بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
هذا كتاب ماتع لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن عبدالله الفوزان،
قال في مقدمته :
( فهذا كتاب في علم التوحيد، وقد راعيت فيه الاختصار مع سهولة العبارة، وقد اقتبسته من مصادر كثيرة من كتب أئمتنا الأعلام، ولا سيما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب العلامة ابن القيم، وكتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه من أئمة هذه الدعوة المباركة، ومما لا شك فيه أن علم العقيدة الإسلامية هو العلم الأساسي الذي تجدر العناية به تعلمًا وتعليمًا وعملًا بموجبه؛ لتكون الأعمال صحيحة مقبولة عند الله نافعة للعاملين، وخصوصًا وأننا في زمان كثرت فيه التيارات المنحرفة؛ تيار الإلحاد، وتيار التصوف والرهبنة، وتيار القبورية الوثنية، وتيار البدع المخالفة للهدي النبوي، وكلها تيارات خطيرة ما لم يكن المسلم مسلحًا بسلاح العقيدة الصحيحة المرتكزة على الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة، فإنه حري أن تجرفه تلك التيارات المضلة؛ وهذا مما يستدعي العناية التامة بتعليم العقيدة الصحيحة لأبناء المسلمين من مصادرها الأصيلة. )
وسأقوم بنقل الكتاب على فترات ..
وبالله التوفيق …..
موضوع رائع ومهم
بارك الله فيك أخوي خليفه وفي موازين حسناتك
( 23 )
الفصل الثاني
الشرك: تعريفه، أنواعه
أ ـ تعريفه:
الشرك هو: جعل شريك لله تعالى في ربوبيته وإلهيته.
والغالب الإشراك في الألوهية؛ بأن يدعو مع الله غيره، أو يصرف له شيئًا من أنواع العبادة، كالذبح والنذر، والخوف والرجاء والمحبة. والشركُ أعظمُ الذنوب؛ وذلك لأمور :
1 ـ لأنه تشبيه للمخلوق بالخالق في خصائص الإلهية، فمن أشرك مع الله أحدًا فقد شبهه به، وهذا أعظم الظلم، قال تعالى : { إن الشرك لظلم عظيم }. [لقمان: 13. ]
والظلم هو : وضع الشيء في غير موضعه، فمن عبد غير الله؛ فقد وضع العبادة في غير موضعها، وصرفها لغير مستحقها، وذلك أعظم الظلم.
2 ـ أن الله أخبر أنه لا يغفره لمن لم يتب منه، قال تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }. [النساء: 48. ]
3 ـ أن الله أخبر أنه حرَّم الجنة على المشرك، وأنه خالد مخلد في نار جهنم، قال تعالى : { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار }. [المائدة: 72. ]
4 ـ أن الشرك يُحبطُ جميعَ الأعمال، قال تعالى : { ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون }. [الأنعام: 88. ]
وقال تعالى : { ولقد أوحى إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين }. [الزمر: 65. ]
5 ـ أنَّ المشرك حلالُ الدم والمال، قال تعالى : { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد }. [التوبة: 5. ]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : “ أمرتُ أن أقاتلَ حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها “. [رواه البخاري ومسلم. ]
6 ـ أنَّ الشركَ أكبرُ الكبائر، قال صلى الله عليه وسلم : ” ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ” قلنا : بلى يا رسول الله، قال: ” الإشراك بالله، وعقوق الوالدين… ” الحديث [رواه البخاري ومسلم. ]
قال العلامة ابن القيم : [ الجواب الكافي ص109.] ( أخبر سُبحانه أن القصد بالخلق والأمر : أن يُعرفَ بأسمائه وصفاته، ويُعبدَ وحده لا يُشرك به، وأن يقوم الناس بالقسط، وهو العدل الذي قامت به السماوات والأرض، كما قال تعالى : { لقد أرسلنا رسلنا بالبيانات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط }. [الحديد: 25. ]
فأخبر سبحانه أنه أرسل رسله، وأنزل كتبه؛ ليقوم الناس بالقسط، وهو العدل، ومن أعظم القسط : التوحيد، وهو رأس العدل وقوامه؛ وإن الشرك ظلم كما قال تعالى : { إن الشرك لظلم عظيم }. [لقمان: 13. ]
فالشرك أظلم الظلم، والتوحيد أعدل العدل، فما كان أشد منافاةً لهذا المقصود فهو أكبر الكبائر ).
