ألقاب الصحابة رضي الله عنهم

أبو بكر – عبدالله بن قحافة
الصديق

عمر بن الخطاب
الفاروق – شهيد المحراب

عثمان بن عفان
ذو النورين

علي بن أبي طالب فدائي الهجرة
جعفر بن أبي طالب جعفر الطيار – أبو المساكين
أم حرام شهيدة البحر
عبدالله بن عباس حبر الأمة – ترجمان القرآن
سعد بن أبي وقاص الأسد في براثنه
عبدالله بن الزبير حمامة المسجد
حمزة بن عبدالمطلب أسد الله – سيد الشهداء
ثابت بن قيس خطيب رسول الله
أسماء بنت عميس صاحبة الهجرتين
نسيبة بنت كعب الأنصارية أم عمارة
العباس بن عبدالمطلب ساقي الحرمين
الزبير بن العوام حواريُ رسول الله
أبو عبيدة عامر بن الجراح أمين الأمة
عبدالرحمن بن عوف تاجر الرحمن
حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة
خالد بن الوليد سيف الله المسلول
زيد بن حارثة حِبُ رسول الله
أسامة بن حارثة الحِبُ بن الحِب
حفصة بنت عمر حارسة القرآن
خبيب بن عدي بطل فوق الصليب
الحسن والحسين ريحانتي الرسول
بلال بن رباح مؤذن الرسول
حسان بن ثابت شاعر الرسول
رقية بنت الرسول عليه السلام ذات الهجرتين
فاطمة بنت الرسول عليه السلام الزهراء
عبدالله بن عبد نهم المزني ذو البجادين
عكرمة بن أبي جهل الراكب المهاجر
عمرو بن العاص داهية العرب – أرطبون العرب
أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين
—————————————————————————–
يجب ان نحب هولاء لكى يجمعنا الله معهم بالجنة .

4 thoughts on “ألقاب صحابة الرسول ( ص )

  1. ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد القائل في محكم كتابه (( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ( 23 ) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ( 24 ) سورة الأحزاب
    والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وقدوتنا سيد البشرية جمعاء محمد عبد الله ورسوله القائل (( ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة )

    عثمان بن عفان
    أحد العشرة المبشرين بالجنة

    نسبه

    هو عثمان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب‏.‏ يجتمع نسبه مع الرسول ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في الجد الخامس من جهة أبيه‏‏‏.‏ عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي يجتمع هو والنبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في عبد مناف، وهو ثالث الخلفاء الراشدين‏.‏

    وأمه أروى بنت كريز وأم أروى البيضاء بنت عبد المطلب عمة الرسول ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ

    ويقال لعثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ ‏:‏ ‏( ‏ذو النورين ‏) لأنه تزوج رقية، وأم كلثوم، ابنتيَّ النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏.‏ ولا يعرف أحد تزوج بنتيَّ نبي غيره

    اسلامه

    أسلم عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ في أول الإسلام قبل دخول رسول اللَّه دار الأرقم، وكانت سنِّه قد تجاوزت الثلاثين، دعاه أبو بكر إلى الإسلام فأسلم، ولما عرض أبو بكر عليه الإسلام قال له ‏:‏ ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل ، هذه الأوثان التي يعبدها قومك ، أليست حجارة صماء لا تسمع، ولا تبصر ، ولا تضر، ولا تنفع‏؟‏ فقال ‏:‏ بلى ، واللَّه إنها كذلك، قال أبو بكر‏ :‏ هذا محمد بن عبد اللَّه قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏ ؟‏ فقال ‏:‏ نعم ‏.‏

    وفي الحال مرَّ رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ فقال‏ :‏ ‏( ‏يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه ‏) ‏‏.‏ قال ‏ : ‏ فواللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له ، وأن محمد رسول عبده ورسوله، ثم لم ألبث أن تزوجت رقية ‏.‏ وكان يقال ‏:‏ أحسن زوجين رآهما إنسان ، رقية وعثمان ‏.‏ كان زواج عثمان لرقية بعد النبوة لا قبلها ،

    الصّلابة
    لمّا أسلم عثمان – رضي الله عنه- أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطاً ، وقال : ( أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه من هذا الدين )000فقال عثمان : ( والله لا أدَعُهُ أبداً ولا أفارقُهُ )000 فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه000

    زواجه من ابنتى رسول الله

    رقية بنت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأمها خديجة، وكان رسول اللَّه قد زوَّجها من عتبة بن أبي لهب، وزوَّج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب، فلما نزلت‏ :‏ ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) ‏.‏ قال لهما أبو لهب وأمهما ـ أم جميل بنت حرب( حمالة الحطب ) فارقا ابنتَي محمد، ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من اللَّه تعالى لهما ، وهوانًا لابني أبي لهب ، فتزوج عثمان بن عفان رقية بمكة ، وهاجرت معه إلى الحبشة ، وولدت له هناك ولدًا فسماه ‏:‏ ‏عبد اللَّه‏ ، وكان عثمان يُكنى به ولما سار رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إلى بدر كانت ابنته رقية مريضة ، فتخلَّف عليها عثمان بأمر رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فتوفيت يوم وصول زيد بن حارثة

    زوجته أم كلثوم

    بنت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأمها خديجة، وهي أصغر من أختها رقية ، زوَّجها النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ من عثمان بعد وفاة رقية ، وكان نكاحه إياها في ربيع الأول من سنة ثلاث، وبنى بها في جمادى الآخرة من السنة ، ولم تلد منه ولدًا ، وتوفيت سنة تسع وصلى عليها رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم

    وروى سعيد بن المسيب أن النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ رأى عثمان بعد وفاة رقية مهمومًا لهفانا‏.‏ فقال له ‏:‏ ‏ما لي أراك مهمومًا‏‏ ‏؟‏

    فقال ‏:‏ يا رسول اللَّه وهل دخل على أحد ما دخل عليَّ ماتت ابنة رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ التي كانت عندي وانقطع ظهري ، وانقطع الصهر بيني وبينك‏.‏ فبينما هو يحاوره إذ قال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏( ‏هذا جبريل عليه السلام يأمرني عن اللَّه عز وجل أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها ، وعلى مثل عشرته ا‏)

    صفاته

    وكان ـ رضي اللَّه عنه ـ أنسب قريش لقريش ، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمور لعلمه ، وتجاربه، وحسن مجالسته ، وكان شديد الحياء ، ومن كبار التجار ‏.‏

    أخبر سعيد بن العاص أن عائشة ـ رضي اللَّه عنها ـ وعثمان حدثاه ‏:‏ أن أبا بكر استأذن النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة فأذن له وهو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف‏.‏ ثم استأذن عمر فأذن له ، وهو على تلك الحال ، فقضى إليه حاجته ، ثم انصرف ‏.

