قصيدة البحر التي ألقاها الشاعر السعودي جاسم الصحيح في برنامج ” أمير الشعرا ء” في أبوظبي
[POEM=”font=”Simplified Arabic,5,white,bold,normal” bkcolor=”transparent” bkimage=”./images/backgrounds/3.gif” border=”double,7,coral” type=3 line=0 align=center use=ex num=”0,black””]
يا بحرُ.. كُلُّكَ في مسامرتي فَمُ=فافتحْ زُجاجةَ ما تُكِنُّ وتكتـــــمُ
وأَدِرْ أساطيرَ البدايةِ بينَنــــــا=سِيَّانِ: شَهْدُ حديثِها والعلقـــمُ
سِيَّانِ: فَرَّ من الزجاجةِ ماردٌ=أمْ رَفَّ منها نورسٌ مُتَرَنِّــــــمُ
يا بحرُ.. يا شيخَ الرُّواةِ على المَدَى=مُتَعَوِّذاً من موجةٍ تَتَلَعْثَــــــــــــــــمُ
حُرِّيَّةُ الكلماتِ فيكَ.. تقاصَــــــرَتْ=عنها اللغاتُ ولم يَسَعْهاَ المعجـــــمُ
هذا لسانُكَ هادرٌ بِحكايـــــــــةِ الـ= -إنسانِ يختزلُ المدى ويُحَجِّــــــــــمُ
فالمدُّ والجزرُ اختصارُ عوالِـــــــــمٍ=في الأرضِ.. تبنيها العصورُ وتهدمُ
فكأنَّما في الموجِ ربٌّ غاضـــــــــبٌ=يمحو، وربٌّ في الشواطئِ يرســـمُ!
وكأنَّما لُجَجُ المياهِ خلائــــــــــــــقٌ=تنمو على شطِّ الحياةِ، وتُعْـــــــدَمُ!
وكأنَّما التيَّارُ – وَهْوَ مُجَـــــــــــــدَّلٌ=في الرَمْلِ – أعمارُ الذينَ تَصَرَّموا!
يا بحرُ.. مادامَ الطريقُ يُعيدُنــــــا=لِلبِدْءِ من حيث النهايةُ تجثُـــــــــمُ
حَطِّمْ ضلوعيَ في ضلوعِكَ، إِنَّنا =مُتَوحِّدانِ بِقَدْرِ ما نَتَحَطَّــــــــــــمُ
يا بحرُ.. قالوا عنكَ : نبعُ أرومةٍ=للكائناتِ وللبدايـــــــــــــــــةِ توأمُ
ويُقالُ: كنتَ هناكَ أوَّلَ عاشـــقٍ=فَهِمَ الغرامَ فذابَ فيما يفهـــــمُ
هيمانُ تصهركَ المراهقةُ التي=تَخِذَتْ ملامحَ زُرْقَةٍ تَتَضَــــرَّمُ
حتَّى إذا اكتَمَلَ انصهارُكَ في الهوى=صلَّى عليكَ العاشقونَ وسَلَّمــــــــــوا
وجمعتَ كلَّ صلاتِهِمْ وسلامِهِــــــــــــمْ=دُرَراً أضاءَ بِها القرارُ المُعْتِـــــــــــــمُ
يا بحرُ.. هذي الشمسُ تنصبُ عرشَها=فوقَ الشواطئِ ، والهجيرُ يُخَيِّـــــــــــمُ
والصيفُ جاءَ كَ عارياً وكأنَّــــــــــــــــهُ=عاصٍ يُصَرِّحُ بالذنوبِ وينــــــــــــــــدمُ
والمبحرونَ على امتدادِكَ حينمَــــــــــا=رضعُوا المسافةَ ما اشْتَهَوْا أنْ يُفْطَمُوا
قنطارُ) ضحكتِهِمْ يرنُّ إذَا سجــــــــــا=من خيبةِ الموجِ المحطَّمِ (درهـــــــــمُ
وأنا أتيتُكَ في شِبَاكِ بلاغتـــــــــــــــي=أصطادُ ما يُوحي مداكَ ويُلْهِــــــــــــمُ
صنَّارتي مثلُ الحقيقةِ صُلْبَـــــــــــةٌ=تُدمي، و(طُعْمِيَ) كالمجازِ مُنَمْنَـــــــمُ
فَلَرُبَّما انزلَقَتْ إليَّ قصيــــــــــــــدةٌ=من بينِ أرزاقٍ لديكَ تُقَسَّــــــــــــمُ