إلى أن قال : ( فلما كان الشرك منافيًا بالذات لهذا المقصود؛ كان أكبر الكبائر على الإطلاق، وحرم الله الجنة على كل مشرك، وأباح دمه وماله وأهله لأهل التوحيد، وأن يتخذوهم عبيدًا لهم لما تركوا القيام بعبوديته، وأبى الله سبحانه أن يقبل لمشرك عملًا، أو يقبلَ فيه شفاعة، أو يَستجيب له في الآخرة دعوة، أو يقبل له فيها رجاء؛ فإن المشرك أجهل الجاهلين بالله، حيث جعل له من خلقه ندًا، وذلك غاية الجهل به، كما أنه غاية الظلم منه، وإن كان المشرك في الواقع لم يظلم ربَّه، وإنَّما ظَلَمَ نفسَه ) انتهى.
7 ـ أنَّ الشركَ تنقص وعيب نزه الرب سبحانه نفسه عنهما، فمن أشرك بالله فقد أثبت لله ما نزه نفسه عنه، وهذا غاية المحادَّةِ لله تعالى، وغاية المعاندة والمشاقَّة لله.
ب ـ أنواع الشرك :
الشرك نوعان :
النوع الأول : شرك أكبر يُخرج من الملة، ويخلَّدُ صاحبُهُ في النار، إذا مات ولم يتب منه، وهو صرفُ شيء من أنواع العبادة لغير الله، كدعاء غير الله، والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين، والخوف من الموتى أو الجن أو الشياطين أن يضروه أو يُمرضوه، ورجاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من قضاء الحاجات، وتفريج الكُربات، مما يُمارسُ الآن حولََ الأضرحة المبنية على قبور الأولياء والصاحين، قال تعالى : { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون }. [يونس: 18. ]
والنوع الثاني : شرك أصغر لا يخرج من الملة؛ لكنه ينقص التوحيد، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر، وهو قسمان :
القسم الأول : شرك ظاهر على اللسان والجوارح وهو : ألفاظ وأفعال، فالألفاظ كالحلف بغير الله، قال صلى الله عليه وسلم : ” من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ” [رواه الترمذي وحسنه وصححه الحاكم. ]. وقول: ما شاء الله وشئت، قال صلى الله عليه وسلم : لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت، فقال : ” أجعلتني لله ندًا ؟! قُلْ: ما شاءَ الله وحده “. [رواه النسائي.] وقول : لولا الله وفلان، والصوابُ أن يُقالَ : ما شاءَ الله ثم شاء فلان؛ ولولا الله ثم فلان، لأن (ثم) تفيدُ الترتيب مع التراخي، وتجعلُ مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله، كما قال تعالى : { وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين }. [التكوير: 29. ]
وأما الواو : فهي لمطلق الجمع والاشتراك، لا تقتضي ترتيبًا ولا تعقيبًا؛ ومثلُه قول : ما لي إلا الله وأنت، و : هذا من بركات الله وبركاتك.
وأما الأفعال : فمثل لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه، ومثل تعليق التمائم خوفًا من العين وغيرها؛ إذا اعتقد أن هذه أسباب لرفع البلاء أو دفعه، فهذا شرك أصغر؛ لأن الله لم يجعل هذه أسبابًا، أما إن اعتقد أنها تدفع أو ترفع البلاء بنفسها؛ فهذا شرك أكبر لأنه تَعلَّق بغير الله.
