الإثنين 09 ذو القعدة 1428هـ – 19 نوفمبر2007م

الحسيني: تفشي المضاربة يمنع عودة السيولة للتدفق
إحجام المؤسسات “مؤقتا” عن دخول السوق يدفع أسهم الإمارات للتراجع

دبي – رضا حماد

استمرت التحركات العرضية والتذبذبات السعرية في السيطرة على الأسهم الإماراتية، اليوم الإثنين 19-11-2007، وهي الحال التي تتسم بها التداولات منذ ألمت بالسوق قبل نحو أسبوعين حركة تصحيحية عنيفة جاءت بعد صعود تاريخي، ولم تتمكن الأسهم بعد من دون تحديد اتجاه واضح، إذ سرعان ما تعكس اتجاهها عند أي صعود أو هبوط، بسبب تباين في الرؤى والاستراتجيات بين المتعاملين في السوق.

وبحسب خبراء ماليون لم تحقق السوق منذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري أية نقاط يمكن البناء عليها وتذبذبت عند مستويات لم تتجاوزها حتى الآن، وأغلقت كلا السوقين اليوم على انخفاض حيث فقد مؤشر سوق دبي المالي 58.3 نقطة وأغلق على 5625.2 نقطة متراجعا بنسبة 1.02% ومدفوعا بخسائر مؤشر قطاعي البنوك والاستثمار والخدمات بنسبة 1.3% و1.6 % لكل منهما على التوالي.

المضاربون وحدهم

السوق تفشل في بناء مراكز جديدة نتيجة استحواذ المضاربين علي مجمل تعاملاتها من دون أي قوة دافعة أخرى تجعلها تحلق خارج النقاط التي تتأرجح عندها ،وسوق دبي المالي لم تتمكن من كسر حاجز 5700 نقطة رغم محاولتها ذلك خلال أكثر من جلسة ونفس الشئ يحدث مع أبوظبي.
حسام الحسيني

وفي سوق أبوظبي المالي أدى التراجع في مؤشر قطاعي الطاقة والخدمات بنسبة 2.07% و2.98% لكل منهما إلى خسائر طفيفة في المؤشر العام بمقدار 12.3 نقطة، نسبتها 0.29% وأغلق على 4229.4 نقطة، نتيجة للدعم الذي لقيه من قطاع البنوك والذي سجل ارتفاعا بنسبة 0.51% بسبب ارتفاع سمهي بنك “الخليج” الأول 2% وأغلق على 20.80 درهم وبنك “أبوظبي الوطني” بنسبة 1.3% ليغلق على 23.20 درهما.

وسجلت التداولات في السوقين تراجعا عن يوم أمس لتصل إلى 3.57 مليار درهم من خلال تداول نحو 800 مليون سهم واستحوذت سوق دبي على ما قيمته 2.3 مليار درهم من قيمة التداولات موزعة 552.2 مليون سهم من خلال تنفيذ 11264 صفقة، بينما كان نصيب سوق أبوظبي 1.3 مليار درهم من إجمالي قيمة التداولات موزعة على 249.3 مليون سهم من خلال تنفيذ 6405 صفقة.

وأعرب مدير الوساطة في شركة “إعمار للخدمات المالية” حسام الحسيني عن اعتقاده بأن السوق تفشل في بناء مراكز جديدة نتيجة استحواذ المضاربين على مجمل تعاملاتها من دون أي قوة دافعة أخرى تجعلها تحلق خارج النقاط التي تتأرجح عندها مشيرا إلى أن سوق دبي المالي لم تتمكن من كسر حاجز 5700 نقطة رغم محاولتها ذلك خلال أكثر من جلسة ونفس الشيء يحدث مع أبوظبي.

وأوضح في تصريحات “لقناة العربية” أن معظم الأسهم لم تحقق أرقاما جديدة منذ الطفرة التي حدثت الشهر الماضي وبالتالي فالوضع الراهن عنوانه عزوف المستثمرين والمحافظ مع نشاط محموم للمضاربين حيث تحجم المحافظ والمستمثرين عن الشراء نتيجة لأن الحركة التصحيحية لم تقد الأسهم لأسعار تغري بالشراء وتكوين مراكز جديدة بسبب عمليات جنى الأرباح السريعة.

وأشار الحسيني إلى أن الصناديق الأجنبية هي التي أنعشت الأسواق الشهر الماضي وبالتالي فإن عزوفها عن التداول سيكرس حال الهدوء والتذبذب التي تعيشها حاليا حيث تغيب الرغبة في الشراء.

ونفى أن يكون لاكتتاب مؤانئ دبي أي تأثير علي أداء الأسواق مؤكدا أن عدم وجود أسعار مغرية للشراء باستثناء أسهم قليلة هو الذي يكرس حال الحذر والترقب ومن ثم هدوء التداولات وتراجعها عن المعدلات التي حققتها الشهر الماضي.

وكعادتها لم تتفاعل الأسواق مع الأنباء الجديدة للشركات أو حتى للشائعات التي تناقلها المستثمرون في قاعات التداول، ففي الوقت الذي أعلنت فيه شركة “ديار للتطوير” عن تأسيس شركة في المملكة العربية السعودية وإطلاق باكورة مشروعاتها في السوق السعودي إلا أن السهم خسر 1% وأغلق على 2.96 درهما بعد أن احتل مركز الصدارة بين الشركات الأكثر تداولاً بنحو 750.6 مليون درهم موزعة على 250.4 مليون سهم.

مقاومة الشائعات

كما لم يتأثر سهم إعمار بالشائعات التي تلاحق الشركة منذ فترة وتخص أزرعها الاستثمارية في مصر والسعودية، وآخرها الشائعة التي راجت في قاعات التداول اليوم وزعمت “أن مشروع إعمار في مدينة جدة تم إيقافه، وعلى الرغم من أنها شائعة لم تنفها أو تؤكدها أية جهة كما لم يتسن لنا التحقق منها إلا أنها لم تؤثر في السهم بحال من الأحوال، فقد كان تراجعه عند نهاية التداول طفيفا بنسبة 0.7% وأغلق فوق حاجز الـ 14 درهم عند مستوى 14.05 درهما مسجلا تداولات بقيمة 409.7 مليون درهم موزعة علي 29.7 مليون سهم.

وكان التراجع عاما في سوق دبي إذ غطى اللون الأحمر خانة 20 شركة من أصل 23 شركة تم تداول أسهمها من بينها كل الأسهم النشطة مثل “العربية للطيران” و”أملاك للتمويل” و”سوق دبي المالي” كما انخفضت أسهم 32 شركة من أصل 49 شركة في سوق أبوظبي بفعل المضاربات التي تركزت علي أسهم قطاعات الخدمات والطاقة والعقار.

وبصورة عامة انخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية بنسبة 0.66% ليغلق على مستوى 5638.2 نقطة وشهدت القيمة السوقية انخفاضا بقيمة 5.1 مليار درهم لتصل إلى 770.4 مليار درهم.

وحقق سهم “الفجيرة لصناعات البناء” أعلى ارتفاع سعري وأغلق على 2.34 درهما مرتفعا بنسبة 9.86% يليه سهم “الفجيرة الوطني” الذي ارتفع بنسبة 9.85 % ليغلق على مستوى 3.57 درهما في حين سجل سهم “المزايا القابضة” أكثر انخفاض سعري خلال نفس الجلسة وأغلق على 8.23 درهما مسجلا خسارة بنسبة 14.89% يليه سهم “الدواجن والعلف” الذي انخفض بنسبة 10% ليغلق على مستوى 3.69 درهما.