يا بحرُ.. يا دمعَ الطبيعةِ حينمَا=كانَتْ على إنسانِها تَتَأَلَّــــــــــمُ
عَبَثاً أطارحكَ الغناءَ، وها هُنَــا=في كلِّ موجٍ للطبيعةِ مَأتَــــــــــمُ
حَطِّمْ ضلوعيَ في ضلوعِكَ، إِنَّنا =مُتَوحِّدانِ بِقَدْرِ ما نَتَحَطَّـــــــــــمُ
هذي الملوحةُ – لا عدمتَ مذاقَها= رمزٌ على الحزنِ الذي نتجشَّــــــمُ
يا بحرُ.. هل بَقِيَتْ لديكَ أُبُوَّةٌ=تحنو على تَعَبِ البنينِ وترحمُ
فأنا ابْنُكَ النَّهرُ الذي سَرَّحْتَـــهُ=في الأرضِ يعزفُ رملَها ويُنَغِّمُ
في روحِ قِدِّيسٍ رَحَلْتُ كأنَّمــــا=صَفَحاَتُ مائيَ لؤلؤٌ مُتَبَسِّــــــمُ
ورَجِعْتُ ألهثُ في غسيلِ سرائرٍ=سوداءَ.. فيها لؤلوئي يَتَفَحَّـــــمُ
من كلِّ يابسةٍ حملتُ حكايــــــــةً=في الموجِ تُسديها الهمومُ وتُلحِمُ
ألقَى بيَ الفقراءُ أوجاعَ القُـرَى..=وَجَعاً يئنُّ وآخَراً يَتَصَنَّـــــــــــــمُ!
ورمَى بيَ العاصونَ من آثامِهِمْ=ما لم تُطِقْهُ مفاصلي والأَعْظُـــمُ
وشعرتُ يا أَبَتي.. شعرتُ بشهوةٍ=حمراءَ تصهلُ داخلي، وتحمحــمُ
وهناك حيث الماءُ أطلقَ مَــــــدَّهُ=في الضِّفَّتَينِ رغائباً تَتَوَحَّـــــــــمُ
ضاجعتُ يابسةَ الحقولِ فأَنْجَبَـــتْ=شوكاً.. وساد على الثِّمارِ، العلقمُ!
هِيَ رحلةُ العُمرِ التي قايَضْتُهــــــــا=ما كنتُ أعلمُهُ بما أَتَعَلَّـــــــــــــــــمُ
تُبْ يا أبي عنِّي.. لعلَّ رصاصــــةً=جَنَتِ الذنوبَ يتوبُ عنها المنجمُ!
واشفقْ عَلَيَّ بأنْ أثورَ فَإِنَّنـــــــي=جَسَدٌ بِقنبلةِ الذنوبِ مُلَغَّــــــــــــــمُ
انزعْ فتيلَتِيَ الأثيمةَ وَارْمِنــــــــي=في الملحِ يغسلُني البياضُ الأكرمُ
حتَّى أعودَ إلى الصفاءِ كأنَّنـــــــي =مَلَكٌ أَغَرُّ من الذنوبِ مُعَقَّــــــــــمُ
يا بحرُ.. مازالَ الكمالُ غوايـــــــةً=للطامحينَ، وغايةً تَتَضَــــــــــــخَّمُ
لو كنتُ أملكُ جَنَّةً لرَأَيتَنــــــــــــي =طَمَعاً أؤنِّقُ جنَّتي وأُهَنْـــــــــــــدِمُ
يا بحرُ.. هلْ أنتَ الصدى لِمشاعرٍ=في النَّفْسِ يعزفُها القضاءُ المُبْرَمُ؟
لامستُ فيكَ حكايتي من هَمْسِها=حتَّى الهديرِ كأنَّني بِكَ مُتْخَــــــمُ
هلْ أنتَ جرحٌ مثلُ جرحيَ طــــاعنٌ=في الأرضِ يغرقُ في مداهُ، المرهمُ؟
هلْ عمقُ قاعِكَ مثلُ عُمْقِ قصيدةٍ=في خاطري.. أَزَلِيَّةٍ.. لا تهــــرمُ؟
هلْ هذهِ الأسماكُ في رَوَغَانِــــها=هِيَ أُمنياتيَ في مِياهِكَ عُــــــوَّمُ؟
هل عنفوانُ المدِّ فائضُ ثــــــورةٍ=في عمقِ ذاتيَ بالتَّحَرُّرِ تحلــــمُ؟
تَعِبَ السؤالُ فكُنْ لهُ أرجوحـــــةً=يغفُو على موجاتِها ، ويُهَــــــوِّمُ
يا أيُّها المخفورُ داخلَ عزلــــــــةٍ=في الذاتِ يغمرُها الضبابُ الأبكمُ
لامستُ فيكَ حكايتي من هَمْسِها=حتَّى الهديرِ كأنَّني بِكَ مُتْخَـــــمُ!
