أسواق الأسهم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تسجل المكاسب تفوقت أسواق الأسهم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على الأسواق الناشئة، لكن أداءها كان أضعف من أسواق الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس. وتشير نتائج النصف الأول من العام الحالي 2009 في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أن أرباح الشركات ما تزال بحاجة إلى التعافي من هبوطها الحاد الذي شهدته في الربع الأخير من العام 2008 نتيجة للأزمة المالية العالمية.

هبطت أرباح النصف الأول من العام 2009 للشركات الإماراتية والسعودية بحوالي 40% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

أما عالمياً، فقد ارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز” 500 بنسبة 3.4% في أغسطس مع إشارة التقارير إلى أن ثقة المستهلكين وأسعار المنازل قد فاقت توقعات الاقتصاديين. وتتحقق تلك المكاسب للشهر السادس على التوالي، وهي أطول سلسلة من المكاسب المستمرة منذ يناير 2007.

وقد ارتفعت السوق الإماراتية بنسبة 5.8% خلال الشهر بقيادة “إعمار العقارية” التي شهدت ارتفاعاً قدره 26.6% على الرغم من الإعلان عن خسارة صافية بلغت 1.29 مليار درهم إماراتي في الربع الثاني من العام. وقد انخفض إجمالي أرباح الربع الثاني لأكبر 70 شركة مدرجة في الإمارات بواقع 47% مقارنة بالعام الماضي، كما انخفض بنسبة 8.2 مقارنة بالربع الماضي. وإذا استثنينا الخسائر التي سجلتها كل من “إعمار العقارية” و”الاتحاد العقارية” فإن إجمالي أرباح الشركات الإماراتية للربع الثاني من العام سيكون مرتفعاً بواقع 9.5% مقارنة بالربع السابق.

أما السوق السعودية فكانت الأسوأ أداء بين أسواق دول مجلس التعاون الخليجي في أغسطس 2009، والوحيدة في المنطقة التي تسجل انخفاضاً خلال هذا الشهر. وقد طال الانخفاض كافة القطاعات بما فيها البنوك والبتروكيماويات والاتصالات والعقارات. واتسم أداء السوق بالضعف على الرغم من إعلان أكبر 70 شركة من الشركات المدرجة على مؤشر تداول ارتفاعاً قدره 46% في أرباحها مقارنة بالربع الماضي. وما تزال أرباح النصف الأول من العام 2009 أقل بنسبة 42% مما كانت عليه في الفترة ذاتها من العام الماضي.

وبلغت مكاسب السوق الكويتية 3.1% خلال أغسطس 2009، ما يرفع مكاسب العام حتى تاريخه إلى 1.7%، وشهدت “أجيليتي” و “زين” القدر الأكبر من النمو، بينما خفضت مؤسسة “موديز” تصنيفها لثلاثة بنوك محلية هي “بنك الكويت الوطني” و”بنك برقان” و”بنك الخليج”. وأشارت المؤسسة إلى أن ذلك التخفيض يعكس ظروف الائتمان المتراجعة في الكويت والتعرض المرتفع للبنوك لقطاع العقارات والإنشاءات والقروض لشراء الأوراق المالية.

كما ارتفعت الأسهم القطرية بواقع 6% في أغسطس 2009 مدفوعة بارتفاع في قطاع البنوك، حيث قادت البنوك القطرية المؤشر ليكسر حاجز المقاومة 7,000 نقطة في أوائل الشهر، قبل أن يتراجع ليغلق الشهر على 6,707 نقطة. وأعلنت “شركة صناعات قطر” المؤثرة في المؤشر عن دخل صاف قدره 1.03 مليار ريال قطري في الربع الثاني من العام 2009، بانخفاض 10% عن تقديرات المحللين، إلا أن أسهم الشركة ارتفعت مع ذلك بنسبة 2.2%. وأبدى إجمالي أرباح الربع الثاني لأكبر 30 شركة مدرجة في سوق الدوحة للأسهم ارتفاعاً طفيفاً بلغ 1% مقارنة بالربع السابق، وانخفاضاً بنسبة 14% عن الفترة ذاتها من العام السابق.

السوق العمانية كانت الأفضل أداء بين أسواق دول مجلس التعاون الخليجي حيث بلغت مكاسبها 8.5%. وجاء الارتفاع مدفوعاً بارتفاع أسعار النفط وازدياد الاهتمام من قبل المؤسسات. وبلغت مكاسب “بنك مسقط” و”بنك عمان الوطني” 10.1% و9.7% على الترتيب. أما “بنك عمان الدولي” فقد أعلن عن أرباح قدرها 5.4 مليون ريال عماني في الربع الثاني من العام مقارنة بأرباح بلغت 6.4 مليون ريال عماني في الربع الماضي. بينما كسبت أسهم عُمان للاتصالات 5.4% على الرغم من انخفاض صافي دخلها خلال الربع الثاني بمقدار 8%.

أما السوق المصرية فكانت الأفضل أداء بين الأسواق العربية خلال أغسطس، وما تزال محافظة على مكانتها المتصدرة للأسواق من حيث الأداء خلال العام حتى تاريخه. بلغت مكاسب السوق 8.9% ما يرفع إجمالي النمو السنوي إلى 46.3%. وكان الأداء المتين للسوق خلال الشهر مدفوعاً بشكل أساسي بعدد من التطورات الاقتصادية الكلية وتحسن معنويات المستثمرين، وليس بنتائج الشركات التي لم تكن بالمستوى ذاته، بينما انخفض إجمالي أرباح الربع الثاني للشركات المدرجة بنسبة 1.8% مقارنة بالربع السابق.

3 thoughts on “أسواق الأسهم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تسجل المكاسب

Comments are closed.