المصدر : ايلاف
http://www.elaph.com2009/2/413340.htm

خلال عدد من المرات القليلة التي تكلم فيها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال عام 2009، إختار سموه فيها لغة لم يتكلم بها زعيم من قبله، في تلك المرات التي تكلم فيها نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عكس مشاعر يعيشها كل منا، في قصائد بدأ يبحث عنها الكثيرون، من أجل الكشف فيها عن مواقف سياسية لرجل وفارس وشاعر من جميع القضايا التي يعيشها مجتمعه، وتعيشها أمته.

في احداها يظهر الشيخ محمد فرحًا بزواج ابنته (حصة)، وفي الثانية يرسل رسالة قوية من الأمة إلى القمة، وفي الاخيرة التي تنشرها إيلاف، يصف فيها الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم المرجلة بكلمات قاطعة حاسمة سيغنيها ميحد حمد بالحان فايز السعيد، وستبث اعتبارًا من يوم الاربعاء عبر اذاعة الخليجية التابعة لشبكة الاذاعة العربية.

انها سنة القصائد بلا شك، حيث تستعد دبي لاطلاق مهرجانها الاول في الرابع من مارس المقبل وحتى العاشر من الشهر ذاته، وفي المهرجان سيشدو عدد كبير من شعراء العالم قصائدهم، في ميادينها وساحاتها، بكل اللغات والالوان والاتجاهات والتيارات، وسنة اختار فيها حاكم دبي الحديث شعرًا يقول في جديده:

المرجلة.. عله ترميك في امحان ونشب..
والمرجلة زلة لاشهم وجدودك عرب

ياكبرها خله جدك اذا سيفه حدب
وله مجلس يدله من له ملازيم وطلب

وانت اسمه تشله واتشوف في حمله تعب
يا تنقله كله.. اسمه وفعله والنسب

او دبر وخله واكنز مع الفضة ذهب
والمرجلة ملة وكتاب بالدم انكتب

المرجلة ملة وكتاب بالدم انكتب..
يا عارف سجله معناه فأسمي ينحسب

فالمبتدأ حله وضحت والواجب وجب
من ذاقها قله محد عليها ينغصب

القصيدة الاخيرة للشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، تأتي بعد قصيدة (رسالة من الامة الى القمة) والتي سبقت انطلاق قمة الكويت الاقتصادية في الثلث الاخير من شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، وفيها يتحدث الشيخ محمد عن الواقع العربي، والعدوان الاسرائيلي الاخير على غزة.

في القصيدة يبحث فيها الشيخ محمد عن اجابات على العديد من الاسئلة، منها يد التاريخ التي غابت عن ايقاض العرب، وعمّا صنعه الشجب والتنديد، واين ذهبت احلام الوحدة، وما جنيناه من الاوهام التي نسمعها، وجاء فيها:

