السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

من هو احمد الدقامسة؟

0 تصويتات
سُئل أغسطس 23، 2015 في تصنيف العالم العربي بواسطة صبا (149,700 نقاط)

2 إجابة

0 تصويتات
تم الرد عليه سبتمبر 9، 2015 بواسطة خالد فوغالي (10,080 نقاط)
أعماله
قام الجندي أحمد الدقامسة بعملية الباقورة في يوم 12 أذار 1997 حيث قام بإطلاق النار على مجموعة من الفتيات والشبان(الإسرائليين)في منطقة الباقورة المحررة بعد أن ضاق الحال علية وشاهد اليهود يسرحون ويمرحون
ويتهكمون عليه أثناء قيامه للصلاة بل تعدى الامر بقيام الفتيات بالتعري امامه أثناء الصلاه....فقان بأطلاق النار عليهم وقتل سبعة منهم وحكم عليه بالمؤبد ليسجن في بلده وهو يقضي اليوم حكمه في (سجن السواقة
جنوب الأردن)، ولقد أصبح الآن في سجن إم اللولو الكائن بالمفرق.
قصتة :
القصة الكاملة للباقورة كما رواها احمد الدقامسة ... بقلم علي السنيد
عن سرايا
ثلاثة عشر عاما منذ التقيته لأول مرة لم تكد تفلت من عمر الزمان، وكأنها والله البارحة، وما انقضى عبيرها الفواح في صميم الذاكرة، وقد جمعتنا سوياً غرفة رقم 16 في سجن سواقة في أحاديث شجية، بعد أن كان اطل
من البوابة الحديدية وجه الفته من الصور، وكنا تبادلنا بعض سلام تناقله سجناء يلتقون في معرض جلسات المحاكم ، وقد فرقتنا السجون حيث هو في سواقه، وأنا في الجويدة. آنذاك رأيت في المنام أني أسامره، ونتبادل
أطراف الحديث، وما هي إلا أيام حتى راحت السيارة المخصصة لنقل السجناء تجوب بي وزملاء آخرين الصحراء إلى سواقة حيث تم ترحيلنا بعد أن صدرت أحكامنا، وانقضت حالة التوقيف. على بوابة السجن حاول الحرس إخضاعي
لوجبة دسمة من التعذيب شملت جميع النزلاء إلا أن تدخل الأمن الوقائي حال دون ذلك، .
كان ذلك في العام 1997 حيث تم تحويلي إلى محكمة امن الدولة وصدر بحقي الحكم الذي قضى بالسجن لمدة سنة، ونصف السنة، لتشكل هذه المرحلة فرصة نادرة لي لألتقي عن قرب بأحد إبطال الأردن، ممن يملكون الصورة
المكثفة للشهامة، والكرامة، وكان أسطورة في الفداء، والتضحية، بسيطاً خريج واحدة من القرى الأردنية ، وكان ذلك ضميناً بأن تعتمر بقلبه كوامن الرجولة. وقص علي احمد الدقامسة أحسن القصص، على مدار شهور
قضيناها لم نكد فيها نفترق البتة، وكنت ربما من القلة الذين دونوا في الذاكرة نصوص، ومشهد الباقورة كما وردت من مصدر الحدث الكبير، وهي شهادة لا مناص من أدائها بعد أن أمضى صاحبها سحابة شبابه في السجن لا
يفتأ يدفع ثمنها الباهظ. اخبرني البطل انه كان يتحين الفرص ليؤدي ما عليه من دين استحق للأرض المقدسة، وان واجبه دفعه أكثر من مرة للقيام بمحاولات أولية كانت تحصد الفشل، واختار من المواقع أم قيس، وغيرها،
وقد عبء سلاحه مرات عديدة، وحاول اصطياد إسرائيليين صدقوا " ان الدم العربي يمكن أن يصبح مية" وان أردنيا قط يمكن أن يعترف لهم بالحياة على حساب فلسطين، فغامروا ، وقدموا إلى مناطق من الأردن ما تزال تلفظهم
حتى طرقاتها، إلا انه يفشل في تأدية هذه المهمة الضميرية كما درج يسميها، إلى يوم الوقت المعلوم حيث يصدر قرار بنقله إلى الباقورة، وبذلك يجد نفسه فجأة وجهاً لوجه أمام أعدائه، ومضطراً إلى التعامل معهم،