فأنا المقيمُ إقامةً جبريَّـــــــــــــةً=في قامتي حيث الخلاصُ تَوَهُّمُ!
لِيَ حيرةٌ في الغيبِ تشبهُ حيرتي=في الحبِّ: هل أنا مغرمٌ أم مُرغَمُ؟!
يا بحرُ.. كانَ الشِّعرُ بُوصَلَةَ الهـوى=في القلبِ.. يقفوها بدورتِهِ الــــــــدَمُ
الشِّعرُ صِنْوُكَ في الخلودِ، كلاكُمَا=قِدَمٌ على الدنيا.. فَمَنْ هُوَ أقــــدمُ؟
والشِّعرُ صِنْوُكَ في الجلالِ، كِلاكُمَا=عِظَمٌ على الدنيا.. فَمَنْ هُوَ أعظَمُ؟
وأنا امتدادُكُما معاً في شــــــــــاعرٍ=يهتزُّ ملءَ جوارحي ويُدَمــــــــــــدِمُ
هذا الغريبُ يعيشُ داخلَ جُثَّتـــــي=قلقاً يثورُ وحيرةً تتَــــــــــــــــــأَزَّمُ
فأنا التباسٌ بالمِدادِ، يُخيفُنــــــي=وَرَقٌ بِهاويةِ البياضِ مُحَـــــــزَّمُ
أمشي وأعثرُ بالفراغِ، ولا أرى=ضوءاً يرمِّمُ عثرتي ويُقَــــــــوِّمُ
كانَتْ ولادتيَ القديمةُ هُـــــوَّةً=تأبى بغيرِ ترابِ موتـــيَ تُردَمُ
إنْ صَحَّ لي قبرٌ بحجمِ قصيدتي=فمقاسُهُ بمقاسِ ما أنا أحلــــــمُ!
يا بحرُ.. قالوا عنكَ : أوَّلُ حاك=مٍما انفكَّ في جبروتهِ يتنعَّــــــــــمُ
الماءُ عرشُكَ والسواحلُ سُـــدَّةٌ=شمَّاءُ.. تحرسُها الرياحُ الحُوَّمُ
والمطلقُ الممتدُّ فيكَ مشيئــــــةٌ=زرقاءُ يسكنُها المصيرُ المبهمُ
وهُناكَ أنتَ جلالةٌ غَيْبيَّـــــــــــــةٌ= تسطو على الأُفُقِ البعيدِ وتحكمُ
وَوَرَاءَ وجهكَ مذبحٌ لا ينتشــي =حتَّى يعربدَ في شواربكَ الـــدَمُ
يا بحرُ.. ما بالُ العدالةِ ثاكـــــــلٌ=في الماءِ، والدُّرَرُ الصغيرةُ يُتَّــمُ؟؟
ما بالُ قاعِكَ يستغيثُ كأنَّــــــــهُ=غابٌ بِأنيابِ الوحوشِ مُسَمَّــــمُ؟
خَبَّأْتَ حزنَكَ خلفَ ألفِ فُقاعةٍ=وبَرَزْتَ في ألوانِها تَتَبَسَّـــــــمُ
لا تَأْمَنِ الزَبَدَ الضَحُوكَ، فَطَالَمَا=فَضَحَتْ أَساَكَ فُقَاعةٌ تَتَهَشَّــــــمُ
وأطلَّ وجهُكَ من مرايا عَتْمَــــــــــةٍ=في العُمْقِ.. تغرقُ في مَدَاهَا الأَنْجُمُ
[/POEM]
قصيدة الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي الرائعة التي أعجبت وأدهشت محبي الشعر قاطبة
“في القدس“
[FRAME=”50″]مرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها
فَقُلْتُ لنفسي رُبما هِيَ نِعْمَةٌ فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها
تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها
وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها تُسَرُّ ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها
فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها
متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها
في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته
يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في في طلاءِ البيتْ
في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا
يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها
في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعاً في السوقِ،
رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،
قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى
وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقاً
تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرَاً
مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ
في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ
في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ
في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ
وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّماً
أَظَنَنْتَ حقاً أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم، وتبصرُ غيرَهم
ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ
أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ يابُنَيَّ
حجابَ واقِعِها السميكَ لكي ترى فيها هَواكْ
في القدسِ كلًّ فتى سواكْ
وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها
ما زِلتَ تَرْكُضُ إثْرَهَا مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها
رفقاً بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ
في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ
يا كاتبَ التاريخِ مَهْلاً،
فالمدينةُ دهرُها دهرانِ
دهر مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ
والقدس تعرف نفسها،
إسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ
فكلُّ شيئ في المدينةِ
ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ
في القدس يزدادُ الهلالُ تقوساً مثلَ الجنينْ
حَدْباً على أشباهه فوقَ القبابِ
تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ
في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ
في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،
فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،
تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصَاً فيها
تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها
تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها
إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها
وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها
ونحملُها على أكتافِنا حَمْلاً
إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ
في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ
كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ
ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،
أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،
وَهْوَ يقول: “لا بل هكذا”،
فَتَقُولُ: “لا بل هكذا”،
حتى إذا طال الخلافُ تقاسما
فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ
إن أرادَ دخولَها
فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ
في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،
باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في إصفهانَ لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ أتى حلباً فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،
فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصراً، فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ
في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلاً والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ
واللهِ رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ
وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: “لا تحفل بهم”
وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: “أرأيتْ!”
في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ،
كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها،
والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ
في القدس لو صافحتَ شيخاً أو لمستَ بنايةً
لَوَجَدْتَ منقوشاً على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
يابْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ
في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،
فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ
في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها
الكل مرُّوا من هُنا
فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا
أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ
فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
والتاتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى
كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا
يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا
يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ
العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالاً نائياً عن بابها
والقدس صارت خلفنا
والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،
تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ
إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ
قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ
يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟
أَجُنِنْتْ؟
لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ
لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ
في القدسِ من في القدسِ لكنْ
لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْتْ[/FRAME]
بعض المعلومات عن برنامج ومسابقة أمير الشعراء
http://www.mediafire.com/?3hgwntxkghm
[FRAME=”11 70″]لجنة التحكيم
تتكون من :
(د.صلاح فضل – مصر)
(د.عبدالملك مرتاض – الجزائر)
( د.علي تميم – الامارات)
(د.نايف الرشدان-السعودية)
(أ.غسان مسعود -سوريا)(ممثل ومسرحي) [/FRAME]
[FRAME=”11 70″]ثانيا : الشعراء المتأهلين
1الشيخ أبوشجة موريتانيا
2 -الهادي القمري تونس
3 الوليد ظافر الشهري السعودية
4 أحمد السوسي سوريا
5 أحمد صلاح بصلة مصر
6 بهيجة مصري إدلبي سوريا
7 تميم البرغوثي فلسطين
8 جاسم محمد أحمد الصحيح السعودية
9 حازم رشك التميمي العراق
10 حنين عمر الجزائر
11 خالد السعدي العراق
12 خالد أبوحمدية الأردن
13 روضة الحاج السودان
14 زاهر أبوحلا لبنان
15 زينب عامر الإمارات
16 سليمان عوضة حسين دهموش اليمن
17 صالح مجيد العراق
18 صلاح الدين الغزال ليبيا
19 طلال سالم الصابري الإمارات
20 عبدالرحيم كنوان المغرب
21 عبدالعزيز علي الزهراني السعودية
22 عبدالفراج محمود مصر
23 عبدالكريم معتوق الإمارات
24 عبدالله أمين أبوشميس الأردن
25 عبود عبدالله ناصر المزيجي اليمن
26 عمر حاذق مصر
27 محمد بن مسلم قراطاس سلطنة عُمان
28 محمد علاء الدين عبدالمولى سوريا
29 محمد ولد الطالب موريتانيا
30 مريّع علي سوادي السعودية
31 مشتاق شبير حسين الهند
32 مصطفى الجزار مصر
33 هاجر البريكي سلطنة عُمان
34 هدى السعدي الإمارات
35 ياسر الأطرش سوريا [/FRAME]
[FRAME=”11 70″]مراحل مسابقة أمير الشعراء
تستمر منافسات مسابقة أمير الشعراء فترة 10 أسابيع متواصلة، مقسمة إلى ثلاثة مراحل رئيسية، إضافة إلى الحلقة الختامية والنهائية، وتنطلق مسابقة أمير الشعراء بمشاركة 35 شاعر متسابق يصلون أولاً إلى المرحلة الأولى من مسابقة أمير الشعراء.
مسار المسابقة ومراحلها على النحو التالي:
• المرحلة الأولى:
تنقسم هذه المرحلة إلى 5 حلقات بمعدل حلقة واحدة في كل أسبوع، يتنافس (سبعة شعراء) لحجز 3 بطاقات من كل حلقة؛ يتأهلون بعدها إلى المرحلة الثانية من المسابقة،
• المرحلة الثانية:
تنقسم هذه المرحلة إلى 3 حلقات، يشارك في كل حلقة 5 شعراء يتأهل منهم شاعرين فقط
• المرحلة الثالثة:
هي مرحلة انتقالية ينتظر فيها كل من أعضاء اللجنة والجمهور اكتمال نصاب عدد الشعراء النهائي وهم 6 شعراء، بعد أن تسفر نتائج المرحلة السابقة عن تأهل شاعرٍ واحدٍ من جولتها الأخيرة،. ليتنافس الشعراء الستة معاً في الحلقة القبل النهائية من مهرجان أمير الشعراء و يخرج شاعر واحد فقط من هذه الجوله و يتأهل خمسه .
• الحلقة النهائية :
ينتافس في هذه الحلقة صفوة فرسان الشعر الفصيح، وعددهم 5 شعراء، ويجمع فيها تصويت الجمهورو اللجنه على كل شاعر من الشعراء الخمسه، وتعلن النتائج النهائية عن فوز 3 شعراء بالمراكز الثلاثة الأولى، وينال صاحب المركز الأول لقب أمير الشعراء.[/FRAME]