ما يَصنَعُ الشّعرُ فينا أيُّها العَرَبُ
ما دامَ قدْ ماتَ في أرواحنا الغَضَبُ
وأينَ مِنَّا يدُ التَّاريخ توقظُنا
فرُبَّما القومُ ناموا بعدما تَعِبوا
وأيُّ سيفٍ نضوناهُ لِنَكبتنا
حتى ولوْ كانَ سيفاً أصلُهُ لُعَبُ
يا أمَّةَ الشَّجبِ والتنديدِ ما صنعتْ
فينا بطولاتُ منْ دانوا ومنْ شجبوا
عجِبْتُ منْ حالنا والدَّهرُ يسألني
أهؤلاء همُ الأخيارُ والنُّجُبُ؟
وأينَ ما كانَ منْ أحلامِ وحدَتنا
وما مَضَغْناهُ حتَّى مَلَّتِ الخُطَبُ
أراهُ حُلماً يناديني وأتبعهُ
لَمْعُ السَّراب ويمضي حين أقتربُ
لَيْلُ البطولاتِ ما هذي مآثرنا
ولا الذي منهُ كانتْ تعجبُ الشُّهُبُ
قدْ سيمَ خَسْفاً حِمانا بعدَ عِزَّتنا
وحَكَّمَ السيَّفَ فينا منْ لهُ أرَبُ
فغزةُ اليومَ فيها أهلنا نُكِبوا
بالصَّعْقِ والحرقِ والنيرانُ تلتهبُ
في كُلِّ يومٍ دماءُ الأبرياءِ ولا
منْ ناصرٍ ودموعُ العَيْن تنسكبُ
أدمَى فؤاديَ ما يجري بساحتنا
ونحنُ لمَّا نزلْ للسِّلمِ نرتقبُ
كأنَّ تلك الدِّماءَ الطَّاهراتِ رأتْ
زيفَ السلامِ وبانَ الوهمُ والكَذِبُ
يا واهباً لليالي الحُزنِ لوعَتَها
خُذْ منْ فؤاديَ بعضاً للذي يجبُ
ومنْ لهيبٍ بصدري فاتَّخذْ قَبَساً
فليلُ أوجاعنا في طولهِ عَجَبُ
هُمْ يقصدون بهِ استسلامَ أمَّتِنا
باسمِ السَّلامِ الذي صاغوهُ أو كتَبوا
وزادَهُمْ طَمَعاً فينا تَفَرُّقنا
وهمْ على الغَدرِ قدْ شبّوا وقد غَلَبوا
فالانقسامُ بلاءٌ زادَ فُرْقَتَنا
كأنما لمْ يَعُدْ ما بيننا نَسَبُ
وقمَّةً ما عرفنا أينَ نعقِدُها
لأمَّةٍ طالَ فيها القتلُ والسَّلبُ
ولوْ صَدَقْنا عَقَدناها بثانيةٍ
في خيْمَةٍ حيثُ لا ألقابُ أوْ رُتَبُ
يا وَجْهَ أمَّتيَ الغالي وسِحْنَتَها
حتَّى متى بدخانِ الذلِّ تحتجبُ
قالوا يغرِّدُ دونَ السِّربِ وانتقدوا
يكفي بأنِّي أنا الغِرِّيدُ يا عَرَبُ
ماذا جنينا منَ الأوهامِ نَسْمَعُها
إلاَّ المواعيدَ تترىَ كلُّها كَذِبُ
خَيلُ القصائدِ تُنبي أنَّ عاصفةً
منَ المشاعرِ فيها الويلُ والحَرَبُ
وأنَّ ثمَّةَ إعصاراً يُفَجِّرُهُ
جيلُ الشبابِ إذا لمْ يُطفأِ اللَّهَبُ
وشعبنا في فلسطينٍ تُمزقُهُ
قنابلُ الحقدِ لا ذنبٌ ولا سببُ
ستُّونَ عاماً منَ الآلامِ كابدها
شَعْبٌ حِماهُ مَدىَ الأيامِ يُنتَهَبُ
إن كانَ ولّى زمانٌ نحنُ سادتهُ
واسوَدَّ ليلٌ بهِ الحيَّاتُ تنتصبُ
فإنَّ فينا من الآمالِ بارقةً
لمثلها العَرَبُ العَرباءُ تُحتَسبُ
ولنْ نسلِّم للعادينَ مطلبهمْ
مهما تمادى بنو صهيونَ واضطربوا
والحلُّ إمَّا سلامٌ كُلُّهُ أمَلٌ
يُرجىَ وإمَّا نضالٌ كُلُّهُ غَضَبُ

وكان الشيخ محمد بن راشد قد اصدر ايضاً خلال عام 2009، وتحديداً في يناير، قصيدة يحتفل فيها بأبنته حصة التي تزوجت من الشيخ سعيد بن دلموك بن جمعة ال مكتوم، وجاء الزواج قبل ايام معدودة من بدأ الحرب على غزة، والغيت جميع المظاهر الاحتفالية في دبي ومن ضمنها افراح ال مكتوم بسبب بدأ العدوان الاسرائيلي على القطاع في تلك الفترة، يقول سموه في القصيدة:

اتبَسّم البدر في ليل التلاحيني
وغنى المغني على منظومة انغامي

يا اول افراح عمري ياضيا عيني
يا روح روحي وياموعودة ايامي

يا مهجتي يا حياتي يا شراييني
دايم انا لنور وجهك يالغلا ضامي

حِصة واذا قلت حِصة ضجت سنيني
بافراح وارتاح قلبي وردت احلامي

يا اخت حمدان هذا اليوم يشجيني
والشعر مني بصوته الرايع السامي

حزتي من الزين فوق الوصف في الزيني
ما يوصل لوصف زينك شعر والهامي

الشمس والبدر من بين المهنيني
ونورك مسح نورهم ضيه ما ينرامي

وشعب الامارات للدعوة ملبيني
الارض والناس والدولة والاعلامي

عزف واغاني ضجيجه ف المياديني
وطير الفرح من سروره غرد وحامي

مبروك ليل الفرح الف وملاييني
ومبروك لدبي واهل دبي الكرامي