وتأمين حمايتهم في المنطقة، واخذ احمد يتحين الفرص كي يحقق حلم حياته، ويساهم ما أمكنه في هذه الحرب الجهادية المعطلة، وكانت العملية الشهيرة التي سرعان ما أن تعرضت إلى محاولات التشويه ، وذلك بالطعن في
دوافعها الحقيقية، وكأن هنالك شكوكا لدى البعض أن هذا الشعب يمتلك كرامة مثل باقي الأمم، ويسرد لي احمد بهذا الصدد حادثة الطبية التي دلفت إلى غرفته، ومارست دوراً غير نزيه في التنقيب بماضي طفولته السحيق،
واستمدت منه الاتهامات التي خرجت بها على الملأ، ومفادها أن دوافع جنسية تقف خلف عملية الباقورة، وهي محاولات شيطانية سرعان ما أن طواها النسيان، وبقيت العملية البطولية شاهدة على شمائل البطل، ناهيك عن
سمات التدين التي عرف بها ، ولعل اقل مؤشراتها تبرز في أبنائه الذين حملوا على التوالي أسماء سيف الدين، نور الدين، والبتول، ولا شك أن وجودهم في الدنيا كان يسبق العملية بسنوات، وقد أخبرتني السيدة كاملة
الدقامسة – والدة احمد- أن نزاعاً نشب بين الأخوة على اسم المولود الذي كانت أيام قدومه إلى الدنيا أضحت معدودة، وان هاتفاً في المنام سماه احمد، إلا أن أفراد الأسرة أصروا على أسماء أخرى، وحال الاتفاق على
أن تكتب الأسماء في أوراق، ويتم الاقتراع على احدها، فخرج اسمه احمد، وجاء إلى الدنيا محملاً بمهمة عظيمة، وتضيف رأيت مناماً، وعمره سنتان، وقد أخذه مني رجل بملابس بيضاء وأقعده في حضنه ورسم في المكان تحت
انفه، وفوق فمه خطاً اسود، وتقول ومضت الأيام، ودخلت إلى قاعة المحكمة العسكرية لحضور الجلسة الأولى، وكانت هذه المرة الأولى التي أراه فيها بعد اعتقاله، فوقع بصري عليه في القفص الحديدي، وقد أرسل نظره إلى
الأرض فصرخت فيه (يمة ارفع راسك) ، وحالما علا برأسه لمحت شعر شاربه، وكأنني أراه للوهلة الأولى، وهو تماما يشبه العلامة التي خطها يوماً على وجهه ذلك الرجل الذي رأيته في المنام. يقول احمد في اليوم
الموعود ودعت أبنائي، وسرت إلى الشارع العام كي استقل المواصلات إلى الباقورة، إلا إنني رجعت إلى المنزل يحملني الشوق إليهم، واعدت احتضان أطفالي، ثم عدت في مرة أخرى، وللمرة الثالثة يعانق طفليه سيف الدين،
ونور الدين، أما البتول فلم تكن قد رأت عيناها النور بعد، وهو كان يحاول جاهداً أن لا يثير بقلب زوجته الشكوك حيال ما ينوي القيام به، وربما يؤدي إلى وضع حد لوجوده معهم إلى الأبد، رغم انه اخبرني أن شكا لم
يساوره بإمكانية فقدانه لحياته في هذه العملية، ويضيف كنت اشعر أن الباقورة ستؤدي غرضها، وسأحتفظ بروحي، وكنت مطمئنا إزاء وقوعها، وكان الرجل يمقت اليهود، فلم أر طوال حياتي، أو اسمع اشد كراهية لهم منه،
حتى انه يحتفظ في أوراقه الخاصة في السجن بالآيات التي تعرض بهم في القرآن الكريم، وكان تأثر بصلابة احد أخواله، وترك مسلسل أردني يطلق عليه (هبوب الريح) انطباعاً بطولياً في نفسه، وقد عاش طفولة قاسية
نهشتها أنياب الفقر، والحرمان كحال أبناء القرى الأردنية الضائعة، صرعى الظروف إلا أنها لم تحل دون تنامي مشاعر الكرامة، والكبرياء في داخله ، وكانت تضفي عليه عنفواناً، وبأساً دون طيش، أو تهور.