    ثم استأذن عليه عثمان فجلس وقال لعائشة‏ :‏ ‏( ‏اجمعي عليك ثيابك ‏)‏ فقضى إليه حاجته ، ثم انصرف ‏.

    قالت عائشة‏ :‏ يا رسول اللَّه لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان ‏!‏ قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏‏إن عثمان رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال لا يُبلغ إليّ حاجته‏‏

    وقال الليث‏ : ‏ قال جماعة من الناس ‏:‏ ‏‏ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة‏‏

    و كان لا يوقظ نائمًا من أهله إلا أن يجده يقظان فيدعوه فيناوله وضوءه ، وكان يصوم ‏، ويلي وضوء الليل بنفسه‏.‏ فقيل له‏ :‏ لو أمرت بعض الخدم فكفوك ، فقال ‏:‏ لا ، الليل لهم يستريحون فيه‏.‏ وكان ليَّن العريكة، كثير الإحسان والحلم ‏.‏ قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏ :‏ ‏( أصدق أمتي حياءً عثمان‏ )

    وهو أحد الستة الذين توفي رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو عنهم راضٍ ، وقال عن نفسه قبل قتله‏ :‏ ‏ ‏واللَّه ما زنيت في جاهلية وإسلام قط‏ ‏‏.

    تبشيره بالجنة

    قال‏ :‏ كنت مع رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ في حديقة بني فلان والباب علينا مغلق إذ استفتح رجل فقال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ‏: ‏ ‏يا عبد اللَّه بن قيس، قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة‏ فقمت، ففتحت الباب فإذا أنا بأبي بكر الصدِّيق فأخبرته بما قال رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فحمد اللَّه ودخل وقعد ،

    ثم أغلقت الباب فجعل النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ينكت بعود في الأرض فاستفتح آخر فقال‏ :‏ يا عبد اللَّه بن قيس قم فافتح له الباب وبشَّره بالجنة ، فقمت، ففتحت، فإذا أنا بعمر بن الخطاب فأخبرته بما قال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، فحمد اللَّه ودخل ، فسلم وقعد ، وأغلقت الباب

    فجعل النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ينكت بذلك العود في الأرض إذ استفتح الثالث الباب فقال النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ : يا عبد اللَّه بن قيس ، قم فافتح الباب له وبشره بالجنة على بلوى تكون فإذا عثمان ، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله ، ثم قال : الله المستعان‏

    بيعة الرضوان

    في الحديبية دعا رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فيبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له فقال ‏:‏ يا رسول اللَّه إني أخاف قريشًا على نفسي ، وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها ، ولكني أدلّك على رجل أعز بها مني ، عثمان بن عفان ، فدعا رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عثمان بن عفان ، فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحربهم وأنه إنما جاء زائرًا لهذا البيت ومعظَّمًا لحرمته‏.‏

    فخرج عثمان إلى مكة فلقيه أبان بن سعيد بن العاص فحمله بين يديه ، ثم أجاره حتى بلَّغ رسالة رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ‏ .‏ فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ما أرسله به ، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إليهم ‏:‏ إن شئت أن تطوف بالبيت فطف ، فقال ‏:‏ ما كنت لأفعل حتى يطوف رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، واحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول اللَّه والمسلمين أن عثمان بن عفان قد قتل ، ولما لم يكن قتل عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ محققًا ، بل كان بالإشاعة بايع النبي ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ عنه على تقدير حياته ‏.‏ وفي ذلك إشارة منه إلى أن عثمان لم يُقتل ، وإنما بايع القوم أخذًا بثأر عثمان جريًا على ظاهر الإشاعة تثبيتًا وتقوية لأولئك القوم ، فوضع يده اليمنى على يده اليسرى وقال ‏:‏ ‏اللَّهم هذه عن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك ‏.

    اختصاصة بكتابة الوحى

    عن فاطمة بنت عبد الرحمن عن أمها أنها سألت عائشة وأرسلها عمها فقال ‏:‏ إن أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان فإن الناس قد شتموه فقالت ‏:‏ لعن اللَّه من لعنه ، فواللَّه لقد كان عند نبي اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وأن رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ لمسند ظهره إليَّ ، وأن جبريل ليوحي إليه القرآن ، وأنه ليقول له ‏:‏ اكتب يا عثيم فما كان اللَّه لينزل تلك المنزلة إلا كريمًا

    على اللَّه ورسوله‏ .‏ أخرجه أحمد وأخرجه الحاكم وقال‏ :‏ ‏‏قالت‏ :‏ لعن اللَّه من لعنه ، لا أحسبها قالت ‏:‏ إلا ثلاث مرات ، لقد رأيت رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ وهو مسند فخذه إلى عثمان ، وإني لأمسح العرق عن جبين رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ، وأن الوحي لينزل عليه وأنه ليقول ‏:‏ اكتب يا عثيم ، فواللَّه ما كان اللَّه لينزل عبدًا من نبيه تلك المنزلة إلا كان عليه كريمًا‏

    وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال ‏:‏ كان رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ إذا جلس جلس أبو بكر عن يمينه ، وعمر عن يساره ، وعثمان بين يديه ، وكان كَاتبَ سر رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ‏.‏

