أحترت بما أبدأ … ومن أين أو عن من يكون الكلام في شهر الغفران …
المعلوم أن الدين إتباع لا إبتداع ..
وخير من يتبع هم خير الخلق .. أنبياء الله ورسله .. وقد ذكرهم الله في كتابه الكريم وفصلت فيهم السنة النبوية فصلوات الله وسلامه عليهم أجمعين … ثم يليهم في الفضل الصحابه الكرام .. فكما ذكر عن بن مسعود رضي الله عنه انه قال ” إن الله نظر فى قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ، فبعثه برسالته ، ثم نظر فى قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم ، فوجد قلوب اصحابه خير قلوب العباد ، فاختارهم لصحبة نبيه ونصرة دينه “..
وعليه رأيت أن يكون الحديث عن الصحابه الكرام .. أولئك النفر الذين أفنوا أعمارهم وأرواحهم في طاعة الله ورسوله وتبليغ دين الله للعالمين فكان لزاما علينا قرآت سيرهم ونهجهم حتى نتأسى بهم .. فقد ورد عن بن مسعود رضي الله عنه أنه قال ” من كان متأسياً فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً ، وأقومها هدياً ، وأحسنها حالاً ، قوم اختارهم الله لصحبه نبيه ، وإقامه دينه فاعرفوا لهم فضلهم ، واتبعوا آثارهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ” …
ولايمكن الحديث عن جمع الصحابه فهم كثر .. وعليه سيكون الحديث عن خيرة الصحابة والمبشرون بالجنة منهم … فقد ورد في الحديث في مسند الإمام أحمد عن سعيد بن زيد – رضي الله عنه – أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : النبي في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد في الجنة ولو شئت أن أسمي العاشر … وفي رواية أخرى أنه سئل عن العاشر فقال هو سعيد بن زيد ( وهو راوي الحديث ) …
( مع العلم أن المبشرين بالجنه من الصحابه أكثر من هؤلاء العشرة ولكن هؤلاء العشرة هم الأشهر لورودهم في حديث واحد .. والا فبلال مبشر بالجنه وكذا جعفر بن ابي طالب وغيره من الصحابه الكرام ) ..
ولهذا سيكون الحديث في هذه السلسلة مقسماً على الشهر الفضيل .. ففي كل ثلاثة أيام نتناول سيرة صحابي من هؤلاء الصحابه العشرة الأبرار … ولسان حالنا يقول ” ياليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيما “
فتعلوا بذلك النفوس والهمم ونردد
” فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم .. إن التشبه بالكرام فلاح ” …
عسى أن أوفق في الجمع والطرح .. وأسال الله أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .. وأن يخلص لنا النيات ويجعلها لوجهه الكريم ..
ملاحظة : لا يعني العنوان ” ياليتني ” التحسر على أمر مضى وإنما للتعلم من سير الصحابة .. ولنتذكر جميعاً حديث أبوهريرة حين قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا
قالوا : أو لسنا إخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد
فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله : فقال أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا .. “
فتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم يتمنى لقاءك ان عملت صالحاً ولا تقل فات زمن العمل … وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ” … فإن وراءكم أيامَ الصبر ،
الصبرُ فيهن مثلُ القبض على الجمر ، للعامل فيهن مثلُ أجر خمسين رجلاً يعملون مثلَ عمله
قيل : يا رسول الله أجرُ خمسين رجلاً منا أو منهم ؟ قال : بل أجر خمسين منكم “
نلقاكم على الخير إن شاء الله …
بارك الله غيك أخوي مضارب
عندي طلب لو سمحت
امممم
لو تحاول تجزئ القصص وتقصرها على فترات ،،
لنه ماشاء الله حاط واايد يالله قدرت اقراه
كلنا يعلم عن صلح الحديبة وكيف كان به من الشروط التي ظن المسلمون للوهله الأولى أن فيها جوراً على المسلمين وإذلالا … ولكن شاء الله أن تتبدل الأمور فيطلب كفار قريش من النبي صلى الله عليه وسلم تغيير هذه الشروط .. فسبحان القائل ” وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ”
الموقف هو بعد أن تم التوقيع على معاهدة صلح الحديبية ورأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن فيها إنتقاصا من المسلمين ومنعهم من دخول مكه والعمره … فراجع عمر الرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبرهم أنه رأى في المنام ( ورؤيا الأنبياء حق ) أنهم سيدخلون البيت الحرام ويعتمرون …
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما ورد في البخاري وذلك بعد توقيع الصلح … ” فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت ألست نبي الله حقا ؟ قال بلى .. قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال بلى … قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً ؟
قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري … قلت أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟
قال بلى فأخبرتك أنا نأتيه العام ؟ قال (عمر ) قلت لا … قال( أي النبي صلى الله عليه وسلم ) فإنك آتيه ومطوف به ….