مضى إلى الباقورة في ذلك اليوم والذي حمل في الذاكرة الوطنية تاريخ 12 آذار عام 1997، واطل على المشهد، واخذ يحسب إحداثياته، وهو على يقين انه لم يعد باستطاعته أن يعود إلى ابدر قريته الوادعة إلى الشمال من
مدينة اربد حيث يسكن الدقامسة في بيوت متقاربة، ويشتهرون بالكرم، وطيب المعشر، وهي إحدى القرى التي سبق وان تعرضت لعدة غارات إسرائيلية في سياق الحروب التي شنتها إسرائيل على العرب، ويقول : خفت أن تفتر
همتي، ودعوت الله أن يظهر الصيد الثمين الذي انتظره كي أتمكن من تنفيذ العملية كما يجب، راح ينتظر وهو الذي ملأ مخزن الكلاشنكوف بالرصاص الحي على غير المعتاد، وكانت الرصاصات جاهزة في بيت النار، في تلك
الإثناء قدمت إلى المنطقة حافلات مليئة بالأطفال الصهاينة، واسر لي انه لم يطق إطلاق النار عليهم، وفي ذاكرته صورة أطفاله الصغار، ثم ما لبثوا أن غادروا الباقورة ، وانتظر قادمين جدداً، إلا أن الوقت اخذ
يمضي بسرعة دون قدوم احد، ودقت الساعة منهية وقت وظيفة الجندي الأول احمد الدقامسة، وصار لزاما عليه أن يسلم الواجب، ولم يكن أمامه سوى أن يقنع زميل السلاح بتبديل الوظيفة بينهما، واخذ مكانه للمرة القادمة،
وبدا أكثر قلقا من أن لا يحالفه الحظ مجددا في ترسيم الحدود بلون الدم في تلك البقعة الحدودية، حيث ما يزال العدو يفرض سيادته الفعلية عليها، ويربض على عموم فلسطين، ويدنس كرامة الأمة التي تنشد السلام،
وخير الأجيال القادمة!!!،
وفجأة تقود الأقدار مجموعة من الحافلات التي تقل على متنها مئات الفتيات الإسرائيليات إلى فصل مرعب من الموت ينتظر في الباقورة، وكن ما بين سن الخامسة عشر حتى العشرين كما بدا له من خلال الهيئات التي أخذت
تتقافز من فوهات الحافلات الكبيرة، وراحت تدنس ارض الباقورة.
عند ذلك يقول احمد: دقت ساعة الصفر، وأدركت أن الأقدار ساقت هذه القطعان الصهيونية إلى حتوفها، وان قصة توشك أن تولد في ثنايا الباقورة، إلا أن تنفيذ المهمة تطلب أن يغادر زميل له كان يرافقه في نفس الموقع
، والى ذلك يشير إلى طلبه منه تركه على انفراد كي تتسنى له فرصة مغازلة الصبايا اللائي انتشرن في المنطقة، ورغم أن الزميل قابل طلبه بالاستغراب إلا انه لم يمانع بتركه، وكلما كانت أقدامه تبتعد أكثر ، كان
الموت يقترب من أرواح من افترشن ارض الباقورة بأحلامهن، ودوت الرصاصة الأولى لتعلن انطلاقة المشهد الدامي، وعن البداية يقول أطلقت الرصاصة الأولى وكانت الإصابة مباشرة في الرأس، ورأيت في مقابلها ضحية تسقط،
وكان احمد من امهر رماة الجيش العربي، وسبق وان حصل على تكريم لدقة إصابته، ثم تتالت الطلقات والضحايا، وقد تمكن من إصابة ما يربو على عشر فتيات في مواقع قاتلة، وفي محاولة منه كي يزيد من فرصة إيقاع
الضحايا من خلال وضع البندقية على شارة الإطلاق السريع، تغلق طلقة ماسورة الرماية، وتكون مؤذنة بذلك بتوقف إطلاق النار في الباقورة، وتنتهي العملية مخلفة سبع قتيلات، مع ما يماثلهن من الجرحى، وانتشرت رائحة
الموت في كل مكان ، وفي تلك اللحظة كانت سيارة الهمر العسكرية التي يستقلها احمد تنقل مزيجا من الاغاني الوطنية، والجندي الأردني يقف إلى جوار سيارته يرقب المشهد، وقد أشعل سيجارته، وأصوات الصراخ والعويل
التي تختلط بالمناداة على الجنود لإسعاف الجرحى، وإخلاء الضح
0 تصويتات
تم الرد عليه سبتمبر 12، 2015 بواسطة إسراء (159,640 نقاط)
تذكر الأردنيون أن جندياً يدعى أحمد الدقامسة، مرت عليه عشر سنوات طويلة، وهو في أحد سجون وطنه، ويعلمون أنه سجن جراء لحظة سلوك أملتها عليه جملة من المشاعر والأحاسيس
والمواقف والرؤى والتعبئة.