    جيش العسرة

    يقال لغزوة تبوك غزوة العُسرة ، مأخوذة من قوله تعالى ‏:‏ ِ ‏ لَقَد تَّابَ الله عَلَىالنَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة

    ندب رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ الناس إلى الخروج وأعلمهم المكان الذي يريد ليتأهبوا لذلك ، وبعث إلى مكة وإلى قبائل العرب يستنفرهم وأمر الناس بالصدقة ، وحثهم على النفقة والحملان ، فجاءوا بصدقات كثيرة ، فكان أول من جاء أبو بكر الصدِّيق ـ رضي اللَّه عنه ـ، فجاء بماله كله 40‏.‏4000 درهم فقال له ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏‏هل أبقيت لأهلك شيئًا‏ ؟‏‏‏ قال ‏:‏ أبقيت لهم اللَّه ورسوله ‏.‏ وجاء عمر ـ رضي اللَّه عنه ـ بنصف ماله فسأله‏:‏ ‏‏هل أبقيت لهم شيئًا ‏؟‏‏ ‏قال‏ :‏ نعم ، نصف مالي

    وجهَّز عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا‏ .‏ قال ابن إسحاق‏ :‏ أنفق عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها ‏.‏ وقيل ‏:‏ جاء عثمان ـ رضي اللَّه عنه ـ بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول اللَّه فقبلها في حجر وهو يقول ‏:‏ ‏‏ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم‏‏‏ .‏ وقال رسول اللَّه‏ :‏ ‏‏من جهز جيش العُسرة فله الجنة‏‏

    بئر رومة

    واشترى بئر رومة من اليهود بعشرين ألف درهم، وسبلها للمسلمين ‏.‏ كان رسول اللَّه قد قال ‏:‏ ‏‏من حفر بئر رومة فله الجنة

    توسعة المسجد النبوى

    كان المسجد النبوي على عهد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ مبنيًَّا باللبن وسقفه الجريد ، وعمده خشب النخل ، فلم يزد فيه أبو بكر شيئًا وزاد فيه عمرًا وبناه على بنائه في عهد رسول اللَّه ـ صلى اللَّه عليه وسلم ـ باللبن والجريد وأعاد عمده خشبًا ، ثم غيَّره عثمان ، فزاد فيه زيادة كبيرة ، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والفضة ، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج ، وجعل أبوابه على ما كانت أيام عمر ستة أبواب ‏.‏

    الخلافة

    لقد كان عثمان بن عفان أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لخلافته فقد أوصى بأن يتم اختيار أحد ستة : ( علي بن أبي طالب ، عثمان بن عفان ، طلحة بن عبيد الله ، الزبير بن العوام ، سعد بن أبي وقاص ، عبد الرحمن بن عوف ) في مدة أقصاها ثلاثة أيام من وفاته حرصا على وحدة المسلميـن ، فتشاور الصحابـة فيما بينهم ثم أجمعوا على اختيار عثمان – رضي الله عنه – وبايعـه المسلمون في المسجد بيعة عامة سنة ( 23 هـ ) ، فأصبح ثالث الخلفاء الراشدين

    استمرت خلافته نحو اثني عشر عاما تم خلالها الكثير من الأعمال : نَسْخ القرآن الكريم وتوزيعه على الأمصار, توسيع المسجد الحرام , وقد انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية

    الفتوحات

    فتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخرة وفارس الأولى ، ثم خو وفارس الآخرة ثم طبرستان ودرُبُجرْد وكرمان وسجستان ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن وقد أنشأ أول أسطول إسلامي لحماية الشواطيء الإسلامية من هجمات البيزنطيين

    الفتنة

    في أواخر عهده ومع اتساع الفتوحات الاسلامية ووجود عناصر حديثة العهد بالاسلام لم تتشرب روح النظام والطاعة ، أراد بعض الحاقدين على الاسلام وفي مقدمتهم اليهود اثارة الفتنة للنيل من وحدة المسلمين ودولتهم ، فأخذوا يثيرون الشبهات حول سياسة عثمان – رضي الله عنه- وحرضوا الناس في مصر والكوفة والبصرة على الثورة ، فانخدع بقولهم بعض من غرر به ، وساروا معهم نحو المدينة لتنفيذ مخططهم ، وقابلوا الخليفة وطالبوه بالتنازل ، فدعاهم الى الاجتماع بالمسجد مع كبار الصحابة وغيرهم من أهل المدينة ، وفند مفترياتهم وأجاب على أسئلتهم وعفى عنهم ، فرجعوا الى بلادهم لكنهم أضمروا شرا وتواعدوا على الحضور ثانية الى المدينة لتنفيذ مؤامراتهم التي زينها لهم عبدالله بن سبأ اليهودي الأصل والذي تظاهر بالاسلام

    استشهاده

    وفي شـوال سنة ( 35 ) من الهجرة النبوية ، رجعت الفرقة التي أتت من مصر وادعوا أن كتابا بقتل زعماء أهل مصر وجدوه مع البريد ، وأنكر عثمان -رضي الله عنه- الكتاب لكنهم حاصروه في داره ( عشرين أو أربعين يوماً ) ومنعوه من الصلاة بالمسجد بل ومن الماء ، ولما رأى بعض الصحابة ذلك استعـدوا لقتالهم وردهم لكن الخليفة منعهم اذ لم يرد أن تسيل من أجله قطرة دم لمسلم ، ولكن المتآمريـن اقتحموا داره من الخلف ( من دار أبي حَزْم الأنصاري ) وهجموا عليه وهو يقـرأ القـرآن وأكبت عليه زوجـه نائلـة لتحميه بنفسها لكنهم ضربوها بالسيف فقطعت أصابعها ، وتمكنوا منه – رضي الله عنه – فسال دمه على المصحف ومات شهيدا في صبيحة عيد الأضحى سنة ( 35 هـ ) ، ودفن بالبقيع000وكان مقتله بداية الفتنة بين المسلمين الى يومنا هذا0

