لندن : «الشرق الأوسط»
في حين تستقطب عدد من المشاريع العقارية الضخمة التي تقام في إمارة دبي، اهتمام المستثمرين الإقليميين والعالميين، حيث شهد عدد من هذه المشاريع اهتماما من رجال أعمال أوروبيين وأميركيين، وشمل المشاركة والاستملاك الاستثماري، تستعد دبي لاستضافة معرض «دبي للاستثمار العقاري 2005» لتسليط الضوء على التطورات الجارية في قطاع العقارات في المنطقة، في ظل مشاركة واسعة من قبل المستثمرين إلى جانب المؤسسات العاملة في قطاعات التطوير العقاري المحلية والإقليمية والدولية، وذلك في الفترة من 1 ـ 3 فبراير(شباط) المقبل. ويشير تقرير لبنك دبي الى أن قطاع العقارات في إمارة دبي بات يتميز بالنمو المتسارع، وهو ما يتواكب مع تحقيق الإمارة لمعدلات نمو اقتصادي ملحوظة، حيث بلغت قيمة الاستثمارات في القطاع العقاري في دبي أكثر من 50 مليار دولار أميركي خلال هذا العقد، وقد ساهمت مبادرة حكومة دبي التي سمحت للمقيمين بالتملك العقاري في تعزيز القطاع العقاري بصورة كبيرة.
ويشير التقرير الى حالة ترقب في سوق مواد البناء في انتظار ما ستؤول إليه أسعار الاسمنت مع دخول شحنات كبيرة من المستورد منها والمعفى من الرسوم الجمركية حيث لا تزال أسعار الاسمنت في الأسواق مرتفعة، وإن كانت في الوقت الراهن اقل مما كانت عليه قبل صدور قرار ولي عهد دبي وزير الدفاع، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بإعفاء الاسمنت من الرسوم الجمركية ورسوم التخزين وتخفيض رسوم المناولة على واردته في موانئ دبي بعد أن أدى ارتفاع الأسعار الخيالي له إلى توقف العديد من المشاريع العمرانية عن مواصلة انطلاقتها مواد البناء.
ويوضح التقرير ان مستويات الأسعار المتداولة في الأسواق وصلت خلال الأسبوع الماضي إلى 13 ـ 14 درهما لكيس الاسمنت المستورد و15 ـ 15.5 درهم لكيس الاسمنت المنتج المحلي، غير أن هناك إجماعا على أن هذه الأسعار لا تزال مرتفعة مقارنة بالأسعار المتداولة في الدول المجاورة وان أصحاب مصانع الاسمنت المحلية لا يزالون يحققون هامش ربح مغاليا فيه، في الوقت الذي يحاول فيه هؤلاء من خلال اجتماعات لا تزال تتواصل مع المسؤولين في وزارتي المالية والصناعة والاقتصاد والتجارة إثناء المسؤولين عن إصدار قرار بإعفاء الاسمنت المستورد من الرسوم الجمركية بدعوى حماية الصناعة الوطنية من الإغراق.
وعلى صعيد الإيجارات تشهد دبي ارتفاعا ملحوظا في إيجارات الشقق السكنية بنسب تتراوح بين 10% و30% نتيجة للزيادة الكبيرة في الطلب التي يقابلها نقص واضح في المعروض، ويتفاوت هذا الارتفاع في الأسعار من منطقة إلى أخرى تبعا للزيادة في الطلب على كل منطقة من المناطق.
ويفوق الطلب العرض حاليا بنسبة تصل إلى 20% مما خلق ضغوطات كبيرة على مستوى الإيجارات تساعدها على الارتفاع بنسب ملحوظة بين شهر وآخر، ويتوقع أن تستمر هذه الزيادة وتتصاعد خلال الفترة المقبلة نتيجة الارتفاع في أسعار مواد البناء الذي سيحد بدوره من المشاريع العقارية الجديدة، ويؤثر في حجم العرض، كما سيرفع من قيمة الإيجارات في المشاريع التي يتم إنجازها حاليا بسبب ارتفاع الكلفة على المستثمر. من جهتها قامت «أبراج كابيتال»، شركة الاستثمارات الخاصة التي تتخذ من دبي مقراً لها، بشراء حصة قدرها 10% في «الشركة العربية الفنية للإنشاءات»، وذلك في أول استثمار لها في قطاع الإنشاءات عبر «صندوق أبراج العقاري» منذ إقفاله الأولي أواخر يونيو (حزيران) الماضي. وقد أنجزت «أبراج كابيتال» عملية الشراء من خلال «صندوق أبراج العقاري» الذي تم إطلاقه أخيراً برأسمال مستهدف يعادل 100 مليون دولار.
وتعتزم «الشركة العربية الفنية للإنشاءات» الاستثمار في قطاع الإنشاءات عبر شراء وامتلاك أسهم في واحدة أو أكثر من الشركات الحالية في دولة الإمارات، وذلك للاستفادة من الازدهار الكبير الذي يشهده هذا القطاع في الإمارات عموماً وإمارة دبي بشكل خاص.
وسيصل رأس المال المدفوع للشركة العربية الفنية للإنشاءات إلى 400 مليون درهم، موزعاً على 400 مليون سهم بسعر درهم واحد للسهم. وقد تم طرح 55% من أسهم الشركة للاكتتاب العام في إصدار أولي للأسهم زاد حجم الاكتتاب فيه عن قيمة الأسهم المطروحة بأكثر من 74 مرة، في حين يمتلك المؤسسون الحصة المتبقية والبالغة 45%. وتعد «أبراج كابيتال» أحد الأعضاء المؤسسين للشركة وتبلغ استثماراتها 40 مليون درهم في حصة قدرها 10% تجعلها ثاني أكبر مستثمر في الشركة العربية الفنية للإنشاءات.
وتقوم بلدية دبي حاليا بتنفيذ مشروع تجميل بتكلفة إجمالية 4 ملايين درهم لتحويل الطريق الواقع في الجهة الشمالية الشرقية لمبنى «توين تاورز» في منطقة «بني ياس» إلى فناء خاص بالمشاة تبلغ مساحته الإجمالية 2400 متر مربع ويتوقع أن يتم إنجازه في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل.