السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

ما هو عقاب الزاني والزانية في الدنيا والآخرة ؟

0 تصويتات
سُئل أكتوبر 11، 2015 في تصنيف الفتاوى بواسطة اسماعيل رمضان (154,520 نقاط)
ما هو عقاب الزاني والزانية في الدنيا والآخرة ؟
مع الادلة

4 إجابة

0 تصويتات
تم الرد عليه نوفمبر 4، 2015 بواسطة بسام (154,020 نقاط)
 
أفضل إجابة
تابع ما قبله
يبدو أن ذلك كان بعد نزول آية الجلد في سورة النور، لأن آية الجلد تشمل عقوبة الزناة عامة, فلم يرد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذا الحكم كتابة حكم الرجم، ذلك لأن حكم الجلد جعل الرجم مقيدا وخاصا
بظروف وشروط معينة ولم يعد الرجم عقوبة عامة للزنا، وإنما حل الجلد (مائة جلدة) محله.
ما هو المراد من أحاديث آية الرجم
ولا بد هنا من توضيح الروايات القائلة بأن آية الرجم أي (الشيخ والشيخة إذا....)، آية من سورة الأحزاب نسخت كتابتها وتلاوتها وبقي حكمها.
فأما فيما يتعلق بالنسخ في القرآن الكريم فليس في القرآن أي حكم منسوخ، وأما قول بعض الفقهاء بأن هناك آيات بقيت تلاوة ونُسخت حكما فهو قول مخالف للعقل والبرهان وحرمة القرآن الكريم مخالفة صريحة، إذ
الاعتقاد بوجود النسخ في القرآن الكريم يؤدي إلى عدم الثقة به وعدم الاعتماد عليه، مع أن عظمة القرآن إنما هي في كونه صرحا مشيدا على أسس اليقين، والله الحفيظ بنفسه وعد وتولى حفظه. فكيف يحق لنا بعد ذلك أن
نقبل في أحكامه وآياته، رأى بعض العلماء والفقهاء الذي لا يسانده إلا قياساتهم المريبة والمبهمة. فلا شك أنه اعتقاد خاطئ مضل بيِّن التضليل، ولا يمت إلى الإسلام بصلة.
هذا، ومن الروايات القائلة بكون (آية الرجم) آية قرآنية منسوخة التلاوة ما رواه الحاكم عن عاصم عن زر قال لي أبي بن كعب وكان يقرأ سورة الأحزاب، قال: قلت ثلاثا وسبعين آية قال: قط. قلت: قط؟ قال: لقد رأيتها
وإنها لتعدل البقرة، ولقد قرأنا فيما قرأنا فيها: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم.(المستدرك للحاكم كتاب الحدود المجلد4 ص 359)
والمراد من هذه الرواية لدى القائلين بالنسخ أن سورة الأحزاب التي تحتوي على 73 آية، كانت في البداية بحجم سورة البقرة أي 287 آية. فنسخت تلاوة الآيات الأخرى من سورة الأحزاب بما فيها آية الرجم أيضا.
ولكن الاستدلال على وجود النسخ في القرآن من هذه الرواية لا يصح بأية صورة مطلقا، خصوصا ونحن نستطيع حل هذه الرواية حلا جيدا، وذلك أن هؤلاء لم يفهموا قول أبيّ بن كعب (كنت رأيت سورة الأحزاب وهي لتعدل
البقرة)، فهمًا سليما، إنما المراد من قوله هذا أن الأحزاب قديمة النـزول والبقرة طويلة النـزول، فقد امتد زمن نـزولها من السنة الثانية الهجرية إلى التاسعة. فيقول أبيّ بن كعب رضي الله عنه أنه لما كان
نـزل من البقرة ما يساوي حجم الأحزاب (أي 73 آية) كانت الأحزاب قد اكتمل نـزولها. أما قوله: كنا نقرأ آية الرجم في الأحزاب فمعناه أن الآيات من 61 إلى 63 من الأحزاب كانت أسبق نـزولا أيضا من آية الجلد في
سورة النور، وإن المسلمين قبل حكم الجلد كانوا يقرأون (آية الرجم التوراتية) كتفسير للآية (سنة الله في الذين خلوا من قبل....) من سورة الأحزاب، وكان نفس الحكم أي حكم الرجم رائجا رواجا عاما. ثم نـزل بعد
ذلك حكم الجلد كقاعدة للزناة عامة، وبقي حكم الرجم خاصا بمن يتعودون على ارتكاب الزنا ويشيعونه ويروجونه.