  2. عمر بن الخطاب
    عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، أبو حفص‏.‏
    وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم‏.‏ وقيل‏:‏ حنتمة بنت هشام بن المغيرة، فعلى هذا تكون أخت أبي جهل، وعلى الأول تكون ابنة عمه- قال أبو عمر‏:‏ ومن قال ذلك- يعني بنت هشام- فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام، وليس كذلك وإنما هي ابنة عمهما، لأن هشاماً وهاشماً ابني المغيرة أخوان، فهاشم والد حنتمة، وهشام والد الحارث، وأبي جهل، وكان يقال لهاشم جد عمر‏:‏ ذو الرمحين‏.‏
    وقال ابن منده‏:‏ أم عمر أخت أبي جهل‏.‏ وقال أبو نعيم‏:‏ هي بنت هشام أخت أبي جهل، وأبو جهل خاله‏.‏ ورواه عن ابن إسحاق‏.‏
    وقال الزبير‏:‏ حنتمة بنت هاشم فهي ابنة عم أبي جهل- كما قال أبو عمر- وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا‏.‏
    يجتمع عمر وسعيد بن زيد رضي الله عنهما في نفيل‏.‏
    ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة‏.‏ روي عن عمر أنه قال‏:‏ ولدت بعد الفجار الأعظم بأربع سنين‏.‏
    وكان من أشرف قريش وإليه كانت السفارة في الجاهلية، وذلك أن قريشاً كانوا إذا وقع بينهم حرب أو بينهم وبين غيرهم، بعثوه سفيراً، وإن نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر، رضوا به، بعثوه منافراً و مفاخراً‏.‏
    إسلامه رضي الله عنه
    لما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم، كان عمر شديداً عليه وعلى المسلمين‏.‏ ثم أسلم بعد رجال سبقوه، قال هلال بن يساف‏:‏ أسلم عمر بعد أربعين رجلاً وإحدى عشرة امرأة‏.‏ وقيل‏:‏ أسلم بعد تسعة وثلاثين رجلاً وعشرين امرأة، فكمل الرجال به أربعين رجلاً‏.‏
    أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة التكريتي بإسناده إلى أبي الحسن علي بن أحمد بن متويه قال‏:‏ أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد الأصفهاني، أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر الحافظ، حدثنا أبو بكر بن أبي عاصم، حدثنا صفوان بن المغلس، حدثنا إسحاق بن بشر‏.‏ حدثنا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الرماني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال‏:‏ أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون رجلاً وامرأة‏.‏ ثم إن عمر أسلم فصاروا أربعين، فنزل جبريل عليه السلام بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين‏}‏‏.‏
    وقال عبد الله بن ثعلبة بن صعير‏:‏ أسلم عمر بعد خمسة وأربعين رجلاً وإحدى عشرة امرأة‏.‏
    وقال سعيد بن المسيب‏:‏ أسلم عمر بعد أربعين رجلاً وعشر نسوة، فما هو إلا أن أسلم عمر فظهر الإسلام بمكة‏.‏
    وقال الزبير‏:‏ أسلم عمر بعد أن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وبعد أربعين أو نيف وأربعين بين رجال ونساء‏.‏
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال‏:‏ ‏”‏اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك‏:‏ عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام- يعني أبا جهل‏”‏‏.‏
    أنبأنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، حدثنا شريح بن عبيد قال‏:‏ قال عمر بن الخطاب‏:‏ خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل أن أسلم، فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن، قال‏:‏ فقلت‏:‏ هذا والله شاعر كما قالت قريش‏.‏ قال‏:‏ فقرأ ‏{‏إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلاً ما تؤمنون‏}‏‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ كاهن‏.‏ قال‏:‏ ‏{‏ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون تنزيل من رب العالمين‏}‏‏.‏ ‏{‏ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمن ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين‏}‏‏.‏‏.‏ إلى آخر السورة، فوقع الإسلام في قلبي كل موقع‏.‏