فقبل عشر سنوات، قام الجندي الأردني أحمد الدقامسة، وهو من أسرة أردنية تسكن شمال الوطن ـ قام ـ بإطلاق نيران سلاحه الميري على مجموعة من الصهاينة، حاولوا الاستهتار بصلاته ودينه وبشرته السمراء الجميلة،
حدث ذلك كله أثناء حراسته لحدود وطنه، وعلى مقربة من فلسطين المحتلة.
لقد كانت لحظة اتخاذ الجندي الأردني أحمد الدقامسة لقراره، بإطلاق النار على مجموعة الصهاينة، عصيبة وجدلية، ويعيشها كل إنسان عربي ومسلم في هذا الزمان، لقد استشعر الدقامسة في لحظته التاريخية ذلك القهر
الذي تطاولت رقبته عالياً، لتصل أعماق وعي ووجدان كل عربي ومسلم، فالدقامسة جندي بسيط في القوات المسلحة الأردنية، المعروفة بانضباطيتها العالية.
وقد عاش هذا الجندي لحظة صراع وطني، وهو يقف على حدود وطنه حامياً شامخاً مطلاً على فلسطين، التي أحبها وعشقها في أعماق ذاته البعيدة، فثارت في عقله جدلية الجوار واللغة، وتأكيدات الدين على مقام فلسطين
والقدس، وأصبح عقله ووجدانه ومخياله أسرى للواجب المقدس، الذي يستدعي مفاهيم الكرامة والتحرير، فتجاوز في لحظة مثيرة للجدل مشاعر الانضباطية وانفعالاتها، ليترك العنان لبندقيته تصيح، وأحر قلباه على قلة
الحيلة وهوان الأمة، لتنطلق رصاصات لن تدرك التحرير، ولكنها تستحضر المشروع.
تربى الجندي أحمد الدقامسة، في كل لحظة، وعند كل صباح ومساء على حب الوطن، وعلمته أسرته العربية القروية، أن حب فلسطين قدر، وجزء من حب الوطن والذات، وعاش الدقامسة كما جيله في فترة زمنية، مارست الدولة
الأردنية بأجهزتها الأيدلوجية من إعلام وتربية، كل قنوات وأدوات وآليات التعبئة ضد الصهاينة وأنهم أعداء مغتصبون، وأنهم حالة طارئة قتلة، استباحوا الدم والعرض وسرقوا الأرض في القدس وحيفا والرملة واللد
وعكا، هكذا تربى الجندي الدقامسة بإرادة الدولة وأجهزتها في فترة ما قبل التسوية المشئومة.
هكذا تعلم أحمد الدقامسة وجيله، وتربى في ريعان العمر ولحظات الفتوة على أنشودة وطنية قومية دينية، تقول في كل صباح وتدرس في كل كتاب، أن فلسطين داري ... ودرب انتصاري، ويعيش أحمد الدقامسة ذلك اليوم على
حدود وطنه، ليستشعر لحظة الفعل والقدرة على تأدية الواجب، فمارس إطلاق العنان لرصاصه القليل والضعيف، ليصيب من العدو مقتلاً، معتقداً أن تلك الأدوات التي عبأته يوماً من المدرسة والإعلام، سوف تحميه وتؤكد
عليه، عندها انقلبت الأجهزة ضده من إعلام وتعليم، وقالت له لقد أخطأت، فقد تغير الزمان والمكان، وانقلبت المفاهيم، هكذا دون مقدمات، أرادونا نحن جيل الدقامسة عبثاً يلعبون بنا، يقولون لنا في الصباح
الصهاينة أعداء وعند المساء هم أصدقاء، لكن الدقامسة مارس الحقيقة ضمن إمكاناته، وفي أطار لحظات الموقف وانفعالاته.