والرواية الأخرى تقول إن عمر رضي الله عنه قال: إِيَّاكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا عَنْ آيَةِ الرَّجْمِ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ لَا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم وَرَجَمْنَا. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: زَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَتَبْتُهَا (الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا
أَلْبَتَّةَ). (الموطأ للإمام مالك، كتاب الحدود، باب ما جاء في الرجم)
وقد سبق أن أوضحنا أن قول عمر رضي الله عنه إنما يعني أنه كان يريد كتابة آية الرجم التوراتية في هامش القرآن الكريم كتفسير لسنة الله المذكورة في قوله تعالى من سورة الأحزاب: (سنة الله في الذين خلوا من
قبل)، وهذا هو الأقرب للقياس والعقل، لأنه رضي الله عنه لم يكن يعتبرها آية من القرآن الكريم، وعدم كتابة هذه الآية أيضا يؤيد رأينا.
أما فيما يتعلق بورود حدَّي الزنا في كتاب الله تعالى، فبعد ثبوت حكم الرجم من آيات سورة الأحزاب لم يبق أي تعارض بين هذه الرواية والقرآن الكريم، لأن وجود حدين مستقلين لحالتين مختلفتين للزنا ثابت من
القرآن الكريم.
أما هذه الآية المزعومة التي يعدّونها من القرآن الكريم فإن اختلاف كلمات الروايات المتعددة الواردة في شأنها نفسَه يدل على أنها ليست آية قرآنية، بل هي ترجمة عربية لآية الرجم الواردة في التوراة من اللغة
العبرية؛ حيث تقول إحدى الروايات: "الشيخ والشيخة فارجموهما البتة". (الموطأ للإمام مالك، كتاب الحدود، باب ما جاء في الرجم).
بينما تقول الأخرى: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، نكالاً من الله".
وتقول الثالثة: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة" (المستدرك للحاكم، كتاب الحدود صفحة 359).
إذن فلا يمكن أن تكون هذه الكلمات المتضاربة وحيًا قرآنيًا.
الحكم بمائة جلدة
أما حكم الجلد الذي ورد في سورة النور والذي نزل بعد نزول عقوبة الزنا وإشاعته في سورة الأحزاب فهو قوله تعالى: (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة، ولا تأخذكم بها رأفة في دين الله إن كنتم
تؤمنون بالله واليوم الآخر، وليشهد عذابَهما طائفة من المؤمنين) (سورة النور: 3)
ولقد اختلف العلماء كثيرًا فيما إذا كان حكم هذه الآية عامًّا أم خاصًّا، فمعظمهم يذهبون إلى أنه خاص، وأن عقوبة "مائة جلدة" ليست إلا للزناة غير المتزوجين رجالاً ونساءً، وأن عقوبة المتزوجين منهم هي الرجم
حسب السنة. وكأن السنة خصصت القرآن الكريم. غير أن العلماء والسلف الصالح قد سلموا بأن حكم الجلد حكم عام، يشمل جميع أنواع الزناة، مع استثناء تلك الحالات الخاصة التي خصصتها بعض الآيات القرآنية الأخرى
التي تنص على الرجم كما ذكرنا سابقا، فيقول العلامة الرازي رحمه الله: "اتفقت الأمة على أن قوله سبحانه وتعالى (الزانية والزاني)، يفيد الحكم في كل الزناة، لكنهم اختلفوا في كيفية تلك الدلالة، فقال قائلون:
لفظ الزاني يفيد العموم، والمختار إنه ليس كذلك".