    أنبأنا العدل أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصري التغلبي الدمشقي، أنبأنا الشريف النقيب أبو طالب علي بن حيدرة بن جعفر العلوي الحسيني، وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد قراءة عليهما وأنا أسمع، قالا‏:‏ أنبأنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة، أنبأنا محمد بن عوف، أنبأنا سفيان الطائي قال‏:‏ قرأت على إسحاق بن إبراهيم الحنفي قال‏:‏ ذكره أسامة بن زيد، عن أبيه، عن جده أسلم قال‏:‏ قال لنا عمر بن الخطاب‏:‏ أتحبون أن أعلمكم كيف كان بدء إسلامي? قلنا‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ كنت من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا أنا يوماً في يوم حار شديد الحر بالهاجرة، في بعض طرق مكة، إذ لقيني رجل من قريش فقال‏:‏ أين تذهب يا ابن الخطاب? أنت تزعم أنك هكذا وقد دخل عليك هذا الأمر في بيتك?‏!‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ وماذا ذاك? قال‏:‏ أختك قد صبأت‏.‏ قال‏:‏ فرجعت مغضباً، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الرجل والرجلين إذا أسلما عند الرجل به قوة، فيكونان معه، ويصيبان من طعامه‏.‏ وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين، قال‏:‏ فجئت حتى قرعت الباب، فقيل‏:‏ من هذا? قلت‏:‏ ابن الخطاب- قال‏:‏ وكان القوم جلوساً يقرؤون القرآن في صحيفة معهم- فلما سمعوا صوتي تبادروا واختفوا، وتركوا- أو‏:‏ نسوا الصحيفة من أيديهم‏.‏ قال‏:‏ فقامت المرأة ففتحت لي، فقلت‏:‏ يا عدوة نفسها، قد بلغني أنك صبوت‏!‏ قال‏:‏ فأرفع شيئاً في يدي فأضربها به، قال‏:‏ فسال الدم‏.‏ قال‏:‏ فلما رأت المرأة الدم بكت، ثم قالت‏:‏ يا ابن الخطاب، ما كنت فاعلاً فافعل، فقد أسلمت‏.‏ قال‏:‏ فدخلت وأنا مغضب فجلست على السرير، فنظرت فإذا بكتاب في ناحية البيت، فقلت‏:‏ ما هذا الكتاب? أعطينيه‏.‏ فقالت‏:‏ لا أعطيك، لست من أهله، أنت لا تغتسل من الجنابة، ولا تطهر، وهذا لا يمسه إلا المطهرون‏!‏ قال‏:‏ فلم أزل بها حتى أعطتنيه، فإذا فيه‏:‏ ‏”‏بسم الله الرحمن الرحيم‏”‏ فلما مررت ب ‏”‏الرحمن الرحيم‏”‏، ذعرت ورميت بالصحيفة من يدي- قال‏:‏ ثم رجعت إليّ نفسي، فإذا فيها‏:‏ ‏{‏سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم‏}‏ قال‏:‏ فكلما مررت باسم من أسماء الله عز وجل ذعرت، ثم ترجع إليّ نفسي، حتى بلغت‏:‏ ‏{‏آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه‏}‏ حتى بلغت إلى قوله‏:‏ ‏{‏إن كنتم مؤمنين‏}‏- قال‏:‏ فقلت‏:‏ ‏”‏اشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله‏”‏- قال‏:‏ فخرج القوم يتبادرون بالتكبير، استبشاراً بما سمعوه مني، وحمدوا الله عز وجل، ثم قالوا‏:‏ يا ابن الخطاب، أبشر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا يوم الإثنين فقال‏:‏ ‏”‏اللهم، أعز الإسلام بأحد الرجلين‏:‏ إما عمرو بن هشام، وإما عمر بن الخطاب، وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله لك‏.‏ فأبشر- قال‏:‏ فلما عرفوا مني الصدق قلت لهم، أخبروني بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقالوا‏:‏ هو في بيت في أسفل الصفا- وصفوه- قال‏:‏ فخرجت حتى قرعت الباب، قيل‏:‏ من هذا? قلت‏:‏ ابن الخطاب‏.‏ قال‏:‏ وقد عرفوا شدتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلموا بإسلامي- قال‏:‏ فما اجترأ أحد منهم أن يفتح الباب‏!‏ قال‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏افتحوا له، فإنه إن يرد الله به خيراً يهده‏”‏‏.‏ قال‏:‏ ففتحوا لي، وأخذ رجلان بعضدي حتى دنوت من النبي صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ فقال‏:‏ أرسلوه قال‏:‏ فأرسلوني، فجلست بين يديه، قال‏:‏ فأخذ بمجمع قميصي فجذبني إليه، ثم قال‏:‏ ‏”‏أسلم يا ابن الخطاب، اللهم اهده‏”‏‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ ‏”‏أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله‏”‏، فكبر المسلمون تكبيرة، سمعت بطرق مكة- قال‏:‏ وقد كان استخفى- قال‏:‏ ثم خرجت فكنت لا أشاء أن أرى رجلاً قد أسلم يضرب إلا رأيته- قال‏:‏ فلما رأيت ذلك قلت‏:‏ لا أحب إلا أن يصيبني ما يصيب المسلمين، قال‏:‏ فذهبت إلى خالي- وكان شريفاً فيهم- فقرعت الباب عليه، فقال‏:‏ من هذا? فقلت‏:‏ ابن الخطاب‏.‏ قال‏:‏ فخرج إليّ، فقلت له‏:‏ أشعرت أني قد صبوت? قال‏:‏ فعلت? فقلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ لا تفعل‏!‏ قال‏:‏ فقلت‏:‏ بلى، قد فعلت‏.‏ قال‏:‏ لا تفعل‏!‏ وأجاف الباب دوني وتركني‏.‏ قال قلت‏:‏ ما هذا بشيء‏!‏ قال‏:‏ فخرجت حتى جئت رجلاً من عظماء قريش، فقرعت عليه الباب، فقال‏:‏ من هذا? فقلت‏:‏ عمر بن الخطاب‏.