوا بأن بيانات أوامر البضائع المعمّرة تدعو للتفاؤل في ارتفاع مستقبلي في الإنتاج و هذا أيضاً ما كان سبباً لدفع مؤشرات الأسهم للارتفاع. لذلك، لا نستطيع أن نقول بأن ارتفاع حالة التشاؤم خلال تداولات يوم الجمعة و هذا اليوم هي سبب الطلب على المعادن الثمينة! بل نرى بأن المعادن الثمينة يتم طلبها لتخفيض المخاطرة المستقبلية للاستثمارات إلى جانب طلب المعادن الثمينة كحافظ القدرة الشرائية للنقد، مع عدم استبعاد تأثير المضاربة في السعر السوقي.
خلال تداولات يوم الجمعة، ارتفع سعر الذهب في نيويورك محققاً أعلى سعر صفقة شرائية عند 1301.30 دولار للأونصة و حقق أعلى إغلاق أسبوعي قياسي عند سعر 1297.00 دولار للأونصة الواحدة عندما أغلق في نيويورك مرتفعاً بمقدار 0.35%. ارتفع أيضاً سعر الفضة إلى أعلى مستوياته منذ ثلاثين عاماً و أغلق سعر أونصة الفضة على ارتفاع مقداره 1.51% خلال تداولات نيويورك عند سعر 21.46 دولار بتأثير من المضاربة الكبيرة التي زادت الطلب على الفضة التي تعتبر أداة مضاربة جيدة.كذلك الأمر، نرى بأن البلاتين ارتفع بمقدار 0.12% و أغلق تداولات نيويورك عند مستوى 1639.00 دولار، لكن البلاتين كان أقل المعادن الثمينة الرئيسية ارتفاعاً إذ أن المتداولين يحتاجون لمزيد من التأكيدات حول كفاءة قطاع الصناعة و مدى التباطؤ فيه.
مؤشرات السلع تتداول في اتجاه إيجابي صاعد، أغلق مؤشر rj/crb للسلع – الذي تؤثر فيه المعادن الثمينة بشكل ملحوظ – تداولات يوم الجمعة الماضي بارتفاع مقداره 3.49 نقطة و أغلق عند 283.63 نقطة فيما هذا اليوم نرى مؤشر s&p gsci قد ارتفع هذا اليوم بمقدار 1.24 نقطة و يتداول حالياً حول مستوى 535.47 نقطة بتأثير من ارتفاع العديد من أسعار السلع منها أدوات الطاقة. ليس هذا فقط، بل نرى أيضاً بعض التفاؤل في الأسواق المالية حالياً دفع في مؤشر نيكاي للارتفاع و الإغلاق عند مستوى 9603.14 نقطة بارتفاع مقداره 1.39% و تتداول مؤشرات الأسهم الآسيوية الرئيسية في اتجاه صاعد.
بعض البيانات الإيجابية إلى جانب دعم البنوك المركزية المتوقع للاقتصاد الدولي يدفع المتداولين نحو أسواق الأسهم و الأصول المرتفعة العائد التي تتصف في مخاطرة أعلى من الأصول التي تعتبر ملاذاً آمنا مثل السندات. لكن في نفس الوقت لا يجب أن ننسى أن الأسواق المالية ما زالت هشّة و أي إشارة إلى تباطؤ أكبر في الاقتصاد الدولي قد ينقلب سلباً عليها، لكن حالياً لننعم في الاتجاه الصاعد و الانخفاض في التشاؤم الذي يجتاح الأسواق المالية في العالم.
هذا اليوم، و في تمام الساعة 2:30 صباحاً بتوقيت نيويورك، نرى سعر الفضة يتداول عند مستوى 21.60 بارتفاع آخر مقداره 0.65% فيما سعر الذهب اليوم يتداول عند مستوى 1299.10 ملامساً مستوى 1300.00 في سعر الطلب ( ask ) متداولاً بارتفاع مقداره 0.16%. الفضة ما زالت تشهد طلباً مضاربي كبير خصوصاً بعد أن استطاعت أن تخترق الحاجز النفسي 21.00 دولار للأونصة الواحدة.
البلاتين يتداول في بعض السلبية هذا اليوم لكن عند مستويات قريبة من افتتاح تداولات نيويورك الجمعة الماضي و بهذا فقد جميع المكاسب التي حققها خلال تداولات نيويورك ليتداول الآن عند مستوى 1637.00 دولار للأونصة.
هذا الأسبوع، ما زلنا نتوقع أن تتخذ أسعار المعادن الثمينة مساراً صاعداً في أسعارها، الذهب و الفضة منها على وجه التحديد لكن لا نستبعد أيضاً ارتفاعاً في سعر البلاتين. لكن يجب أن ننتبه أننا الآن حول مستويات 1300.00 دولار للأونصة و هذه المستويات قد تسبب عمليات جني أرباح من قبل المضاربين و المستثمرين في السعر السوقي مما قد يسبب تداولات مضطربة جداً رغم عدم استبعادنا لأن نرى مزيداً من الاتجاه الصاعد.