ويقول العلامة محمود الآلوسي: "والحكم عام فيمن زنى وهو محصن وفي غيره."
(تفسير روح المعاني، سورة النور، الآية: الزاني والزانية فاجلدوهما)
ويقول العلامة ابن حيان: "و الحكم في الزانية والزاني للعموم في جميع الزناة." (البحر المحيط)
ويقول العلامة أبو الفرج الجوزي: "قال شيخنا علي بن عبيد الله: هذه الآية تقتضي وجوب الجلد على البكر والثيب." (تفسير الجوزي، سورة النور الآية:3)
حكم الجلد عام
وعلى الرغم من قولنا بالرجم في أحوال خاصة، وذلك بالإضافة إلى جلد مائة جلدة، إلا أننا نختلف مبدئيا مع القائلين بالرجم، فنرى أن حكم (آية الجلد) عام، وأن عقوبة الزنا في الأحوال العادية إنما هي مائة جلدة،
وإنه ليس من المعقول تخصيصها بحجة أن بعض الزناة المتزوجين قد رجموا، فلذا إن العقوبة الواردة في سورة النور (وهي الجلد) ليست للزناة غير المتزوجين، وأما الزناة المتزوجون فعقوبتهم الرجم. فنحن لا نقبل ذلك
لأنه يخالف تلك الآية القرآنية التي تذكر أن عقوبة الزانية الأمة المتزوجة نصف عقوبة الزانية الحرة المتزوجة، فيقول الله تعالى: (فإذا أحصِنَّ فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب....)
(سورة النساء: 26)
فتبين هذه الآية أن العقوبة المحددة للزنا عقوبة يمكن تقسيمها إلى نصفين، وهي مائة جلدة ونصفها خمسون جلدة، في حين أن الرجم لا يمكن أن ينقسم إلى نصفين. إذن فالقول بأن عقوبة الرجم نسخت عقوبة الجلد لا
يستلزم نسخ آية النور (آية الجلد) فحسب، بل أيضا يفسد معنى هذه الآية من النساء، إذن فالعقوبة العامة لجميع الزناة من الأحرار المحصنين وغير المحصنين، رجالا ونساء على سواء إنما هي مائة جلدة.
وبالمناسبة يجب ألا يفوتنا أن حد مائة جلدة هذه أيضا لا يقام بمجرد الشبهة، بل في حالة أن يتم الزنا علنا بحيث يشهد عليه أربعة شهود عيان عدول شهادة واضحة تماما، بأنهم رأوا بأعينهم فلانا وفلانة وهما
يرتكبان هذا الفعل الشنيع، وأنهم لم يخططوا لمشاهدتهما مسبقا. فعندئذ بعد ثبوت جريمة الزنا تنفذ هذه العقوبة وهي مائة جلدة، وذلك منعا لهذه الفاحشة المبينة.
فقصارى القول إن الشروط المشددة التي وضعها الفقهاء في ضوء القرآن الكريم والسنة لا يمكن أن تتوفر بسهولة في كل قضية، اللهم إلا أن يتم الزنا علنًا.
وأرى من اللازم هنا أن أتناول الحديث عن السوط أو الجلد بشيء من الإيضاح. فأما فيما يتعلق بنوعية الجلد، فالجلد الذي يتم في بعض الدول التي تدعي بتطبيق الشريعة الإسلامية، حيث يضرب الجلاد المجرم بكل ما
أعطي من قوة، وهو مقيد مكبل فليس هذا الأسلوب من الإسلام في شيء، بل إن لفظة (جلدة) نفسها تعني ضرب الجلد بحيث لا يؤثر فيما تحته، وتحدد نوعية عقوبة مائة جلدة، قد كتب المستر (لين) واضع القاموس العربي
الإنجليزي الشهير في قاموسه تحت كلمة (جلدة): أي ضرَبَ أو آذى جِلده. إذن فيجب ضرب مائة جلدة بحيث يؤلم الجلد فقط ولا يؤثر كثيرا فيما تحت الجلد. حتى إن الفقهاء اشترطوا ألا يرفع الجلاد يده كثيرا أثناء
الجلد لكيلا يكون الضرب شديدا.