‏ قال‏:‏ فخرج إليّ، فقلت له‏:‏ أشعرت أني قد صبوت? قال‏:‏ فعلت? فقلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فلا تفعل‏!‏ قلت‏:‏ قد فعلت‏.‏ قال‏:‏ لا تفعل‏!‏ قال‏:‏ ثم قام فدخل، وأجاف الباب دوني‏.‏ قال‏:‏ فلما رأيت ذلك انصرفت‏.‏ فقال لي رجل‏:‏ تحب أن يعلم إسلامك? قال قلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فإذا جلس الناس في الحجر واجتمعوا أتيت فلاناً- رجلاً لم يكن يكتم السر- فاصغ إليه، وقل له- فيما بينك وبينه- ‏:‏‏”‏إني قد صبوت‏”‏، فإنه سوف يظهر عليك ويصيح ويعلنه‏.‏ قال‏:‏ فاجتمع الناس في الحجر، فجئت الرجل فدنوت منه، فأصغيت إليه فيما بيني وبينه، فقلت‏:‏ أعلمت أني قد صبوت?‏”‏ فقال‏:‏ ‏”‏ألا إن عمر بن الخطاب قد صبأ‏”‏‏.‏ قال‏:‏ فما زال الناس يضربونني وأضربهم، قال‏:‏ فقال خالي‏:‏ ما هذا? فقيل‏:‏ ابن الخطاب‏!‏ قال‏:‏ فقام على الحجر فأشار بكمه فقال‏:‏ ‏”‏ألا إني قد أجرت ابن أختي‏”‏‏.‏ قال‏:‏ فانكشف الناس عني، وكنت لا أشاء أن أرى أحداً من المسلمين يضرب إلا رأيته وأنا لا أضرب‏.‏ قال فقلت‏:‏ ما هذا بشيء حتى يصيبني مثل ما يصيب المسلمين? قال‏:‏ فأمهلت حتى إذا جلس الناس في الحجر، وصلت إلى خالي فقلت‏:‏ اسمع‏.‏ فقال‏:‏ ما أسمع? قال‏:‏ قلت‏:‏ جوارك عليك رد‏.‏ قال‏:‏ فقال‏:‏ لا تفعل يا ابن أختي‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ بل هو ذاك‏.‏ فقال‏:‏ ما شئت‏!‏ قال‏:‏ فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الإسلام‏.‏بوت? قال‏:‏ فعلت? فقلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فلا تفعل‏!‏ قلت‏:‏ قد فعلت‏.‏ قال‏:‏ لا تفعل‏!‏ قال‏:‏ ثم قام فدخل، وأجاف الباب دوني‏.‏ قال‏:‏ فلما رأيت ذلك انصرفت‏.‏ فقال لي رجل‏:‏ تحب أن يعلم إسلامك? قال قلت‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ فإذا جلس الناس في الحجر واجتمعوا أتيت فلاناً- رجلاً لم يكن يكتم السر- فاصغ إليه، وقل له- فيما بينك وبينه- ‏:‏‏”‏إني قد صبوت‏”‏، فإنه سوف يظهر عليك ويصيح ويعلنه‏.‏ قال‏:‏ فاجتمع الناس في الحجر، فجئت الرجل فدنوت منه، فأصغيت إليه فيما بيني وبينه، فقلت‏:‏ أعلمت أني قد صبوت?‏”‏ فقال‏:‏ ‏”‏ألا إن عمر بن الخطاب قد صبأ‏”‏‏.‏ قال‏:‏ فما زال الناس يضربونني وأضربهم، قال‏:‏ فقال خالي‏:‏ ما هذا? فقيل‏:‏ ابن الخطاب‏!‏ قال‏:‏ فقام على الحجر فأشار بكمه فقال‏:‏ ‏”‏ألا إني قد أجرت ابن أختي‏”‏‏.‏ قال‏:‏ فانكشف الناس عني، وكنت لا أشاء أن أرى أحداً من المسلمين يضرب إلا رأيته وأنا لا أضرب‏.‏ قال فقلت‏:‏ ما هذا بشيء حتى يصيبني مثل ما يصيب المسلمين? قال‏:‏ فأمهلت حتى إذا جلس الناس في الحجر، وصلت إلى خالي فقلت‏:‏ اسمع‏.‏ فقال‏:‏ ما أسمع? قال‏:‏ قلت‏:‏ جوارك عليك رد‏.‏ قال‏:‏ فقال‏:‏ لا تفعل يا ابن أختي‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ بل هو ذاك‏.‏ فقال‏:‏ ما شئت‏!‏ قال‏:‏ فما زلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الإسلام‏.‏
    أنبأنا أبو جعفر بن أحمد بن علي بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال‏:‏ ثم إن قريشاً بعثت عمر بن الخطاب، وهو يومئذ مشرك، في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله في دار في أصل الصفا، فلقيه النحام- وهو نعيم بن عبد الله بن أسيد، وهو أخو بني عدي بن كعب، قد أسلم قبل ذلك، وعمر متقلد سيفه- فقال‏:‏ يا عمر، أين تريد? فقال‏:‏ أعند إلى محمد الذي سفه أحلام قريش، وشتم آلهتهم، وخالف جماعتهم‏.‏ فقال النحام‏:‏ والله لبئس الممشى يا عمر‏!‏ ولقد فرطت وأردت هلكة عدي بن كعب‏!‏ أو تراك تفلت من بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمداً? فتحاوروا حتى ارتفعت أصواتهما، فقال له عمر‏:‏ إني لأظنك قد صبوت، ولو أعلم ذلك لبدأت بك‏!‏ فلما رأى النحام أنه غير منته قال‏:‏ فإني أخبرك أن أهلك وأهل ختنك قد أسلموا، واركوك وما أنت عليه من ضلالتك‏.‏ فلما سمع عمر تلك يقولها قال‏:‏ وأيهم? قال‏:‏ ختنك وابن عمك وأختك‏.‏ فانطلق عمر حتى أتى أخته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتته طائفة من أصحابه من ذوي الحاجة، نظر إلى أولي السعة، فيقول‏:‏ عندك فلان‏.‏ فوافق ذلك ابن عم عمر وختنة- زوج أخته- سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خباب بن الأرت، وقد أنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى‏}‏‏.‏
