إن من كانت لديه قليل درايه بالتاريخ الحديث مع القليل من الغيرة على دينه ومجتمعه إذا ذكر على مسامعه إسم ” مصطفى كمال أتاتورك ” تراه قد قـطّــب الجبين بعد ان تنتفخ أوداجه غضبا من صنيع ذلك الرجل … فما عساه فعل أتاتورك؟

إن من مساوئ ذلك الرجل ( والذي لم يدع لنا فرصة لنقول ” اذكروا محاسن موتاكم ” ) أنه أنهى الخلافة الإسلامية .. وفصل الدولة العثمانية المسلمه عن تاريخها وأصولها ودينها … ثم ما لبث وليكمل جريمته أن بّدل الحروف العربية بحروفٍ لاتينية .. وبذلك فصل الأجيال التي عاصرته والأجيال التي لحقته عن تاريخها وماضيها .. فليس بمقدورها ان تقرأ ما كتب عن دين ومجد آبائها ..

دعونا من الرجل وذكره .. ودعونا نعيش اليوم وواقعه … دعونا نتجول في ريوع بلادنا ونرى أجيالنا القادمه …

قريبا من بيتي أجد اللافتات التي تشير إلى (Greens) والاخرى تشير إلى ( The Village ) وهناك توجد الــ
( knowledge Village ) وليس بعيدا عنها الــ ( Media city ) وغيرها الكثير الكثير … ولا يخفى ذلك عن كل ذي نظرٍ وخبر …

أسماءٌ من صنع أيدينا ومن بنيات أفكار من هم من جلدتنا ( ويا لهن من بنيات عاقّة ) …
تذكرت وأنا أرى تلك اللافتات ما قاله المتنبي قديما في ” شعب بوان ” .. وكانت مدينة جميلة ينقصها اللسان العربي فقال :
مغاني الشعب طيباً بالمغاني … بمنزلة الربيع من الزمان
ولكن الفتى العربي فيها … غريب الوجه واليد واللسان
ملاعب جنةٌ لو سار فيها .. سليمان لسار بترجمان

فكيف بالمتنبي إن رأى بلادنا اليوم؟

ودعونا بعيداً عن الأسماء فلعل قائلاً يقول هي أسماءٌ لجماداتٍ لا تضر ولا تنفع … دعونا نرى حال الأجيال الصاعدة .. حماة الغد وبناة المستقبل ..

في ذات يوم دار بيني وبين الذين تخرجوا من أرقى المدارس الخاصة حوار …. فكان مما جاء فيه أن قلت له أكتب تاريخ هذا اليوم .. فقال وهل أكتبه بالعربي أم بالانجليزي؟ فقلت له اكتبه بالعربي فكان الجواب بأن ” لا أعرف ” …

إذا سألت أحدهم عن غزوات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن أفرسهم وأنجبهم من يقول لك غزوتي بدر وأحد ولا تسنلي عن سواهما …ولا تسلني أيضا لمن كانت الغلبة فيهما …

ياترى … هل نحن السبب المباشر لأن يكون جيلنا بهذه الهوية وهذه الثقافة؟ حتى قطعنا جيلنا عن ماضيه ومجده بذلك الفعل… وصنعنا ما صنع أتاتورك؟؟ فهل ترانا مثله؟

إن من جميل ما قاله أبوجعفر المنصور في ذات يوم بعد أن قتل ” أبومسلم الخراساني ” وهو أحد ولاته الذين ساعدوه في إنشاء دولته وقتل الخارجين عليه ، ثم أراد الخروج عليه فقتله المنصور ثم خطب معتذرا وموضحا سبب قتله فقال ” أيها الناس .. إن أبا مسلم قد أحسن مبتدئاً واساء معقباً .. ايها الناس إن أبا مسلم بايعنا على أنه إن نكث بيعتنا فقد أباح دمه لنا ثم نكث فحكمنا عليه لأنفسنا حكمه على غيره ولم يمنعنا رعاية حقه من إقامة الحق عليه ”

فهل نمنع أنفسنا من أن نمضي حكمنا بأتاتورك على أنفسنا ؟

دمتم بود …

28 thoughts on “هـــل تُـــرانــــا مــثــلـــه ؟؟!!

  1. المشكلة أن هناك بعض الإخوة و الأخوات ممن تنطبق عليهم أمثولة الغراب الذي حاول أن يقلد مشية الحمامة.. فلا هو أتقن مشيتها، و لا هو عاد لمشيته الأصلية! .. فمثل هؤلاء حاولوا أن يلبسوا لبوس الغرب و يتشبهوا بهم في بعض مأكلهم و مشربهم و ملبسهم و ليس أخيرًا ألسنتهم.. و لكنهم لم يأخذوا من السلة سوى أفسد ما فيها من فاكهة، فـ كانت النتيجة مسخًا حضاريًا أصبحنا نراه في شوارعنا و أسواقنا و حتى مدارسنا و جامعاتنا و أماكن عملنا…

    السؤال الذي يقضّ مضاجعنا نحن الغيورين على هوياتنا و إرثنا الحضاري الأصيل هو: لمَ لا نكون مثل دول أخرى كفرنسا أو ألمانيا ممن يحملون منسوبًا عاليًا من الاعتزاز بالنفس و الهوية الحضارية فنضع الأشياء في مواضعها الصحيحة.. و نرفض أن تأتي لغتنا العربية في الترتيب الثاني “و في رواية الثالث إن أخذنا في الاعتبار الأغلبية التي تتحدث الأوردو! “؟؟ لمَ لا نترجم مشاعرنا و أحيانًا أخرى خطاباتنا الكلامية حول الهوية و اللغة و ضرورة محافظتنا عليهما” لمَ لا نترجمها إلى أفعال حقيقية ملموسة؟ و نوقف هذا العطب الذي أصاب كثيرًا من الألسنة فأصبحت في حديثها أشبه ما تكون بذلك الغراب المسكين الذي ظن أنه بتقليده للحمامة يرتقي بنفسه و يرفع من قدرها أمام بقية المخلوقات… بينما هو في حقيقة الأمر يتردى بنفسه إلى أعماق سحيقة لا يُعرف لها قرار !

    .
    .

    هناك أجيال ناشئة تثير الذعر من الهوية التي تحملها و من الألسنة التي تتحدث بها… فإن كان هذا هو حال جيل اليوم.. فليت شعري، أي منقلب سينقلب القوم غدًا؟؟

    /
    /

    أشكرك أخي مضارب على هذا الحديث الذي يثير الحزن و الأسى ..
    و عساه يكون قرعًا جديد في ناقوسِ كثيرًا ما قرعه أولو الألباب .. عل القوم يصحون من سباتهم العميق !

  2. شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

    العفو اخوي .. وفيك بارك يارب … ولك مني اجمل التحايا …

    أما أنتو الثنين ( البورصه ومتعني ) يا شلة حسب الله حسابي وياكم بعدين

    ياللا أشوف جدامي انته وياه
    وللمعلوميه البورصه .. المثل انا قلته لما شفت الاجانب مستهينين بلغتنا فاقول ما ينلامون لان احنا اللي سوينا عمارنا سبوس وهم صاروا دياي لعبوا فينا … فهمت والا اشرح بعد

    اختي ديره .. شفتيه كيف؟ هني وهناك مطفرني .. حتى وانا مسافر ملعوزني

  3. لا لأني اعتقد ان المثل مب في محله .. و الأخ كاتب الموضوع مسوي فيها بو العريف ههههه

    مشكله والمشكله عوده

Comments are closed.