وأما فيما يتعلق بالسوط، فالـمِجْلَد في اللغة هو ذلك السوط الذي تضرب به النساء وجوههن أثناء النياحة والندب. وقد ذكر أن السياط المستخدمة للعقوبة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه
0 تصويتات
تم الرد عليه أكتوبر 12، 2015 بواسطة عاقلة (157,740 نقاط)
الفقر والخراب فى الدنيا
ونار الله والحرمان من الحور العين فى الاخرة
الا من تاب وعمل صالحا
0 تصويتات
تم الرد عليه أكتوبر 19، 2015 بواسطة لبيبة (147,160 نقاط)
الزناحرام في الشريعة الإسلامية بنص القرآن الكريم ، فقد قال الله عَزَّ و جَلَّ : { وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً } .
و قال عَزَّ مِنْ قائل : { الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } .
و قال جَلَّ جَلالُه : { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ
أَثَامًا } .
عقاب الزناة :
لمرتكب الزنا ذكراً كان أم اُنثى عقابان :
الأول : العقاب الدنيوي :
العقاب الدنيوي لجريمة الزنا هو الحَدُّ الشرعي ، و هو على أنواع :
1. القَتْل : و هو حدُّ الزاني بالمُحرَّمات نَسَبَاً ، و حَدُّ الزاني بإمرأة أبيه ، و حَدُّ من أكره إمرأةً على الزنا .
2. الجَلْدُ و الرَجْمُ معاً : للشيخ المُحْصَن و الشيخة المُحْصَنة .
3. الرَجْمُ فقط : للمُحْصن و المحصنة غير الشيخ و الشيخة .
4. الجَلْدُ و الحَلْقُ و النَفيُ للشاب غير المُحْصَن .
5. الجَلْدُ فقط : للمرأة غير المُحصنة .
متى يتحقق الزنا ؟
لا يتحقق مفهوم الزنا الموجب للتحريم و الحد إلا بعد توافر الشروط التالية :
1. إدخال الحشفة قُبُلاً أو دُبُراً ، لثبوت النص بأن التقاء الختانين يوجب الغسل و المَهْر و الحد ، و عليه فلا يتحقق الزنا بالضَّم و التقبيل و التفخيذ ، و ان كان محرماً يوجب التعزير .
2. البلوغ ، لحديث : " رفع القلم عن الصبي ، حتى يحتلم و عن المجنون ، حتى يفيق ، و عن النائم ، حتى يستيقظ " .
أجل ، اذا زنى غير البالغ بالبالغة فعيله التعزير ، و عليها الجَلْد .
3. العقل ، فلا حد على المجنون ، للحديث المذكور .
4. العلم ، فإذا عقد جاهلاً على اخته من الرضاع ، أو امرأة في العدة ، أو اعتقد أن مجرد الرضا كافٍ في الحل ، و لو من غير عقد ، و وطأ فلا شيء عليه سوى أن الموطوءة في العدة الرجعية تحرم على الواطئ مؤبداً
. و بكلمة ان كل من وطأ امرأة متوهماً الحل, وهي محرمة عليه, يسقط عنه الحد, سواء أكان جاهلاً بالحكم فقط, كما لو علم أنه رضع هو وهذه من لبن واحد, وجهل بتحريم العقد عليها ، أو كان جاهلاً بالموضوع فقط ،
كما لو علم بتحريم العقد على الأخت من الرضاع ، و جهل بأن هذه أخته من الرضاع ، و سواءً أكان جهله عن قصور ، أو عن تقصير ، لحديث : " تدرأ الحدود بالشُبُهات " .
أجل إن الجاهل عن تقصير يستحق العقاب يوم القيامة ، و لا عقوبة عليه في الدنيا .