القسم الثاني من الشرك الأصغر : شرك خفي وهو الشرك في الإرادات والنيات، كالرياء والسمعة، كأن يعمل عملًا مما يتقرب به إلى الله؛ يريد به ثناء الناس عليه، كأنه يُحسن صلاته، أو يتصدق؛ لأجل أن يُمدح ويُثنى عليه، أو يتلفظ بالذكر ويحسن صوته بالتلاوة لأجل أن يسمعه الناس، فيُثنوا عليه ويمدحوه. والرياء إذا خالط العمل أبطله، قال الله تعالى : { فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا }. [الكهف: 110. ]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : “ أخوفُ ما أخافُ عليكم الشرك الأصغر ” قالوا : يا رسول الله، وما الشرك الأصغر ؟ قال : ” الرياء “. [رواه أحمد والطبراني والبغوي في شرح السنة. ]
ومنه : العملُ لأجل الطمع الدنيوي، كمن يحج أو يؤذن أو يؤم الناس لأجل المال، أو يتعلم العلم الشرعي، أو يجاهد لأجل المال. قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” تَعِسَ عبدُ الدينار، وتعِسَ عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أُعطي رضي، وإن لم يُعطَ سخط “. [رواه البخاري. ]
قال الإمام ابنُ القيم رحمه الله : ( وأما الشرك في الإرادات والنيات، فذلك البحر الذي لا ساحل له، وقلَّ من ينجو منه. فمن أراد بعمله غير وجه الله، ونوى شيئًا غري التقرب إليه وطلب الجزاء منه؛ فقد أشرك في نيته وإرادته، والإخلاص : أن يُخلص لله في أفعاله وأقواله، وإرادته ونيته. وهذه هي الحنيفية ملة إبراهيم التي أمر الله بها عباده كلهم، ولا يُقبلُ من أحدٍ غيرها، وهي حقيقة الإسلام، كما قال تعالى : { ومن يتبغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين }. [آل عمران: 85. ] وهي ملَّةُ إبراهيمَ ـ عليه السلام ـ التي من رغب عنها فهُو من أسفَهِ السُّفهاء ) [الجواب الكافي ص 115.] انتهى.
يتلخَّص مما مر أن هناك فروقًا بين الشرك الأكبر والأصغر، وهي :
1 ـ الشرك الأكبر : يُخرج من الملة، والشرك الأصغر لا يُخرج من الملة، لكنه ينقص التوحيد.
2 ـ الشرك الأكبرُ : يخلَّدُ صاحبه في النار، والشرك الأصغر لا يُخلَّد صاحبُه فيها إن دَخَلها.
3 ـ الشركُ الأكبرُ يحبطُ جميع الأعمال، والشرك الأصغر لا يحبط جميع الأعمال، وإنما يحبط الرياء والعمل لأجل الدنيا العمل الذي خالطاه فقط.
4 ـ الشرك الأكبر يبيح الدم والمال، والشرك الأصغر لا يبيحهما.
يتبــــــع >>>
( 22 )
الفصل الأول
الانحراف في حياة البشرية
خلق الله الخلق لعبادته، وهيأ لهم ما يعينهم عليها من رزقه، قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (56) ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون (57) إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين (58) }. [الذاريات: 56 ـ 58. ]
والنفسُ بفطرتها إذا تركت؛ كانت مقرة لله بالإلهية، مُحبَّةً لله، تَعبدُه لا تُشرك به شيئاُ، ولكن يفسدها وينحرف بها عن ذلك ما يُزيِّنُ لها شياطين الإنس والجن بما يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا، فالتوحيد مركوز في الفطرة، والشرك طارئ ودخيل عليها، قال الله تعالى : { فأقم وجهك للدين حنيفًا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله }. [الروم: 30. ]
وقال صلى الله عليه وسلم : ” كل مولود يُولَدُ على الفطرة فأبواه يُهوِّدانه، أو يُنصِّرانه، أو يُمجِّسانه ” [في الصحيحين من حديث أبي هريرة ].
فالأصلُ في بني آدم : التوحيد.
والدينُ الإسلام وكان عليه آدم عليه السلام، ومنْ جاءَ بَعدَهُ من ذُرّيته قُرونًا طويلة، قال تعالى : { كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين }. [البقرة: 213. ]
وأول ما حدث الشرك والانحراف عن العقيدة الصحيحة في قوم نوح، فكان عليه السلام أول رسول إلى البشرية بعد حدوث الشرك فيها : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده }. [النساء: 163. ]
قال ابن عباس : كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرةُ قرون؛ كلهم على الإسلام.