قال عمر فأتيت أبا بكر فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا؟ قال بلى … قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال بلى … قلت فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال أيها الرجل إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق … قلت أليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام؟ … قلت لا … قال فإنك آتيه ومطوف به …. قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا ( أي تكفيراً لمراجعته للرسول صلى الله عليه وسلم )
الشاهد من هذا الحديث أن أجوبة أبوبكر الصديق جائت مطابقة لأجوبة النبي صلى الله عليه وسلم بالرغم من أنه لم يكن حاضراً مناقشة عمر للرسول صلى الله عليه وسم .. وهو ما يدلل عظيم علم الصديق رضي الله عنه ومتابعته للنبي صلى الله عليه وسلم .. ويدلل أيضاً على أنه أول الصحابه مشورة وصاحب الرأي فيهم …. وقد كان أيضا موضع مشورة النبي صلى الله عليه وسلم كما هو الحال في أسارى بدر حين أستشار أبوبكر ثم أستشار عمر … فرضي الله عنهم …
من الأمور التي تدلل على أهمية مكانة الصديق رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وسلم هو أن فتح مكة كان في العام الثامن … وكان الناس لا يعلمون من الحج الا ما كان في الجاهلية .. فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم أبوبكر الصديق أميراً للحج في العام التاسع من الهجرة حتى يمهد لحجة الوداع في العام العاشر من الهجرة …
هذا أبوبكر الصديق … هذا هو سيد الصحابة …
نظرة أخيرة أحببت أن أركز عليها في حديثى عن الصديق …
يقول أبو زرعة الرازي ” إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فأعلم أنه زنديق ، لأن مؤدى قوله إلى إبطال القرآن والسنة ” … فالقرآن والسنة الكريمة لم تصلنا إلا من خلال هذا الصحب الكريم فرضي الله عنهم جميعا …
” وذلك أن أول هذه الأمة هم الذين قاموا بالدين ، تصديقا وعلما وعملا ، وتبليغا ، فالطعن فيهم طعن في الدين ، موجب للإعراض عما بعث الله به النبيين.وهذا كان مقصود أول من أظهر بدعة التشيع ، فإنما كان قصده الصد عن سبيل الله ، وإبطال ما جاءت به الرسل عن الله تعالى ، ولهذا كانوا يظهرون ذلك بحسب ضعف الملة ، فظهر في الملاحدة حقيقة هذه البدعة المضلة . ”
فلا تلفت بارك الله فيك لما يلقه أهل هذه المذاهب و لما يقولونه عن صحابة نبينا واعتقد في الصحب الكريم أمرين :
أنهم خير الناس بعد الانبياء … وان آحادهم غير معصوم من الخطأ … وأما جمعهم فهو معصوم من الخطأ ولا يمكن اجتماعهم على خطأ لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” لا تجتمع أمتي على ضلالة ”
اعذروني ان كنت قد خرجت عن الموضوع قليلا ولكن كان لابد من ذلك
ابو بكر الصديق رضي الله عنه كان من اقرب الناس الى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم .. كان و نعم الصاحب .. عندما اقرأ في سيرته بعمق اتعجب من الوفاء الذي كان يتحلى به رضي الله عنه وارضاه
شكرا لك اخوي مضارب مغامر .. في انتظار المزيد
تسلم و الله يعطيك العافيه
تأمل قصص السابقين من المقبلين على الله
وقد رق قلبك ، وانبعثت همتك ، ونهض عزمك
ولا يبقى إلا أن تشمر .. فالطريق سالك..
وقد قالوا :
ليس الطريق لمن سبق ، إنما الطريق لمن صدق