الثاني : العقاب الاُخروي :
أما العقاب الأُخروي لمعصية الزنا فقد تَحَدَّثت عنه روايات عديدة ، منها ما رُوِيَ عَنْ الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) أنه قال :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " يؤتى بالزاني يوم القيامة حتى يكون فوق أهل النار ، فيقطُرُ قطرة من فرجه فيتأذى بها أهل جهنم من نَتِنِها ، فيقول أهل جهنم للخُزَّان ما هذه الرائحة المنتنة التي
قد آذتنا ؟
فيقال لهم : هذه رائحة زانٍ .
و تؤتى بامرأة زانية فيقطُرُ قطرة من فرجها فيتأذى بها أهل النار من نَتِنِها " .
0 تصويتات
تم الرد عليه أكتوبر 28، 2015 بواسطة هتان (157,840 نقاط)
الإسلام دين يدعو إلى إنشاء مجتمع طاهر، يسوده الأمن، يقوم على أسس الحب والإخلاص والإيثار، ويضمن للجميع بدون استثناء حفظ حقوقهم. قال الله تعالى:
(والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (سورة الحشر: 10)
ولأجل ذلك يأمر الإسلام بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي التي تضر المجتمع أضرارا فادحة، قال الله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء
والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون) (سورة النحل: 91)
والحكمة الأساسية للعقوبات في الإسلام إنما هي ألا يسمح لأحد بإتلاف حقوق أي فرد من المجتمع، وأن يتربى أفراده على الحب والألفة بدلا من الكراهية والبغض والنفور، وأن تغمر القلوبَ السكينةُ والطمأنينةُ
بدلاً من الذعر والقلق والاضطراب. فلذا لم يحدد الإسلام أي عقوبة على مجرد ارتكاب الزنا، بل على إشاعته وترويجه في المجتمع علانية. فلأجل ذلك عندما يكون الزنا من قبيل العمل الفردي الخفي، ولم يعترف به
الزاني، ولم يتيسر شهود عيان أربعة، فليس في الشريعة الإسلامية أية عقوبة محددة على ذلك، بل يفوض أمره إلى الله عز وجل. ولكن لو تم الزنا علنا بحيث يشهد عليه أربعة شهود عيان عدل، فعقوبته مائة جلدة. ونفس
الجريمة عندما يتفاقم أمرها ويستفحل، أي يكون المجرم، بالإضافة إلى ارتكاب الزنا، قد قام بإشاعته وتشهيره أيضا أو ارتكبه جبرا فجزاؤه الرجم، لأن مثل هذه الجريمة الاجتماعية تلحق بالحياة القومية أضرارا
فادحة بل تدمرها. إذ إن الزنا وإشاعته وترويجه في أي مجتمع يسبب في أول الأمر كثرة الفحشاء فيه، ثم يتحمل المجتمع عواقبه الوخيمة والمروعة، في صورة قتل الأولاد، وقطع النسل، وإصابة أفراده بأمراض جنسية
فتاكة، ذلك بالإضافة إلى أن هذا المرض المعدي يؤدي إلى تعرضه للمشاكل المعقدة التي لا تقبل الحل من جراء الولادات غير الشرعية والأولاد بدون الورثاء. ثم إن هذه الجريمة الاجتماعية تورث الحياة القومية الحرص
والهوى وفقدان الثقة وانعدام الطمأنينة والاضطراب والارتباك وغيرها من الأضرار الجسيمة. كما يفقد المجتمع السكينة والحب المتبادل في الحياة العائلية، وتتلاشى القيم وتنحل عرى الأواصر القائمة على أساس
القرابات وصلة الرحم. فلذلك كله قد نهى الإسلام بشدة عن الزنا كقوله تعالى: (لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) (الإسراء: 33)
(لا تقربوا الزنا) أي ابتعدوا عن المواقف التي تدفعكم حتى إلى التفكير في الزنا. فلا تسلكوا طرقًا فيها خطر الوقوع في هذه المعصية. ومن زنى فقد بلغ ذروة الإثم. إن سبيل الزنا سيئ جدا، إنه يمنع من الوصول
إلى الغاية المقصودة، ويشكّل خطرًا شديدًا على هدفكم النهائي".
