الإيتيكيت الإماراتي بالتعامل مع الضيف

إكرام الضيف من العادات والتقاليد العربية الإسلامية العريقة وقد جبل أهل الإمارات على إكرام الضيف وحبهم لهم وفرحهم لقدومه ولو أن هذه العادة بدت تضمحل في بعض العوائل شيئا فشيئا إلا أنها مازالت لدى البعض تقليد متعارف عليه وهنا حاولت جمع بعض العادات المتوارثة من العادات والتقاليد لدى بعض العوائل لكي نأخذ نبذة في كيفية التعامل مع الضيف أو المضيف في آن واحد.

فقد قيل بالتراث العربي أبيات ابن الاعسم في المنظومة في آداب الضيف ، قال رحمه الله:
والضيف يأتي معه برزقه فلا يقصر أحــــــــــد بحقه
يلقـاه بالبشـر وبالطـلاقه ويحسن القـرى بما أطاقه
يدني إليه كل شيء يجده ولا يـــــرم مالا تنـاله يـده
وليكن الضيف بذاك راض ولا يكـــلفه بالاستقـراض
وأكرم الضيف ولا تستخدم وما اشتهاه من طعام قدم
وبالذي عندك للأخ اكتف لكن إذا دعــــوته تكـــلف
فان تنوعت له فلا يضر فـخير ما طـاب منه وكثـر
ويندب الأكل مع الضيف ولا يرفع قبله يداً لو أكـلا
وان يعين ضيفه إذ ينزل ولا يعيــنه إذا ما يرحــل
وينبغي تشييعه للبــاب وفي الركوب الأخذ للركاب

********************

“كلمات محلية تقال للضيف أو عن الضيف “:
الخاطر: الضيف
أقلط: تفضل
أقرب: تفضل
الدار دارك: أي البيت بيتك
زارتنا البركة: أي زارنا الخير
حي الله من يانا: مرحبا بمن جانا
مرحبا الساع: مرحبا الآن بهذه الساعة كناية عن ترحيبك به وبأن هذه الساعة ساعة خير وفرح
يرد عليه مرحب باجي أو مرحب للبقى: أي من رحب بي أمده الله بالبقاء
مرحبا بك من مسراك لملفاك: أي مرحبا بك من أين مكانك القادم منه إلى المكان الذي أتيت إليه.
سلمت وغنمت :وتقال في حال الإنتهاء من شرب القوة.

ومن السنة أي العادات والتقاليد عند بعض العرب والعوائل الإماراتية:
******************
عند التفضل في البيت لزيارتهم أول شي يقدمون لك (الفواله) أي الفواكه وبعد الأكل يقدمون لك (السح) أي التمر وبعد ذلك (يغنمون) أي يصبون لك القهوة.

ولابد له أن يشرب (الخاطر) أي الضيف ثلاث فناجين أو عند الإكتفاء لابد من هز الفنجان للتعبير عن الإنتهاء والإكتفاء والشكر.

وبعد ذلك يتخبرونك عن علومك ويقدم هنا الكبير على الصغير والمتعلم على الجاهل ليسألك السؤال الإماراتي التقليدي( حي علومك)! أي اخبارك وجديدك؟

ولابد أن ترد بعدم توفر أي (علم) أي خبر لديك بالقول (مالفانا لاعلم ولاخبر) أي لم نحصل على أي علوم وأخبار إلا (علوم الخير والسهالة) أي التوفيق أو يقول ( لاصار ولااستوى) أي لم يحدث شيء.

ومن ثم لابد له أن يخبر مضيفه عن بعض الأمور التي سمع عنها أو مرت عليه أو أي شيء آخر
أو يكتفي بهذا القدر ويرد على مضيفه الكرة في ملعبه بالقول ( ومن صوبك مابتعلمنا بشي مالفاكم لاعلم ولاخبر) فيرد عليه مضيفه ولا (الهابي إلا علوم الخير والعافية والسهالة ) أي ولاشي .

فيرد عليك الضيف : (الله يطب علوم السو ) أي الله يقطع الأخبار السيئة عنكم .

ومن ثم يحلف عليك المضيف بالغداء معه إذا كان وقت غداء أو العشاء إذا كان وقت عشاء وإذا وافقت فيقدم لك حسب مكان هذا الشخص ومذهبه في إكرام ضيوفه إذا كان من أهل (الحير) أي الجبال يقدمون الذبيحة الصغيرة السن مع الراس وتطبخ إما برياني أو مرق أو مكبوس أو مشوي أو تنور ( عبارة عن حفرة بالارض توضع بها الذبيحة وتظل ليوم أي يومين ويوضع مها بعض الأعشاب البرية والبهارات المحلية وأوراق الليمون وغيرها من النكهات) والعيش أي الأرز (والحشوة) عبارة عن البصل مع النخي مع البطاطس والبهارات لتضفي نكهة على الطعام ، أما بخصوص الرأس فلابد أن تقدم لكي يتأكد الضيف بأنها من الماعز أو الظأن.

وهنا هناك طائفتان في تعاملهم مع الضيف:
********************
الطائفة الأولى:
*******
تجلس مع الضيف و(تقرب به) أي تدعوه إلى تناول الطعام وتقديم السلطات والماء له.

والطائفة الأخرى:
*******
منعا لاحراج الضيف تتركه لحاله لكي يأكل مايشتهي ويترك مالايشتهي لحين من الوقت ويراقب من الفينة للأخرى لدعوته للأكل!!

وهنا بعض الإيتيكيت الذي لابد للضيف أن يتحلى به وإلا الويل له من لسان مضيفيه ومن نقدهم له:

1-لابد من (عزل)أي اخراج بعض اجزاء الذبيحة إلا إذا اصر المضيف على تركها

2- كسر الرأس بعد تناول القليل من الطعام وهنا ينتظره المضيف ليرى مدى معرفته لهذه السنة
وبعدها يضع مخ الذبيحة ولسانها وبعض اللحم منها على الطعام أمام الجميع في النصف.

3-الأكل باليد بالخمس ولاتستخدم الشوكة والسكين ولا لن تسلم من نظراتهم وتعليقاتهم وخاصة بعد ذهابك لتصبح وسيلة تندر !

وبعد أن ينتهي الضيف من تناول طعامه لابد أن لايقوم حتى يستأذن من صاحب المنزل أي مضيفه فيأمره بالأكل فيشير له بالإكتفاء فيقول له: الغدا غداك أو العشا عشاك ولا (تغازر في الأكل) أي لاتستحي في الأكل.
فيعتذر فيأذن له بالإنصراف للإغتسال ومن ثم يأتي ويقدم له الشاي أو القهوة أو المشروبات الغازية أو العصائر الطازجة ويدخن أي يبخر بالبخور وتقدم له العطور قبل أن ينصرف ومن ثم يودع لدى الباب ويوقف معه حتى يرحل شاكرين له زيارته وتشريفه .

أهل البدو:
يقدمون لضيفهم الخروف السمين ويضعون معه السكين للتقطيع مع الأرز ولايبهرونه أحيانا ويضعون معه اللبن الحامض ويسكب على الأرز مع اللحم.