السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
أدري ان هالموضوع مكانه مب في العامه لكن اتمنى من الاخوه المشرفين يتركونه في المنتدى العام لانه يخص نقطه ذكرت في موضوع في المنتدى العام فوجب التنبيه عليها لازاله اللبس الواقع فيها .. وللفائدة العامة …واتمنى ان لا يتم التعليق على ذاك الموضوع …وان شائت الاداره بعد ذلك نقله فلها الحق ابتداءً ومني العذر مقدما …
الموضوع هو الانتحار … فما هو حكم المنتحر وهل يصلى ويترحم عليه؟
في الحديث عن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “ مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً
وعليه يكون المنتحر مرتكباً لكبيره من الكبائر ولكن ما حكمه؟
أما الخوارج فيقولون انه كافر وذلك لأنهم يكفرون جميع أصحاب الكبائر .. وكذا وافقهم على هذا القول المرجئة ، أما المعتزلة فيقولون بأنه في منزلة وسط بين الإيمان والكفر .. ولكن جميع هذه الفرق ترى بأنه خالد مخلد في النار …

ولكن أهل السنة والجماعة فيرون أن المنتحر ناقص الإيمان ، مرتكب لكبيره من الكبائر وليس بكفر .. وكذلك يرون بأنه لا يخلد في النار .. وفي بيان هذين الأمرين يستندون على الآتي :
1) قتل النفس من الكبائر وليس بكفر : لا يمكن القول بأن الإنتحار كفر وذلك لعدة أسباب :
  • قول الله تعالى ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ” الاية48 من سورة النساء ، وعليه لو كان الانتحار من الشرك لما غفره الله …
  • حديث أبو هريرة المشار إليه في بدايه الموضوع لم يشر فيه النبي صلى الله عليه وسلم على ان المنتحر كافر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين ذكر قتل المسلم فقال ” سباب المسلم فجور وقتاله كفر ” وعليه لا يكون الانتحار كفرا الا إن أستحله المرء وهو امر يدخل في النيات ولا يمكن معرفته ويوكل الامر فيها إلى الله …
  • ورد في السيرة ان رجلاً قتل نفسه فترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاه عليه ولم ينهى أصحابه عن الصلاه عليه ، ولو كان كفراً لنهاهم عن الصلاة عليه ..
2) قاتل نفسه لا يخلد في النار

بالرغم من أن الحديث نص على أن قاتل نفسه خالد مخلد في النار إلا أن أهل السنة والجماعه لا يرون انه مخلد لأنه لم يكفر وإنما ارتكب كبيره من الكبائر كما أشرنا في النقطه الأولى .. وأهل الكبائر كما ذكر الطحاوي في العقيدة الطحاويه ” وَأَهْلُ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فِي النَّارِ لَا يُخَلَّدُونَ، إِذَا مَاتُوا وَهُمْ مُوَحِّدُونَ ”
وعليه فأهل السنه في منزلة وسط بين الخوارج الذين يقولون ” يخرج من الإيمان مع كل كبيره ” وبين المرجئه الذين يقولون ” لا يضر مع الايمان كبيره ” فالايمان عند اهل السنه والجماعه يزيد بالطاعه وينقص بالمعصية …

وعليه فأهل السنة والجماعة يرون أنَّ أهل الكبائر من هذه الأمة مُتَوَعَّدُونَ بالنار؛ لكن إذا دخلوها وكانوا مُوَحِّدِينَ فإنهم لا يخلدون فيها، وقد يعذِّبهم الله – عز وجل – وقد يغفر لهم ..

وعليه ووفي تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابو هريره ” خالدا مخلدا فيها ” قال أهل العلم من أهل السنة والجماعه كالاتي :
قال الإمام النووى في شرحه لصحيح مسلم
وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا )

فَقِيلَ فِيهِ أَقْوَال أَحَدُهَا : أَنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مُسْتَحِلًّا مَعَ عِلْمه بِالتَّحْرِيمِ فَهَذَا كَافِرٌ ، وَهَذِهِ عُقُوبَتُهُ.

وَالثَّانِي أَنَّ الْمُرَاد بِالْخُلُودِ طُول الْمُدَّة وَالْإِقَامَة الْمُتَطَاوِلَة لَا حَقِيقَة الدَّوَام كَمَا يُقَال : خَلَّدَ اللَّهُ مُلْك السُّلْطَان .
وَالثَّالِث : أَنَّ هَذَا جَزَاؤُهُ وَلَكِنْ تَكَرَّمَ سُبْحَانه وَتَعَالَى فَأَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يُخَلِّد فِي النَّار مَنْ مَاتَ مُسْلِمًا .

ونختم هذا القول بهذه الفتوى …
ــ هل يجوز شرعًا عزاء أهل قاتل نفسه؟ وهل يجوز الترحم عليه؟ وما الدليل من الكتاب والسنة؟
ج: يحرم على المسلم قتل نفسه، قال تعالى: ” وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } ، وقال تعالى: ” وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ** وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا } ، وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم قال: « من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة » رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
ومن أقدم على قتل نفسه فهو مرتكب لكبيرة من الكبائر، ومتعرض لعذاب الله، ولكن يجوز أن يترحم عليه، وأن يدعى له، كما يجوز تعزية أهله وأقاربه؛ لأنه لم يكفر بقتل نفسه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عبد الله بن غديان – عبد الرزاق عفيفي – عبد العزيز بن عبد الله بن باز

وفي فتوى أخرى ذكرت اللجنه أن ” وكذلك من قتل نفسه متعمدا فإن مذهب أهل السنة والجماعة أنه مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وأمره إلى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه، ونغسله ونكفنه ونصلي عليه ويدفن في مقابر المسلمين ما لم يستحل هذه الكبائر ” ..

جمعت هذه الفتاوى وهذه الأقوال من هذا الموقع …

9 thoughts on “الانتحار

  1. كلامك سليم ميه فى الميه اخوى

    ولكن هناك على حسب ما سمعت بان انواع الانتحار يعاقب به المنتحر بدرجات فى النار

    هذا ماسمعت والله اعلم

    نعم اخوي .. مثل ما ورد في الحديث ” مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ”

    يعني يعاقب بالطريقه اللي قتل بها نفسه .. لكن المهم انه ما يخلد في النار بإذن الله الا لو استحلها …

  2. كلامك سليم ميه فى الميه اخوى

    ولكن هناك على حسب ما سمعت بان انواع الانتحار يعاقب به المنتحر بدرجات فى النار

    هذا ماسمعت والله اعلم

  3. وعقوبة المنتحر هو فى جهنم والله اعلم

    هذا اللي بغيت اوصله اخوي .. ان عقوبه المنتحر النار ولا يخلد فيها ولكن يترك امره لله ان شاء عذبه وان شاء عفى عنه .. إلا إن كان مستحلاً للامر فهو بمثابه الاشراك ويكون خالد مخلد في النار …

    والاهم ان النيه مجهوله ولا نستطيع ان نجزم بانه استحلها وعليه نترحم عليه ونصلي عليه عسى الله ان يرحمه …

    دمت بود اخي الكريم …

  4. الف شكر لك اخى الكريم

    وبالنسبه لترك الموضوع من عدمه فبد مشرفين القسم

    وبالنسبه للانتحار فهو كاقاتل النفس التى حرم الله قتلها الا بالحق

    وعقوبة المنتحر هو فى جهنم والله اعلم

Comments are closed.