[FRAME=”12 70″]جوائز مهرجان أمير الشعراء :
المركز الأول :
ينال صاحب المركز الأول لقب أمير الشعراء، ومليون درهم إماراتي
المركز الثاني:
جائزة صاحب المركز الثاني عبارة عن (500) خمسمائة ألف درهم ، وميدالية فضية
المركز الثالث:
ينال صاحبها مبلغ (300) ثلاثمائة ألف درهم إماراتي
المركز الرابع:
تبلغ جائزة صاحب المركز الرابع (200) مائتا ألف درهم
المركز الخامس:
. تبلغ جائزة صاحب المركز الخامس(100) مائة ألف درهم
– تتكفل إدارة المهرجان بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومكتوبة لأصحاب المراكز الأربعة في مهرجان أمير الشعراء.[/FRAME]
مقطع فيديو لقصيدة المجاراة التي ألقاها الشاعر الموريتاني محمد ولد الطالب لقصيدة أبي فراس الحمداني
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر …. أما للهوى نهي عليك ولا أمر
وفي نهايته تعليق لجنة التحكيم على جميع المتسابين
http://www.dailymotion.com/video/x2r…uled-talbe_ads
لقاء خاص مع نفس الشاعر
http://www.dailymotion.com/related/4…8i_mohamed_ads
==
ما طلبت يابن الفرات …. هاك طلبك
قصيدة رائعة وصوت جهوري وشاعر لامع
لكن اعذرني …. بعض الأبيات التي سوف تسمعها ليست مكتوبة هنا
http://up5.arabsh.com/d.php?filename=40fe2a.zip
[POEM=”font=”Simplified Arabic,5,white,bold,normal” bkcolor=”transparent” bkimage=”./images/backgrounds/38.gif” border=”double,7,gray” type=2 line=0 align=center use=ex num=”0,black””]مـا نجمـة فــي مـنـزل الشـعـراء=كانـت ورائـي قبـل كـون ورائـي
أسكرت فيها الضـوء لـو قديسـة=لترنحـت مــن خـمـرة الأضــواء
ردنـاي منديـل الغيـاب حشاشتـي=جسر الرحيل إلى الضفاف النائي
حشد مـن الأسمـاء حفنـة حكمـة=نـثـرت عليـهـا حفـنـة الأسـمــاء
قـارورة الشجـن العتـيـق حكـايـة=كانـت لامـي عـن هــوى الآبــاء
حيث ( الصرائف ) جنة مفتوحة=عــرش يهـدهـده هـديــل الـمــاء
والخبـزة السمـراء وجـه قصيـدة=منحـوتـة مـــن إصـبــع الـحـنـاء
واللـيـل ألـثـغ ثــاؤه فــي سيـنـه=غنجـا أتعـرف طعـم حـرف الثـاء
والكركـرات رفيـف هـدب ساهـر=فـــي مـقـلـة اوريــــة شــهــلاء
كنـا صغـارا مـا انتظـرنـا هـدهـدا=يـأتـي مــن المجـهـول بـالأنـبـاء
نعـدو بأسمـال الحـروف وخلفـنـا=يعـدو السحـاب شريطـة الإغمـاء
لـم تعـرف الريـح التـي بجيوبـنـا=إلا صلـيـل ( دعـابــل ) زرقـــاء
لا صـاحـب إلا الـفـرات ولا يـــد=تـمــتــد إلا خـشــيــة الـغــربــاء
كـم مـارد ختـمـت علـيـه قلوبـنـا=مــا انـفـض إلا لـيـلـة الإســـراء
كـــل سلـيـمـان بــــردة طــرفــه=يـأتـي بـعـرش الـتـمـر للـفـقـراء
لــم نبتـكـر إلا النخـيـل قـصـيـدة=لـــلان ينـشـدهـا فـــم الـشـعـراء
بـابـان كـانــا وجـــه أم شـاحــب=وقـصـائـد مـــدن بـــلا حـكـمــاء
ظـلـت تقاسـمـه نــواح جنـوبـهـا=وطيـوفـهـا رئـــة بـغـيـر هـــواء
كـاس اغتـراب والرصيـف بكفـه=يسـقـي خـطـاه بــرودة الأشـيـاء
عريـت حلمـك وانتظـرت طفولـة=ترمي ب( عبـد الشـط ) للأنـواء
يـا آخـر الباقيـن خـلـف رحيلـهـم=روحا بأوراق الهـوى الخضـراء
لك أن تنام على سطوح قبورهـم=مستـأنـس الأمـــوات والأحـيــاء
أخفيك عـن وطـن أذاب شموعـه=بـبــرودة الـنـاطـور والـخـفــراء
لــوّح إلــى الأثــداء كــل مديـنـة=فـــي جـرحـنــا أم بــــلا أثــــداء
أطلـق عصافيـري مللـت وقوفهـا=عنـد احتـفـال الخـرقـة الـسـوداء
زدنـي سـمـاء كــل أفـقـي مظـلـم=وقصيـدتـي أفــق بـغـيـر سـمــاء
اشـرب تقهقـر أحرفـي مسكوبـة=زهرات عمري فـي كئيـب إنائـي
أنـا نقطـة البـاء التـي مـا طوّفـت=إلا لتـبـقـى نـقـطــة فــــي بــــاء[/POEM]
أشكرك اخوي الشامسي …
وفي انتظار المزيد ..
…