بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
هذا كتاب ماتع لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن عبدالله الفوزان،
قال في مقدمته :
( فهذا كتاب في علم التوحيد، وقد راعيت فيه الاختصار مع سهولة العبارة، وقد اقتبسته من مصادر كثيرة من كتب أئمتنا الأعلام، ولا سيما كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب العلامة ابن القيم، وكتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه من أئمة هذه الدعوة المباركة، ومما لا شك فيه أن علم العقيدة الإسلامية هو العلم الأساسي الذي تجدر العناية به تعلمًا وتعليمًا وعملًا بموجبه؛ لتكون الأعمال صحيحة مقبولة عند الله نافعة للعاملين، وخصوصًا وأننا في زمان كثرت فيه التيارات المنحرفة؛ تيار الإلحاد، وتيار التصوف والرهبنة، وتيار القبورية الوثنية، وتيار البدع المخالفة للهدي النبوي، وكلها تيارات خطيرة ما لم يكن المسلم مسلحًا بسلاح العقيدة الصحيحة المرتكزة على الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة، فإنه حري أن تجرفه تلك التيارات المضلة؛ وهذا مما يستدعي العناية التامة بتعليم العقيدة الصحيحة لأبناء المسلمين من مصادرها الأصيلة. )
وسأقوم بنقل الكتاب على فترات ..
وبالله التوفيق …..
__________________
الســـــــلام عليـــــكم ورحمــــــة الله وبركـــــــاته
يسلمــــــــــوووووووووووووووو على المــــــــــــــــووووضوووع
والله يعطيــك العافيــــــــــــــــه
الله يبـــــارك فيـــك
الفصل الأول
في بيان معنى توحيد الربوبية وإقرار المشركين به
التوحيد: بمعناه العام هو اعتقادُ تفرُّدِ الله تعالى بالربوبية، وإخلاص العبادة له، وإثبات ما له من الأسماء والصفات، فهو ثلاثة أنواع:
توحيد الربوبية،
وتوحيد الألوهية،
وتوحيد الأسماء والصفات،
وكل نوع له معنى لابد من بيانه؛ ليتحدد الفرق بين هذه الأنواع:
1 ـ فتوحيد الربوبية:هو إفرادُ الله تعالى بأفعاله؛ بأن يُعتقَدَ أنه وحده الخالق لجميع المخلوقات: {الله خالق كل شيء }. [الزمر: 62. ]
وأنه الرازق لجميع الدواب والآدميين وغيرهم: {* وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها }. [هود: 6. ]
و أنه مالكُ الملك، والمدبرُ لشئون العالم كله؛ يُولِّي ويعزل، ويُعزُّ ويُذل، قادرٌ على كل شيء، يُصَرِّفُ الليل والنهار، ويُحيي ويُميت: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير (26) تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب (27) }. [آل عمران: 26، 27. ]
وقد نفى الله سبحانه أن يكونَ له شريكٌ في الملك أو معين، كما نفى سُبحانه أن يكونَ له شريكٌ في الخلق والرزق، قال تعالى: {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه }. [لقمان: 11. ]
وقال تعالى: {أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه }. [الملك: 21. ]
كما أعلن انفراده بالربوبية على جميع خلقه فقال: {الحمد لله رب العالمين (2)} الفاتحة: 2. ]، وقال: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثًا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين (54) }. [الأعراف: 54. ]
وقد فَطَرَ الله جميعَ الخلق على الإقرار بربوبيته؛ حتى إن المشركين الذين جعلوا له شريكًا في العبادة؛ يقرون بتفرده بالربوبية، كما قال تعالى: {قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم (86) سيقولون لله أفلا تتقون (87) قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون (88) سيقولون لله قل فأنى تسحرون (89) }. [المؤمنون: 86 ـ 89. ]
فهذا التوحيدُ لم يذهب إلى نقيضه طائفة معروفة من بني آدم؛ بل القلوب مفطورة على الإقرار به؛ أعظم من كونها مفطورة على الإقرار بغيره من الموجودات؛ كما قالت الرسل فيما حكي الله عنهم: {* قالت رسلهم أفي الله شك فاطر ا لسماوات والأرض }. [إبراهيم: 10. ]
وأشهر ممن عرف تجاهله وتظاهره بإنكار الرب فرعون، وقد كان مستيقنًا به في الباطن كما قال له موسى: {قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر }. [الإسراء: 102. ]
وقال عنه وعن قومه: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوًا }. [النمل: 14. ]
وكذلك من ينكر الرب اليوم من الشيوعيين، إنما ينكرونه في الظاهر مكابرة؛ وإلا فهم في الباطن لابد أن يعترفوا أنه ما من موجود إلا وله موجد، وما من مخلوق إلا وله خالق وما من أثر إلا وله مؤثر، قال تعالى: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون (35) أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون (36) }. [الطور: 35 ـ 36. ]
تأمل العالم كله، علويه وسفليه، بجميع أجزائه؛ تجده شاهدًا بإثبات صانعه وفاطره ومليكه. فإنكار صانعه وجحده في العقول والفطر؛ بمنزلة إنكار العلم وجحده، لا فرق بينهما [لأن العلم الصحيح يثبت وجود الخالق. ]، و ما تبجح به الشيوعية اليوم من إنكار وجود الرب؛ إنما هو من باب المكابرة، ومصادرة نتائج العقول والأفكار الصحيحة، ومن كان بهذه المثابة، فقد ألغى عقله ودعا الناس للسخرية منه.
قال الشاعر:
كيف يعصي الإله ويجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
يتبــــــع >>>
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله بالمثل أخي سحاب وأحسن إليك وبارك الله فيك ورزقك طاعته
ومثل ما قال أخوي
أي واحد عنده استفسار أو سؤال في العقيدة والمنهج يتفضل ولا يتردد
أنا وخوي سحاب بننقل لكم الاجابات إن شاء الله تعالى
وبتكون الاجابات منقولة من العلماء الربانيين والمشايخ المعتبرين والمعروفين بحسن المنهج
وبارك الله لي ولكم
__________________
أي استفسار أو سؤال أو اشكال في العقيدة
فيشارك من غير تردد
وجزيتم خيرا