التجارة” تؤكد وجود 900 ألف طن فائض حديد.. والموزعون يتساءلون عنه الوطن السعودية الاثنين 12 أبريل 2010 9:39 ص
أثار إعلان وزارة التجارة والصناعة وجود فائض يصل إلى 900 ألف طن في سوق حديد التسليح المحلية، ردود فعل واسعة من بعض الموزعين الذين تساءلوا عن أماكن وجود الفائض المذكور، معلنين عن تجهيز شيكات بملايين الريالات وخفض هامش الربح بنحو 50 % في حال وجود الفائض الذي أعلنت عنه الوزارة.

وأكدت مصادر مطلعة لـ”الوطن ” أن بعض مصانع الحديد الصغيرة والمتوسطة لوّحت خلال الفترة الماضية بإيقاف إنتاجها بشكل كامل، في حال عدم حفظ توازن السوق وسد الفجوة السعرية بين أسعار حديد “سابك” والمصانع الأخرى.
وكان وكيل وزارة التجارة والصناعة للشؤون الصناعية الدكتور خالد السليمان أعلن عن وجود فائض يصل إلى 900 ألف طن في سوق حديد التسليح المحلية، مبينا أن الطاقة الإنتاجية للمصانع المحلية تصل إلى 7.3 ملايين طن سنويا، مقدرا حجم الاستهلاك الحالي بنحو 6.4 ملايين طن.
وبين السليمان في رد على سؤال “الوطن” خلال حفل توقيع إنشاء شركة “حديد الجنوب” مساء أول من أمس في الرياض، أن الإنتاج الحالي من الحديد يغطي حاجة السوق ، مرجعا ارتفاع الأسعار إلى زيادة تكلفة المواد الخام عالميا خلال الأشهر الستة الماضية بنسبة تصل إلى 40%.
وتوقع أن يبلغ حجم الطاقة الإنتاجية لمصانع الحديد المحلية مع دخول مصنع “حديد الجنوب” الجديد نحو 9 ملايين طن.
وأوضح السليمان أن كثيرا من المقاولين سحبوا خلال الفترة الماضية كميات كبيرة من الحديد لالتزامهم بعمليات إنجاز المشاريع، مما أسهم في اندفاع الكثيرين على الشراء الأمر الذي تسبب في شح المعروض في بعض المناطق. وأشار السليمان إلى أن الوزارة تتابع من خلال مفتشيها الموزعين في المناطق للتأكد من التزامهم بالأسعار المعلنة على موقع الوزارة الإلكتروني، مؤكدا في الوقت ذاته ضبط حالات تجاوز في هذا الخصوص، لافتا إلى أنه يجري التعامل مع تلك التجاوزات من خلال تطبيق الإجراءات القانونية الرادعة للمخالفين.
وكشف السليمان أن أسعار حديد الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” ما زالت منخفضة وأقل من التكلفة، وقال”من المتوقع عدم صمودها طويلا في ظل وصول مدخلات الإنتاج إلى أكثر من 2400 ريال”.
وحول استيراد المزيد من الحديد من الخارج، أكد السليمان أن الوزارة تشجع التجار والمقاولين الكبار لاستيراد كميات كبيرة لتلبية حاجة السوق، وأنها تعمل على دراسة عدد من الإجراءات الأخرى منها إعادة النظر في الرسوم الجمركية.

وفيما يتعلق بموضوع الأسمنت والشائعات التي تدار حول رفع الموزعين للأسعار، بين السليمان أن أسعار الأسمنت ثابتة في ظل توفر فائض كبير يتجاوز 10 ملايين طن.

من جهة أخرى أعلنت شركة “حديد الجنوب” عن دخول شركة قطر للحديد والصلب “قطر ستيل” كشريك استراتيجي بنسبة 20% فيها، ليبلغ رأسمالها 450 مليون ريال، فيما تبلغ الاستثمارات في المرحلة الأولى لإنتاج كتل الحديد وحديد التسليح 1.4مليار ريال، والتي يجري تنفيذها حالياً في مدينة جازان الاقتصادية وسيتم البدء في الإنتاج في منتصف العام المقبل2011. من جهته قال رئيس مجلس إدارة شركة حديد الجنوب سليمان بن سليم الحربي إن دخول شركة “قطر ستيل” كشريك استراتيجي يشكل إضافة ونقلة نوعية لمستقبل الشركة وتحقيق الخطة الإستراتيجية لها والتي تتضمن إنشاء مجمع متكامل للحديد في مدينة جازان الاقتصادية، مبينا أنه تم اختيار شركة قطر ستيل للرغبة المشتركة بين الطرفين لعمل كيان قوي في صناعة الحديد والصلب وذلك لسد احتياج الأسواق المستهدفة للشركة من حديد التسليح ومن الأنواع الأخرى والتي تكون من ضمن إستراتيجيتها. وبين الحربي أنه وبعد الاتفاق مع شركة قطر ستيل فإن “شركة حديد الجنوب” تكون قد أكملت عوامل النجاح لهذا المشروع الحيوي بعدما تحقق أيضا الدعم من الدولة لهذا المشروع عن طريق تقديم قرض ميسر من صندوق التنمية الصناعية بقيمة 600 مليون ريال، مشيرا إلى أنه يجري حالياً تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع والتي تتضمن إنشاء مصنع صهر لإنتاج مليون طن من بلاطات الصلب و500 ألف طن من حديد التسليح في مدينة جازان الاقتصادية على أرض تبلغ مساحتها حوالي (5,5) ملايين متر مربع، على أن يتوالى استكمال باقي التوسعات بعد استكمال الدراسات الفنية والمالية لهذه المشاريع وذلك حسب الأولوية.

في المقابل أوضح عضو مجلس الإدارة والمدير العام لشركة “قطر ستيل” الشيخ ناصر بن حمد آل ثاني ، أن دخول شركة قطر ستيل كشريك استراتيجي في شركة “حديد الجنوب” جاء بناءً على دراسات فنية ومالية للمشروع وموقعه الإستراتيجي على البحر الأحمر والنظرة الإستراتيجية لهذه الشركة وإمكانية التوسع لتغطية الأسواق المستهدفة، مشيرا إلى أن “قطر ستيل” ستقدم الدعم الفني للشركة وكذلك ستزود المصنع بالحديد الأسفنجي الذي هو أحد المواد الخام الرئيسية لتصنيع الحديد من قبل شركة “حديد الجنوب”.

من جهته قال موزع الحديد في الرياض عبد الله قرقور لـ”الوطن” إن المعروض الحالي ضئيل جدا ولا يسد حاجة السوق، وتساءل عن صحة وجود فائض يصل إلى 900 ألف طن في السوق المحلية.

فيما أكد رجل الأعمال والمستثمر العقاري راشد التميمي لـ”الوطن” أمس أن وجود فائض حديد التسليح في السوق المحلية من حيث الإطار النظري أمر ممكن ، إلا أن هذه الفوائض لا توجد على أرض الواقع، وقال “نأمل أن تضبط وزارة التجارة والصناعة السوق من حيث كميات البيع النهائية، وليس التدقيق على الأسعار فقط”.