مرت على أحمد الدقامسة عشر سنوات في سجون الوطن، يعاقب على لحظة غضب وطني، ورغم أن السنوات التي انقضت على الدقامسة، مارس فيها الصهاينة فعل القتل على الكثير الكثير من أبناء الجلدة، التي ينتمي لها أحمد
الدقامسة في فلسطين ولبنان، كما شهدت سقوط بغداد لأجل عيون إسرائيل وحماية لأمنها القومي، ومات مليوني عراقي وشرد أهل العراق بين داخل وخارج، كل ذلك والدقامسة قابع في سجنه الصحراوي، يلقي عقوبة على فعل قام
به، استجابة لتمرد على واقع انهزامي مرير، وكذلك خلال عشر سنوات، صافحت الأمة برسمييها قتلة الأطفال والتقطوا معهم الصور، وأظهروا الصفح تجاههم، رجاء البداية الجديدة ورغبة في استجداء الشرعية المهزوزة
.
المسؤولية الوطنية لا تقر بحال من الأحوال الانفلات من الانضباط العسكري، ولا تسمح للتصرفات الفردية أن تعلن الحرب وتبدأ المعركة، ولكن العذر يقع هنا مع هؤلاء الجنود الأشاوس، إذا جاءتهم لحظة غضب نابعة من
ممارسات الصهيوني ومن صمت الحكومات والأنظمة العربية، فالجندي العزيز لا يرضى أن يصول الأجنبي على أرضه، وأن يستهزئ بصلاته ودينه ورجولته، فلنقدر إذا انفلت السلاح لحظة، وتهيأت الفرصة الوطنية المناسبة
لحمايته والعفو عن رجولته وغضبه .
أحمد الدقامسة، من عشيرة وعائلة ومنطقة أردنية، قدمت أبناءها شهداء وأسرى في الكرامة ومعارك القدس وأثناء حماية الوطن وأمنه، فهو بهذه الهوية الوشائجية وبهذه التربية الوطنية، التي ساهم الإعلام الرسمي
يوماً في بنائها قبل التسوية، هو بكل ذلك مؤهل ومعذور ومقبول منه، عند مشاهدة الصهاينة يستهزئون بصلاته ويدوسون وطنه فلسطين بأقدامهم الغادرة، هو معذور بانفلات انضباطيته، وترك العنان لفوهة بندقيته لتقول
لهم، مهما اعتقدتم أن التسوية ومعاهداتها ملكتكم أمرنا، فأنتم واهمون، فالحق أقوى من أوسلو ووادي عربة، وأن ثقافة العرب والمسلمين تحول دون نسيان الحقوق ولو بعد حين.
الهيئات النقابية والحزبية والشعبية في الأردن، لم تمل المطالبة والإصرار على ضرورة إطلاق سراح الدقامسة، وأن يعود لبيته، وذلك لأن فعله من تبعات الحرب ومسلكياتها النفسية، وأنه ليس إلا مدافعاً عن أحقية
وطنه بالكرامة، بل هو في المخيال الشعبي الأردني بطل تمرد على ذاته المكسورة، وقهر برودة أعصابه وأرضى ضميره الحي وانسجم مع ثقافته، فلنحي هذا النموذج ولنعمل على تشذيبه انتماءاً وسلوكاً وقيمة، لأن
الدقامسة يحتاج لمحضن وطني ورعاية وطنية لتخلق نموذج المواطن الواعي والمنضبط بقضايا أمة.
أصبح التساؤل أردنياً عن الإفراج عن الدقامسة من سجنه، أقرب ما يكون للجدل السيادي، وقد آن الأوان أن يخرج الدقامسة من سجنه ليعود لدفء القرية ولأبنائه وزوجته، يروي لهم قصة فلسطين داري ودرب انتصاري، يروي
لهم حكاية البندقية ومستقبلها، ليقول لهم إنني على حب فلسطين باقٍ، وأن الصمود والتضحية وظلم ذوي القربى هي أداة ومنهجية، للخروج بكرامة في هذا الزمان.
الدقامسة مارس سلوكاً في زمن الانفلات وفوضى المفاهيم واختلال موازين القوى، وقد أصبح حريا بالجميع أن يقدروا ما قام به الدقامسة.
...