One thought on “التحليل الاساسى للذهب يوميا ان شاء اللة

  1. تداولت الأسواق المالية يوم أمس في تذبذب شديد انتهى بانخفاض مؤشر داوجونز الأمريكي عند الإغلاق بمقدار 0.21% و كذلك نرى انخفاض العديد من المؤشرات الأوروبية. هذا اليوم، امتدت موجة الهبوط إلى الأسواق الآسيوية لنرى انخفاض مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 1.99%. مؤشرات السلع شهدت يوم أمس ارتفاعاً و منها مؤشر rj/crb للسلع الذي شهد إغلاقاً بارتفاع مقداره 1.58 نقطة و هذا المؤشر يتأثر في أسعار المعادن الثمينة بشكل ملحوظ، أما هذا اليوم فنرى مؤشر s&p gsci يتداول في انخفاض مقداره 0.49 نقطة متأثراً في الانخفاض الذي شهده سعر برميل النفط.
    يتداول سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم في اتجاه جانبي ضيق مع بعض الضغوط السلبية بعض الأحيان، و اليورو نراه يتداول في سلبية و كل هذا يزيد من توتّر الأسواق المالية. و لو نظرنا اليوم إلى أسواق المعادن الثمينة، لوجدنا أنها تداولت في ميل نحو الانخفاض لكن أي انخفاض ! فهي ما تزال تتداول قريباً من مستوياتها الأعلى التي تداولت عندها هذا الأسبوع و الذهب قريب من السعر القياسي و الفضة حول أعلى سعر للأونصة منذ ثلاثين عاماً.
    يتداول سعر الذهب اليوم عند مستوى 1308.60 في هذه اللحظة بانخفاض مقداره 0.10% فيما نرى سعر الفضة يتداول حول سعر إغلاق نيويورك يوم أمس عند 21.90، أما البلاتين فيتداول الآن بانخفاض مقداره 0.30% عند سعر 1641.00. لكن لو نظرنا، هل نستطيع أن نقول أن هذا انخفاض ! بالتأكيد لو تم مقارنته في الاتجاه الصاعد الذي حصل سوف يكون هذا لا شيء .
    ما زالت المعادن الثمينة تشهد اختلاطاً بين جني أرباح من قبل المضاربين في كثير من الأحيان و انخفاض الطلب الاستهلاكي عليها، لكن يتم طلب المعادن الثمينة بشكل ملاذ آمن أو استثمار بديل أو حتى احتياطي تخفيض مخاطرة الأصول الاستثمارية أو تغطية مخاطر تقلّب سعر صرف الدولار و غيره من العملات. و هذا ما يجعلنا نرى الذهب متمركزاً في مستوياته المرتفعة القياسية. لكن هل الأمل فقد في أن نرى موجات تصحيحية؟
    هنالك احتمال أن يبقى سعر الذهب في اتجاهه الصاعد لملامسة مستويات قد تصل إلى 1330.00 و ربما 1350.00 خلال هذه السنة، و هذا ما خلال ما نراه من أوامر جني أرباح و أوامر عقود خيار مستقبلية و عقود آجلة. لكن في الحقيقة، نحن الآن نرى بأن التذبذب الكبير و الحاد قد يبدأ و احتمال دخول موجات هابطة يزداد يوماً بعد يوم، فالسعر مرتفع حقاً !
    نحن لا نشير إلى أن هذه نهاية الأسعار القياسية للذهب أو الأسعار المرتفعة للفضة، لكن انخفاض الطلب الاستهلاكي أحد أهم العوامل التي تجعلنا نتوقع انخفاضاً في الطلب كملاذ آمن و أصل من أصول المضاربة في الفترة القادمة و هذا ما قد يكون سبباً لتذبذب حاد جداً و ربما موجات تصحيحية. و من هنا، يجب أن نزيد من الحيطة و الحذر في متابعتنا للأسواق المالية و المعادن الثمينة على وجه الخصوص، لكن لا مانع لدينا من أن نرى موجات صاعدة أخرى في سعر الذهب بل نحن بالفعل نتوقعها لكن مع تذبذب هائل في كثير من الأحيان.

Comments are closed.