منذ عدة عقود تأسست حركة ( NEGRETUDE ) وهي كلمة فرنسية معناها ( الزنجية ) أي أن يكون الانسان زنجي أو أسود … وكان شعارها : زنجي و أفتخر! … وانطلق الكتاب الزنوج أو من أصل زنجي في دعم هذه الحركة بمؤلفاتهم في جميع أنحاء العالم وكذا المغنون و الفنانون بوجه عام . وسمعنا أغانيهم بعدة لغات تردد نفس الشعار ( زنجي وافتخر ) .

تعالوا أخواتي و اخواني نتوقف أمام هذا الشعار لنفهم دوافعه حيث أن الانسان أيا كان لونه أو لغته أو عرقه أو دينه ( فخووووووووووووور ) ولكن هل كل الفخر سواء؟؟؟

ولو أعملنا الفكر قليلا في قول الزنجي الذي كان يعير و يستعبد ويهمش ويعامل كالبهائم بسبب لون بشرته و ما زال , لعرفنا أن فخره هذا ليس فخرا أصيلا و لكنه فخر مضاد يرد به على ذوي البشرة البيضاء و الملون من الشعور و العيون لكي يقول … زنجي . زنجي ولكن من حقي أن أفتخر أيضا و أقول أنا هنا , لي مكان تحت الشمس و على ظهر البسيطة .

ولكن لماذا يفتخر الانسان ومتى وكيف و بماذا يفتخر و على من يفتخر !!؟؟؟

منذ بدء الخليقة و حتى اللحظة التي أكتب فيها و في كل مكان في الأرض صغر أم كبر و بكل لغة عرفها الانسان و بالايماءات و الاشارات كان الانسان بشكل أو بآخر في موقف يستدعيه ان يقول أنا …. و أفتخر !!!

فمثلا لطالما افتخر الأبيض على بقية البشر من ملونين و سمر و سود و ما دون ذلك , و القوي ما فتئ يفتخر بقوته سواء كانت بدنية أو نفوذ و سلطة , وهذا يفتخر بماله و هذا بأصله وحسبه ونسبه … الخ من صنوف الفخر التي بنيت و انطلقت من تميز ما ( أو يعتبره البشر تميز ) فيفتخر صاحب الميزة على غيره ممن لا يملكها .

اذا الانسان يفتخر عندما يجد نفسه مميزا بشئ ما عمن سواه , و بالطبع يفتخر بشئ أو بأشياء لم يكن هو سببها الحقيقي … مثل اللون والقوة البدنية والحسب و الأصل وأحيانا ثروات طبيعية شاء القدر ان توجد في باطن الأرض التي يقطنها .

ومهما تطور الانسان و مهما ادعى من رقي و تحضر نجده في هذا الجانب قمة في الجهل و السفه بل و الجحود , حيث تجده يفخر و يفخر و يفخر على من هو دونه . فتجد مواطني الدول القوية اقتصاديا و علميا و عسكريا يفتخرون على من هم دونهم . و تجدهم قسموا العالم ثلاثة . وهم بالطبع العالم الأول و فيما بينهم تجد أشد انواع الفخر : فالفرنسي يفتخر على البلجيكي و الألماني يفتخر على النمساوي و الأنجليزي يفتخر على الأيرلندي و الأسكتلندي و غرب اوروبا يفتخر على شرقها وشمالها على جنوبها
والأمريكي يفتخر على جميعهم . و كل هؤلاء يفتخرون على العالم الثالث الذي هو عالمنا , و اما عن الفخر فيما بيننا فحدث ولا حرج . فأمثال جرير و الفرزدق ما أكثرهم في عالمنا : فمن حسيب نسيب يفتخر على عبد ! ومن غني يفتخر على فقير ومن متعلم يفتخر على أمي و سلسلة لا نهائية من الفخر والأفتخار . فمن أمريكي و أفتخر ( بالقوة والمال طبعا ) الى انجليزي او فرنسي و افتخر ( بالعراقة و التاريخ و الرقي المزعوم ) مرورا بعربي و أفتخر ( بماذا ؟ بالأحساب أو بالتاريخ … ) و خليجي و أفتخر ( ؟؟ ) و مصري و أفتخر ( بقصص زاهي حواس ) و أمازيغي و نوبي و أفريكان و أفتخر و خيماوي و عيناوي و قاهري و صولا الى أصغر القرى أو القبائل والأسر .

المهم لا تنسى ان من يفخر اولا هو القوي و يرد عليه الضعيف بفخر أشد . يتيه القوي غرورا و يتبختر فخرا و يرد عليه الضعيف بافتخار عصبي مجنون و لسان حاله يقول أليس من حقي أن أفخر ولو كنت انا نفسي أعلم اني ضعيف و لكن لن أتركك تفخر وحدك .

والسؤال الآن … عنواني كان : انا انسان من كوكب الأرض و أفتخر .. ترى سيأتي يوم على الأنسان يلتقي فيه مخلوقات عاقلة غيره لطالما تخيلها و حلم بلقائها في هذا الكون الفسيح ليردد على مسامعها هذا الهراء ؟؟؟؟ وترى كيف سيكون فخره و من أي نوع … فخر الأقوياء أم فخر الضعفاء المضاد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أخوكم محمود

9 thoughts on “أنا انسان … من كوكب الأرض … وأفتخر !!!

  1. تشرفنا اخوي

    حتى نحن حصه وعذاري….. من الامارات….. ونفتخــــر لووول

    يسلموا على موضوع الجميل
    لاعدمناك يارب

    اختنا الفاضلة … الشرف لنا

    أشكرك على مرورك الطيب … أما عن الفخر … فلك هذا … ( اشمعنى انت يعني ؟ )

  2. تشرفنا اخوي

    حتى نحن حصه وعذاري….. من الامارات….. ونفتخــــر لووول

    يسلموا على موضوع الجميل
    لاعدمناك يارب

Comments are closed.