عصيان مدني يشل الحركة في عدن

خطة أميركية أوروبية لنقل السلطة في اليمن

تسربت تقارير صحافية في العاصمة اليمنية صنعاء أمس عن تبلور ملامح تسوية للازمة السياسية في اليمن بحبكة أميركية أوروبية لنقل السلطة سلمياً.. بالتزامن مع استمرار جناح الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في تكتيك الحشود الضخمة بعد نجاح هذا التحرك يوم الجمعة الماضي في مسيرة الإخاء والبيعة، في حين صعّد ثوار ‬1 فبراير بعصيان مدني ضمن مطالب إسقاط صالح وأسرته من الحكم.

وفي جديد الأزمة اليمنية، قالت مصادر مقربة من الحكومة إن هناك مساعي محلية وأميركية وأوروبية تتسارع حالياً من اجل التوصل إلى تسوية على قاعدة رحيل علي صالح وأقاربه في مقابل رحيل اللواء علي محسن.
وبحسب ما تسرب من مصادر مطّلعة فان المقترح ينص على إقصاء عدد من الشخصيات المحسوبة على طرفي الخلاف، السلطة وأحزاب اللقاء المشترك.

وأوضح موقع «نبأ نيوز» أن المساعي الهادفة للوصول إلى انفراج للأزمة تتمثل في رحيل الشيخ عبدالمجيد الزنداني وأولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر العشرة إلى خارج الوطن، مقابل إقصاء وإبعاد كل من قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى المدرعة اللواء علي محسن صالح وقائد المنطقة الشرقية اللواء محمد علي محسن ومن معهم من الذين أعلنوا انضمامهم إلى ثورة الشباب والخروج عن الشرعية الدستورية من مناصبهم. كما تتضمن المبادرة إقصاء رئيس أركان الأمن المركزي العميد يحيى محمد عبدالله صالح ووكيل جهاز الأمن القومي العقيد عمار محمد عبدالله صالح من منصبيهما بهدف تهيئة الأجواء للوصول إلى حوار جاد ومسؤول بين المؤتمر وحلفائه وأحزاب اللقاء المشترك وشركائه.

عصيان في عدن
إلى ذلك، صعّدت ثورة ‬16 فبراير من حركتها الاحتجاجية عبر عصيان مدني في عدن.
وفي إطار مطالب إسقاط نظام الرئيس صالح وأسرته من الحكم.. تعطلت الحياة العامة في عدن، كبرى مدن جنوب اليمن. وشهد عدد من مديريات عدن مثل: الشيخ عثمان والمنصورة وكريتر والمعلا والبريقة اضراباً عاماً، أغلقت بموجبه غالبية المحلات التجارية أبوابها وتوقفت حركة المواصلات.

وقالت مصادر مطلعة وشهود عيان لوكالة «يونايتد برس انترناشونال» إن اشتباكات بين رجال الجيش ومعتصمين في مديريتي المنصورة والمعلا جرت حين حاول الجيش افتتاح شوارع رئيسية في المديريتين، وأشارت إلى قيام المعتصمين بمنع السيارات من المرور وعلى إثرها اضطر المشاة إلى عبور الشوارع سيرا على أقدامهم بعدما منعت حركة السير من قبل منفذي العصيان المدني.

وأطلقت قوات من الشرطة والجيش النار في المنصورة في محاولة لإعادة فتح الشارع الرئيسي المغلق منذ أكثر من شهر ونصف بسبب استخدامه كمقر للاعتصام المطالب برحيل صالح. وحدث الأمر ذاته في مديرية المعلا حيث شهدت محاولة لفتح الشارع العام، إلا أن المتظاهرين رشقوا قوات الجيش بالحجارة ما دفع بالقوات الحكومية إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء.
وتعذر على موظفي الحكومة الذهاب إلى أعمالهم اثر قطع الطرق وحركة المرور بالسيارات بين المديريات التي نفذت العصيان كما تعطلت العملية الدراسية في مختلف المراحل.

وكانت ثورة ‬16 فبراير الشبابية السلمية دعت الجمعة في بيان صحافي المواطنين اليمنيين إلى الالتزام بالإعلان الصادر عنها والامتناع عن تسديد فواتير الكهرباء والماء والتخلف عن دفع الضرائب تصعيدا للاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح.

حشد جديد
في المقابل، تجمع الآلاف من أنصار الرئيس اليمني في العاصمة صنعاء في أعقاب إظهار تأييدهم القوي له الجمعة الماضية.
وشكر الرئيس اليمني الآلاف من أنصاره الذين تجمعوا قرب القصر الرئاسي أمس لدعمهم الدستور في علامة أخرى على انه لا توجد لديه خطط فورية للتنحي. وحيا الحشد على ما وصفه بموقفهم البطولي وشكرهم على دعمهم للشرعية الدستورية وسط بحر من صوره ولافتات تؤيد استمرار بقائه في الحكم.
وأمس التقى صالح ومعه نائبه عبدربه منصور هادي المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية وأعضاء السلطة المحلية والقيادات الحزبية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني في محافظة البيضاء الذين، بحسب بيان وكالة الأنباء اليمنية، عبروا عن تأييدهم للشرعية الدستورية ووقوفهم إلى جانبها فيما يصون امن الوطن واستقراره ووحدته ويحافظ على مكاسب ثورته ونظامه الجمهوري.

وزير منشق عن صالح يدعو البيض إلى العودة
دعا وزير يمني منشق عن نظام الرئيس علي عبدالله صالح الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض إلى العودة إلى اليمن للمشاركة في إسقاط نظام علي صالح منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وقال وزير الأوقاف المنشق حمود الهتّار في بيان وزع أمس: «نطالب البيض بالتراجع عن مطالبه بفك الارتباط واستقلال الجنوب والعودة إلى خطابه الوحدوي وإيقاف الدعوات والشعارات الانفصالية لإسقاط نظام الرئيس صالح».

ودعا الهتار في بيانه الرئيس الجنوبي السابق الذي وقع اتفاقية الوحدة مع نظيره الشمالي في ‬22 مايو ‬1990 إلى «العودة إلى أرض الوطن والمشاركة في حرب التغيير السلمية».
وعاتب الهتار البيض على تصريحاته خلال اليومين الماضيين ومطالبته بفك الارتباط ورفضه لأي حوار لا يقوم على استقلال جنوب اليمن.

وكان البيض فر عقب حرب صيف ‬1994 بين الشمال والجنوب مع قيادات من الحزب الاشتراكي اليمني اثر وحدة سلمية بين الشمال والجنوب.

One thought on “خطة أميركية أوروبية لنقل السلطة في اليمن

  1. الله يصلح احوال المسلمين ان شالله

    اهل اليمن شعب طيب وكريم ما يستاهل مثل هذه القياده

    افسدتهم وافسدت حسياتهم

    حتى افسدت علاقتهم مع اخوانهم في دول مجلس التعاون الخليجي

Comments are closed.