لقد اتضح من ذلك أن الإسلام يمنع من مسببات الزنا أيضا، ونظرا لهذه الحكمة قد وردت تعاليم مفصلة في مكان آخر من سورة النور التي وردت فيها عقوبة الجلد لمرتكب الزنا. يقول الله تعالى: ( قل للمؤمنين يغضوا من
أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلى ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن.... الخ) (سورة النور: 31-32 )
فبما أن الله تعالى يريد أن تبقى عيوننا وقلوبنا وخواطرنا كلها طاهرة، فلذا جاء بهذا التعليم السامي. فأي شك في أن الحرية المطلقة تؤدي إلى العثار. فعلى سبيل المثال، لو وضعنا أرغفة طرية أمام كلب جائع،
وظننا أنه لن يفكر في هذه الأرغفة مجرد تفكير فلا شك أننا مخطئون في هذا الظن. فقد أراد الله تعالى ألا تتاح أية فرصة للقوى النفسانية حتى ولا لممارسة نشاطات خفية أيضا. وألا يتعرض الإنسان لموقف يهيّج
الخواطر السيئة". (فلسفة أصول الإسلام ص29-30)
تبين هذه الآيات كيف أن الإسلام قبل مرحلة العقوبة يهتم بسد الطرق المؤدية إلى الزنا بالوعظ والنصيحة، وبعد مراحل الإرشاد والتوعية يقوم بتنفيذ العقوبات، في حين إنه لا يوجد في الأديان الأخرى أي تعليم كهذا
في خصوص الوقاية من مسببات الزنا، عدا ما نجده من عقوبة رجم الزاني لدى اليهود، مما يشير إلى مدى انتشار هذه الفاحشة في ذلك الزمن بحيث إن مثل هذه العقوبة القاسية قد وردت في التوراة منعًا لهذه
الفاحشة.
حكم الرجم في التوراة
وتذكر لنا كتب الحديث أن حكم الرجم كان موجودا في التوراة زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى الرغم من التحريفات الحاصلة في التوراة فإن هذا الحكم لا يزال موجودا في تراجمها المتوفرة حاليا، فقد ورد
فيها:
"إذا وُجد رجل مضطجعا مع امرأةٍ زوجةِ بعلٍ يُقتل الاثنان، الرجل المضطجع مع المرأة والمرأة. فتنـزع الشر من بني إسرائيل. إذا كانت فتاة عذراء مخطوبة لرجل، فوجدها رجل في المدينة، واضطجع معها، فأخرجوهما
إلى باب تلك المدينة، وارجموهما بالحجارة حتى يموتا، الفتاة من أجل أنها لم تصرخ في المدينة، والرجل من أجل أنه أذلَّ امرأةَ صاحبِه". (سفر التثنية، الإصحاح22، الفقرات 22-24)
وهذه هي فقرة الرجم التي تذكر أن عقوبة الزاني المحصن (المتزوج) هي القتل. ولكن اليهود من جراء النقائص الأخلاقية فيهم لم يتمكنوا من الاستمرار في تنفيذ هذا الحكم. ففي زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كان
اليهود الساكنون في ضواحي المدينة المنورة قد أحدثوا عقوبة من عند أنفسهم بدلا من رجم الزاني، وكانت هذه العقوبة عبارة عن تسويد وجه الزاني وإركابه الحمار معكوسا والتجول به في الطرقات. (البخاري، كتاب
المحاربين من أهل الكفر والردة، باب الرجم في البلاد)
في أواخر السنة الرابعة للهجرة جاء اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم في قضية زنا بين رجل وامرأة من اليهود. فسألهم الرسول صلى الله عليه وسلم: "ماذا تجدون في كتابكم في هذا الشأن؟ فذكروا لـه ما
ابتدعوه. فقال عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وكان من علماء اليهود وأسلم: لا، بل فيه الرجم. فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإحضار التوراة، فأتوا بها. فسألهم أن يقرؤوا عليه. فوضع أحدهم يده على آية
