السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

بتهمـة معالجـة الإرهابين أُعتُقل ..

0 تصويتات
سُئل ديسمبر 12، 2013 في تصنيف العلاقات الإنسانية بواسطة حنان (161,790 نقاط)
على لسان أحدهم :؛ كانت المداهمـة الأولى لمدينة الحَّــارة بريف درعا .. في فرع الأمـن بحرسـتا .. أبتدؤا التحقيق ، كانت المرة الأولى التي أُشتم فيـها بعرضي ، لم أحتمل الصمـت ..فرددتها للضابـط ... آخر ما اتذكر رؤيته بتلك اللحظة ، كان وجهه القبيح .. لتبدأ بعدها تنهال الأيادي و الأقدام ؛ كنت اسمع صوته و هو يصرخ لعساكره بأن يزيدوا بالضرب " بدي صوته يوصل لعند الله " ... استمر التعذيب بالضرب لساعات ، كانوا يتناوبون بالضرب بكل ما ملكت أيديقهم من قوة .. تم ترحيلي بعدهـا إلى الغرفة المجاورة ، بدأو الضرب بشيء أشبه بالخرطوم عُلقت برأسـه دبابيس صغيرة ، رأيت بهـذه الغرفـه ما يُسمى بالدولاب و الكرسـي ... هناك كنت اشعر بالدبابيس تخترق جلدي ، بألم ينبع من داخل جسدي ليستشري كما الريح في كل اقطاب جسمي ، لا أدري بما كُنت أهذي بتلك الاثناء .. فُتح الباب ، كان مقابلاً لوجهي - حيث صُلبت .. ضابط صغير العمر ، لا زال شاباً - لا تبدو عليه ملالمح رجال الأمـن كثيراً .. تكلم بصوت خافت مع أحد العناصـر ليخرجوا بعدهـا جميعاً .. اقترب مني يليهمس لي " لك ليش سبيته ، ما كان في حكم بحقك .. بس هلاء غير الله ما بيطلعك من هـون ... " لم أكن أملك أي إجابــة لسؤاله ، تابع حديثه " انت من عمر أبي ، بس و الله ما بيطلع بأيدي ساعدك - الله يكون معك " .. وخرج . عندما عاد العناصـر فكوا قيدي ليأخذوني إلى منفردةٍ في السرداب ، يُدخل الطعام إلى كل يومين مرتين .. مع كوب ماء ... لم تكن منفردة ، كان يوجد بها جرذ ، بدأنا نألف بعضنا لدرجـة أنني في كثير من الأحيان كُنت أطعمه بيدي ، أشعر و كأنه كان يفهم ماذا أقول .. مرت شهور و أنا في عتم هذه المنفردة .. كانت المرة الأولى التي يُفتح فيها باب المنفردة بالكامل ، منذ أن دخلتها ... إنه نفس الضابط ، قالها بكل وسـامة " ستخرج اليوم ، فغريمك قد قُتل في زملكا .. لا يوجد بالفرع ملف باسمك .. " أعطاني بعض المال " بوجهـك على درعـا ، و لا تحكي لحدا عالطريق شي " الله معك .. أخذت الجرذ معي و خرجت مسرعاً ، بعد باب الفرع بمئات الامتار فتحت الكيس لاخرج الجرذ منه ، و أكملت طريقي الى درعا ، هنا مدخل منطقة وكأن الوباء أصابها .. لا يوجد سوى احجار و بقايا بيوت " إنه مدخل الحارة " - كان منزلي عبارةً عن بقايا منزل ، علمت من الجيران أنهم أحرقوا بيتي بعد اعتقالي ، و أن زوجتي و العائلة غادروا البلد إلى الأردن .. أوصلني بعض شباب المدينة المسلحين إلى النقطة الحدودية لأغادر بعدها الوطـن المُعتقل ، بداخل الشيك الحدودي كـان أبني ينتظرني ... بقيت في الفرع سنة كاملـة ، لا أحـن لشي من تلك الذكريات إلا للضابط الوسيم ، و الجرذ الذي ألفت وجوده ..
...