قال ابن القيم [إغاثة اللهفان (2/102 ). ] : ( وهذا القولُ هو الصواب قطعًا؛ فإنَّ قراءة أُبيّ بنِ كعبٍ ـ يَعني: في آية البقرة ـ: ( فاختلفوا فبعث الله النبيين ). ويشهد لهذه القراءة قوله تعالى في سورة يونس : { وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا } ). [يونس: 19. ]
يريد ـ رَحمهُ اللهُ ـ أنَّ بعثةَ النبيين سببُها الاختلاف عما كانوا عليه من الدين الصحيح، كما كانت العربُ بعد ذلك على دين إبراهيمَ عليه السلام؛ حتَّى جاء عمرو بن لحي الخزاعي فغير دينَ إبراهيم، وجَلبَ الأصنام إلى أرضِ العرب، وإلى أرض الحجاز بصفة خاصة، فَعُبدت من دون الله، وانتشر الشركُ في هذه البلاد المقدسة، وما جاورها؛ إلى أن بعث الله نبيه محمدًا خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم فدعا الناس إلى التوحيد، واتباع ملة إبراهيم، وجاهد في الله حق جهاده؛ حتى عادت عقيدة التوحيد وملة إبراهيم، وكسر الأصنام وأكمل الله به الدين، وأتم به النعمة على العالمين، وسارت على نهجه القرون المفضلة من صدر هذه الأمة؛ إلى أن فشا الجهل في القرون المتأخرة، ودخلها الدخيلُ من الديانات الأخرى، فعاد الشرك إلى كثير من هذه الأمة؛ بسبب دعاة الضلالة، وبسبب البناء على القبور، متمثلًا بتعظيم الأولياء والصالحين، وادعاء المحبة لهم؛ حتى بنيت الأضرحة على قبورهم، واتخذت أوثانًا تُعبدُ من دون الله، بأنواع القرُبات من دعاء واستغاثة، وذبح ونذر لمقامهم. وسَموا هذا الشرك : توسُّلًا بالصالحين، وإظهارًا لمحبتهم، وليس عبادة لهم، بزعمهم، ونسوا أن هذا هو قول المشركين الأولين حيث يقولون : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى }. [الزمر: 3. ]
ومع هذا الشرك الذي وقع في البشرية قديمًا وحديثًا، فالأكثرية منهم يؤمنون بتوحيد الربوبية، وإنما يشركون في العبادة، كما قال تعالى : { وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون }. [يوسف: 106. ]
ولم يجحد وجودَ الرب إلا نزرٌ يسير من البشر، كفرعون والملاحدة الدهريين، والشيوعيين في هذا الزمان، وجحودهم به من باب المكابرة؛ وإلا فهم مضطرون للإقرار به في باطنهم، وقرارة نفوسهم، كما قال تعالى : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا }. [النمل: 14. ]
وعقولهم تعرف أن كل مخلوق لابد له من خالق، وكل موجود لابد له من موجد، وأن نظام هذا الكون المننضبط الدقيق لابد له من مدبر حكيم، قدير عليم، من أنكره فهو إما فاقد لعقله، أو مكابر قد ألغى عقله وسفه نفسه، وهذا لا عِبرةَ به.
يتبـــــع >>>
( 21 )
الباب الثالث
في بيان الشرك والانحراف في حياة البشرية
ولمحة تاريخية عن الكفر والإلحاد والشرك والنِّفاق
ويتضمن الفصول التالية :
الفصل الأول : الانحراف في حياة البشرية.
الفصل الثاني : الشرك ـ تعريفه وأنواعه.
الفصل الثالث : الكفر ـ تعريفه وأنواعه.
الفصل الرابع : النفاق ـ تعريفه وأنواعه.
الفصل الخامس : بيان حقيقة كل من: الجاهلية ـ الفسق ـ الضلال ـ الردة: أقسامها، وأحكامها.
يتبـــــع >>>
وجزاك الله بالمثل اخوي وبارك فيك
__________________