الرجم، وقرأ ما قبلها وما بعدها. فاعترض عليهم عبد الله بن سلام. وقرأ بنفسه آية الرجم على الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم إني أول من أحيا ما أماتوه من كتابك". (المرجع السابق، وسنن أبي داود، كتاب
الحدود)
آية الرجم
إن فقرة الرجم المذكورة في هذه الواقعة هي نفس الفقرة الواردة في التثنية من العهد القديم (التوراة)، والتي قرئت على الرسول صلى الله عليه وسلم مترجمة من العبرية إلى العربية، إذ كان اليهود يترجمون ويفسرون
التوراة للمسلمين من اللغة العبرية إلى العربية. (البخاري، كتاب التفسير سورة البقرة الآية: قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه)
ويبدو أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أو أحد أحبار اليهود استخدم أثناء ترجمته لآية الرجم في هذه الواقعة، كلمة (الشيخ والشيخة)، تعبيرا عن الرجل المتزوج والمرأة المتزوجة، وجاء بمدلول العبارة في صورة
الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموها، أي: إذا زنى الرجل المسن والمرأة المسنة فارجموهما. وبما أن هذا الحكم كان قد قرئ على الصحابة واليهود في مجلس عام، واستخدمت كلمة (آية الرجم) للتعبير عن هذا الحكم، فلذا
تداولت هذه الكلمة في المسلمين وراجت بكثرة حتى إن البعض ظنها حُكما من الأحكام القرآنية.
أما قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أول من أحيا ما أماتوه من كتابك" فلم يكن قولا بدون داع، بل له خلفية تاريخية هامة. وذلك أن المدينة حين قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم إليها، كانت بؤرة
للمفاسد الأخلاقية، وكان عبد الله بن أبيّ بن سلول ومن كان على شاكلته من المفسدين قد أنشأوا مراكز ودورا مفتوحة للدعارة، وكانوا يستخدمون فيها إماءهم.
(مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للحافظ نور الدين الهيثمي, الجزء السابع كتاب التفسير سورة النور- الآية: لا تكرهوا فتياتكم على البغاء. ص82-83، الناشر مكتبة القدس القاهرة 1353هـ)
وهكذا اتخذ العديد من النسوة الزنا مهنة ومكسبا. ويذكر لنا التاريخ في هذا الصدد اسم بغي شهيرة تدعى (أم مهزول). (تفسير الطبري سورة النور، الآية: الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك)
وبالإضافة إلى ذلك فإن حديث عائشة رضي الله عنها الوارد في البخاري أيضا يلقي الضوء الكافي على الأحوال الاجتماعية المنحطة للعرب في ذلك الزمن، فتذكر عائشة رضي الله عنها فيه أربع طرق للنكاح وكانت شائعة في
العرب، وكانت إحداها فقط هي الطريقة المباحة للنكاح في الإسلام، أي أن يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها. أما الطرق الثلاث الأخرى فكانت كلها زنا.
(البخاري، كتاب النكاح باب من قال لا نكاح إلا بولي)
ونفس الشيء يذكره العلامة القرطبي، أي أنه وقت مبعث الرسول صلى الله عليه وسلم كانت جريمة الزنا شائعة في نساء العرب لدرجة أن الإماء البغايا والمومسات كن ينصبن رايات على أبوابهن كعلامة لهن.
(تفسير الطبري وتفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، سورة النور الآية: الزانية والزاني..)
ولعل ذلك الذي دفع العرب لوأد بناتهم غيرة أن يقعن في هذا العار. على كل حال، فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وطد عزمه على إصلاح هذا المجتمع الفاسد بوصفه حاكما لدولة المدينة المنورة، وقال: اللهم إني
أول من أحيا.....
تدبير الحفاظ الذاتي عن طريق الحجاب
...