    وذكر نحو ما تقدم، وفيه زيادة ونقصان‏.‏ قال ابن إسحاق‏:‏ فقال عمر عند ذلك- يعني إسلامه‏:‏ والله لنحن بالإسلام أحق أن نبادي منا بالكفر، فليظهرن بمكة دين الله، فإن أراد قومنا بغياً علينا ناجزناهم، وإن قومنا أنصفونا قبلنا منهم‏.‏ فخرج عمر وأصحابه فجلسوا في المسجد، فلما رأت قريش إسلام عمر سقط في أيديهم‏.‏
    قال ابن إسحاق‏:‏ حدثني نافع، عن ابن عمر قال‏:‏ لما أسلم عمر بن الخطاب قال‏:‏ أي أهل مكة أنقل للحديث? فقالوا‏:‏ جميل بن معمر‏.‏ فخرج عمر وخرجت وراء أبي، وأنا غليم أعقل كل ما رأيت، حتى أتاه فقال‏:‏ يا جميل هل علمت أني أسلمت? فوالله ما راجعه الكلام حتى قام يجر رداءه، وخرج عمر يتبعه، وأنا مع أبي، حتى إذا قام على باب مسجد الكعبة، صرخ بأعلى صوته‏:‏ يا معشر قريش، إن عمر قد صبأ‏.‏ فقال عمر‏:‏ كذبت‏!‏ ولكني أسلمت‏.‏ فثاوروه، فقاتلوه وقاتلهم حتى قامت الشمس على رؤوسهم، فطلح وعرشوا على رأسه قياماً وهو يقول‏:‏ ‏”‏اصنعوا ما بدا لكم، فأقسم بالله لو كنا ثلاثمائة رجل تركتموها لنا، أو تركناها لكم‏”‏‏.‏
    وذكر ابن إسحاق أن الذي أجار عمر هو العاص بن وائل أبو عمر بن العاص السهمي وإنما قال عمر إنه خاله لأن حنتمة أم عمر هي بنت هاشم بن المغيرة، وأمها الشفاء بنت عبد قيس بن عدي بن سعد بن سهم السهمية، فلهذا جعله خاله، وأهل الأم كلهم أخوال، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص‏:‏ ‏”‏هذا خالي‏”‏ لأنه زهري، وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم زهرية‏.‏ وكذلك القول في خاله الآخر الذي أغلق الباب في وجهه أنه أبو جهل، فعلى قول من يجعل أم عمر أخت أبي جهل، فهو خال حقيقة، وعلى قول من يجعلها ابنة عم أبي جهل، يكون مثل هذا‏.‏
    وكان إسلام عمر في السنة السادسة، قاله محمد بن سعد‏.‏
    أخبرنا غير واحد إجازة قالوا‏:‏ أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا أبو عمر بن حيوية، أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا أبو علي بن القهم أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا محمد بن عمر، حدثنا أبو حرزة يعقوب بن مجاهد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي عمرو ذكوان قال‏:‏ قلت لعائشة‏:‏ من سمى عمر الفاروق? قالت‏:‏ النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
    حزرة‏:‏ بفتح الحاء المهملة، وتسكين الزاي، وبعدها راء، ثم هاء‏.‏
    قال وأنبأنا محمد بن سعد أنبأنا أحمد بن محمد الأزرقي المكي، حدثنا عبد الرحمن بن حسن، عن أيوب بن موسى قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه، وهو الفاروق‏:‏ فرق الله به بين الحق والباطل‏”‏‏.‏
    وقال ابن شهاب‏:‏ بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر‏:‏ الفاروق‏.‏
    أنبأنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصري الدمشقي، أنبأنا الشريف أبو طالب علي بن حيدرة بن جعفر العلوي الحسيني، وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي قالا‏:‏ أنبأنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة، حدثنا أبو عبيدة السري بن يحيى بن أخي هناد بن السري بالكوفة، حدثنا شعيث بن إبراهيم، حدثنا سيف بن عمر، عن وائل بن داود، عن يزيد البهي قال‏:‏ قال الزبير بن العوام‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب‏”‏‏.‏
    أنبأنا أحمد بن عثمان بن أبي علي، أنبأنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور بن محمد بن سعيد، أنبأنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا جعفر بن عون ويعلى بن عبيد والفضل بن دكين قالوا‏:‏ حدثنا مسعر، عن القاسم بن عبد الرحمن قال‏:‏ قال عبد الله بن مسعود‏:‏ كان إسلام عمر فتحاً‏.‏ وكانت هجرته نصراً، وكانت إمارته رحمة‏.‏ ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي في البيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا‏.‏
    قال‏:‏ وحدثنا ابن مردويه، حدثنا أحمد بن كامل، حدثنا الحسن بن علي المعمري، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا جرير، عن عمر بن سعيد، عن مسروق، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة قال‏:‏ لما أسلم عمر كان الإسلام كالرجل المقبل، لا يزداد إلا قرباً‏.‏ فلما قتل عمر كان الإسلام كالرجل المدبر، لا يزداد إلا بعداً

