السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأود أن أشكركم على اهتمامكم العظيم وجهودكم الجبارة والتي أتمنى أن تكون في ميزان حسناتكم، أما بعد:
أنا متزوج منذ فترة سنتين تقريبا، وعلى مدى الأيام وأثناء المعاشرة الزوجية نسعى أنا وزوجتي إلى طول فترة المداعبة، وذلك من أجل الاستمتاع، وذلك يرضي الطرفين.
وسؤالي هو: ما هي الضوابط الشرعية والصحية لهذه المداعبة؟ وما الذي يمكن فعله وما الذي لا يمكن فعله أثناء المداعبة؟ ومتى تتحول هذه المداعبة إلى شذوذ عن الطبيعة؟ وماذا عن استخدام اليد من الأمام ومن الخلف
لكلا الطرفين؟!
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابو عدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن هذا السؤال الذي تفضلت به هو سؤال حسن وطيب ولا حرج فيه، فإن المؤمن يحرص على طاعة الله تعالى في كل أموره، ولا يخفى على نظرك الكريم أن هذا الدين قد كمله الله تعالى فجعله شاملاً لكل جوانب الحياة،
والتي منها المعاشرة الزوجية، ولذلك لا يخلو كتاب من كتب الفقه إلا وفيه باب يعقده الفقهاء للكلام حول المعاشرة الزوجية وآدابها وما يحل منها وما يحرم، بل إن في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه
وسلم ما يكفي المؤمن بأن يعيش حياته الزوجية ويتعامل في هذه الأمور بكل ما يجلب له السعادة والراحة في دنياه وفي آخرته أيضا.
وأما عن سؤالك الكريم فإن الأصل في المعاشرة الزوجية أن الله جل وعلا قد أباح للزوجين الاستمتاع لبعضهما البعض غاية الاستمتاع إلا في أمور يسيرة حرمها الشرع الكريم دفعاً للمفسدة المحققة التي تحصل بذلك،
ونبدأ بالإشارة إلى الأمور الممنوعة؛ فمن ذلك: الوطء في الدبر، ومعنى الوطء الدبر أن يتم الإيلاج - إدخال الذكر - في الدبر، وليس في محل الولد، فهذا محرم في أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى
قال صلوات الله وسلامه عليه: (ملعون من أتى امرأته في دبرها) أخرجه أبو داود، وأخرج الترمذي هذه الرواية: (من أتى حائضا أو امرأة في دبرها أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل محمد)، والمقصود تحريم الوطء في
الدبر، فهذا لا يجوز بحال من الأحوال، ولكن يجوز الاستمتاع بالإليتين بحيث لا يباشر الزوج امرأته بين أليتيها دون أن يحصل الإيلاج.
ومن الأمور المحرمة الجماع في الفرج في حال الحيض وهذا حرام بالإجماع، لكن يجوز الاستمتاع بالزوجة في حال حيضها بالمباشرة في أنحاء جسدها إلا في محل الفرج الذي هو محل الأذى بالحيض، وهذا أصح قولي أهل العلم
عليهم جميعاً رحمة الله تعالى، وحكم النفاس حكم الحيض في هذا المعنى.
إذا عُلِمَ هذا فإنه يجوز للزوجين أن يستمتعا ببعضهما البعض، ويدخل في ذلك النظر إلى الفرج وأن يلمس أحدهما فرج صاحبه بيده سواء بالمداعبة أو اللمس الخارجي أو الداخلي، وسواء كان ذلك في القُبل أو الدُّبر،
ويجوز لهما أن يتلاعبا ولو بوضع الذكر بين الثديين والأليتين وفي جميع أنحاء الجسم، ويجوز كذلك تقبيل الفرج والاستمتاع به؛ كل ذلك جائز ولا حرج فيه.
ويجوز الجماع في أي وضع من الأوضاع سواء كانت مستلقية مقبلة أو مدبرة بشرط أن يكون الذكر في الفرج الذي هو محل الولد، وينبغي للزوج أن يحرص على كفاية زوجته من المداعبة والملاطفة والتقبيل والإثارة حتى يشبع
رغبتها ولا يقوم عنها حتى يكفيها وطرها، فهذا مطلوب حسن، ويجوز أيضاً للزوجة أن تستمني لزوجها بيدها، ويجوز له أن يستمني لها بيده كذلك، كل هذا جائز لا حرج فيه.
ومن أوكد آداب الجماع الواجبة أن لا ينشر أحد الزوجين سر الآخر بحيث يتحدثان لغيرهما عمَّا يقع بينهما، فهذا حرام لا يجوز.
وبهذا يثبت أن الاستمتاع بين الزوجين مباح من جميع الوجوه إلا ما نصَّ الشارع الحكيم على منعه كما أشرنا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (وفي بُضع أحدكم صدقة) يعني الجماع، فقالوا: أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر
على ذلك؟ فقال:(أريت إن وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟ فكذلك إن وضعها في حلال يكون له أجر).
ونسأل الله عز وجل لكما التوفيق والسداد وأن يرزقكما الذرية الطيبة.
وبالله التوفيق.
http://www.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=265089