  3. أبو بكر الصديق

    أسلم أبو بكر مبكراً حتى قيل أنه أول من أسلم، ولما أظهر إسلامه دعا إلى الله- عز وجل- وبذل في سبيل الدعوة إلى الإسلام ومناصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كل غالٍ ورخيص، حيث جعل كل إمكانيته في خدمة الدعوة ومناصرة الإسلام وإنقاذ المسلمين. وكان أبو بكر رجلاً مقصوداً من قومه محبباً لديهم سهلاً، وكان أعلم قريش بقريش، وكان يمارس التجارة، واشتهر بأخلاقه العالية، يقصده الناس لغير ما أمر، لما اشتهر به من رجاحة العقل والعلم،والبعـد عن سفاسف الأمور، وحسن المجالسة، فجعل يدعوا إلى الله- عز وجل- من وثق به من قومه ممن يدخل عليه من قريش، فأسلم بدعوته نفر كبير، وافتدى بماله نفر كثير، فممن أسلم بدعوته: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبد الله، وأبو عبيده وأبو سلمة ابن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم، وعثمان بن مظعون وخلق. واشترى كثيراً من المستضعـفين وأعتقهم لله، منهم: بلال بن رباح وغيره. وجعل إمكانياته تحت تصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودافع عنه بنفسه وماله، ولما اعْـتُدِيَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم،دافع عنه وصد قريش منه قائلاً: “أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبيَّـنات من ربكم”. ولما أذِنَ الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة، أعلن أبو بكر حالة الاستنفار في بيته فأصبح بيته في حال طوارئ شاملة للتجهيز للرحلة ولِمراقبة حركة قريش ورد فعلهم ولحماية الرسول صلى الله عليه وسلم، وتقديمه نفسه وأهله دونه. وكان له موقف مشهور من حادثة الإسراء والمعراج، حيث صدق به دون نقاش فأنزل الله تعالى فيه مدحاً في القرآن: ( والذي جاء بالصدق وصدّق به)، وقد لازم أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حله وترحاله، وحضر جميع غزواته، وكان حارسه الشخصي في غرفة عمليات بدر رضي الله عنه. وبلغ من العلم والفضل والتقوى ما رجح به على الأمة جمعاء- رضي الله عنه وأرضاه- فقد كان تالياً لكتاب الله عز وجل، عارفاً بمعانيه مدركاً لدلالته، ومن ذلك أنه كان يفتي في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مجلسه، ولما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا جاء نصر الله والفتح ) بكى أبو بكر، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده ) بكى أبو بكر لمعرفته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرهم بدنو أجله، وقدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة بالمسلمين عند مرضه، وكان الصحابة يعرفون فضله لا ينازعه أحد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولأبي بكر مواقف ثبات في الإسلام تنشق منها الأرض وتخر لها الجبال، فقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطربت المدينة وزلزلت بأهلها وأظلم عليهم نهارها وهاج الناس وماجوا وافتقدوا أنفسهم حتى إنهم لينكرون موته صلى الله عليه وسلم ويستبعدون وقوعه، لكن أبا بكر كان أعلمهم بالله وأفهمهم لدينه وأثبتهم في المحن والشدائد، فقد توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشف عن وجهه وقبّله وحزن عليه حزناً شديداً، ثم توجه إلى المنبر يعلن للمسلمين حقيقة البشر وحقيقة الموت وحقيقة الإسلام وأن دين الله عز وجل باق والبشر يموتون، يتلو عليهم كتاب الله ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) ويفسر لهم هذا المفهوم بخطبة (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت) بهذه الروح العالية والفهم الثاقب والثبات المتناهي يعيد للصحابة عقولهم وللتائهين صوابهم ولما اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة لمناقشة أمر الخلافة توجه أبو بكر إليهم وأجرى عليهم من علمه وفقهه وحواره الجاد ما زاح به خطراً يهدد كيان الأمة ووحدتها دعوة لله وحفظاً لدينه وأمته وعباده ولما أجمع المسلمون عليه خليفة لرسولهم صلى الله عليه وسلم معترفين بمكانته وفضله وعلمه جهّز رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وحل عنهم معضلة مكان دفنه، وتوجه إلى الجيش المرابط في ضواحي المدينة – وقد انخرط عقد الإسلام وأصبحت مدينة الإسلام والسلام مهددة من جميع جهاتها من دعة الفتنة والمستغلين للأحداث، لكن أبا بكر كان رابط الجأش ثابت الجنان ينزل الأمور منازلها دون تغيير أو تبديل ، لقد وقف موقفاً شجاعاً ضمن إمكانيات قليلة لا تقر القواميس العسكرية. من كان مثل حال أبي بكر أن يعلن ذلك الموقف المتصلب،في الوقت الذي أصبحت فيه المدينة مهددة بمجموع الطامعين والمتربصين بها ممن حولها يأمر أبو بكر بتنفيذ جيش أسامة ليعلم الناس أن ما أمر الله به وما أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يحله إلا الله ورسوله فراية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحل حتى تقوم بمهمتها، ولما روجع في ذلك كان موقفه حازماً وثقته بالله عظيمة، انطلق جيش أسامة وأبو بكر يودعه ماشيا حافيا، وتعلن القبائل العربية تمردها عن الإسلام وبعضهم يعلن تمرده عن الالتزامات المالية من الإسلام، فيعلن أبو بكر مواجهته للجميع دون تفريق ويراجع في ذلك فكانت الصرامة والصراحة مما جعل أبناء الإسلام يلتفون حوله ويسلمون له الأمور بعد أن اتضحت لهم سلامة مواقفه، هذا الخليفة العالم الرباني يصبح حاملاً بضاعته يخالط الناس في أسواقهم يتكسب على أولاده كما يفعل أحد أفراد المسلمين، هذا الذي يتصدى لهذه الأهوال ويعلن بحزم وجزم دون تردد موقفه الصارم، ها هو ذا يحمل أمتعته ويخالط رعيته ليكسب رزقه كغيره من أفراد شعبه دون نظر لمخاطر ولا لمناصب ويصاب عمر بالدهشة وهو يرى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمضحي بكل ما يملك في سبيل الله ومن تسلم له الأمة قيادتها اختياراً لا إجباراً ولا تزويراً ولا تهديداً ينظر إليه وقد حمل أمتعته إلى سوقه يطلب الرزق مع الطالبين، ويوجه له سؤالاً على جهة التعجب والاستغراب إلى أين يا أبا بكر؟ فيجيب ذلك العملاق بكل صراحة وثبات إلى السوق لأبحث عن رزق أسرتي وأولادي، ويسقط في يد عمر وهو يرى إصرار القائد العظيم على الذهاب إلى السوق للقيام بواجبه نحو أسرته وتحت إلحاح عمر وشدته يعود أبو بكر إلى منزله، ويجتمع عمر بقيادة المسلمين وتتخذ القيادة قراراً يعطى بموجبها أبو بكر كفايته وكفاية أسرته، حتى يتفرغ لقيادة الأمة ويستجيب أبو بكر لطلب المسلمين ويبذل جهده ليلاً ونهاراً سراً وجهراً للنصح لله ولرسوله وللمؤمنين يعلن دستوراً واضحاً في الطاعة والمتابعة والواجبات والحقوق بين الراعي والرعية وبين الرعية بعضهم بعضاً (( أطيعوني ما أطعت الله فيكم ….)) ،((القوي عندي ضعيف حتى أخذ الحق منه )) وبهذا الدستور اجتمع المسلمون حوله باذلين أموالهم وأنفسهم فداء للدين ، لقد كان أبو بكر وعمر وعلي هم الذين يحرسون المدينة في أحلك ظروفها وجند الأجناد للتوجه إلى أهل الزيغ والشك لدعوتهم للإسلام وقتالهم عليه حتى أعاد للأمة روحها وللإسلام مكانته. فرحم الله أبا بكر فقد قضى على الردة وقمع الطمع، فمن أين نجد مثل أبي بكرفي عصر كثرت فيه الردة وطمع فينا القريب والبعيد. روايته: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه جمع كثير من الصحابة والتابعين منهم: عمر، وعبد الرحمن بن عوف وعلي بن أبي طالب وأبو هريرة وأوسط البجلي ، أخرج له الجماعة وغيرهم. ومن روائع ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما أخرجه الإمام أحمد في المسند (1/9) ، والإمام البخاري في الأدب المفرد (611) والترمذي في السنن(5/467) والطيالسي في مسنده (336) وغيرهم بإسناد صحيح ،عن أبي هريرة قال، قال أبوبكر: يا رسول الله علمني شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي، قال: (قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه اشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت

Comments are closed.