قصيدة البحر التي ألقاها الشاعر السعودي جاسم الصحيح في برنامج ” أمير الشعرا ء” في أبوظبي

[POEM=”font=”Simplified Arabic,5,white,bold,normal” bkcolor=”transparent” bkimage=”./images/backgrounds/3.gif” border=”double,7,coral” type=3 line=0 align=center use=ex num=”0,black””]
يا بحرُ.. كُلُّكَ في مسامرتي فَمُ=فافتحْ زُجاجةَ ما تُكِنُّ وتكتـــــمُ

وأَدِرْ أساطيرَ البدايةِ بينَنــــــا=سِيَّانِ: شَهْدُ حديثِها والعلقـــمُ

سِيَّانِ: فَرَّ من الزجاجةِ ماردٌ=أمْ رَفَّ منها نورسٌ مُتَرَنِّــــــمُ

يا بحرُ.. يا شيخَ الرُّواةِ على المَدَى=مُتَعَوِّذاً من موجةٍ تَتَلَعْثَــــــــــــــــمُ

حُرِّيَّةُ الكلماتِ فيكَ.. تقاصَــــــرَتْ=عنها اللغاتُ ولم يَسَعْهاَ المعجـــــمُ

هذا لسانُكَ هادرٌ بِحكايـــــــــةِ الـ= -إنسانِ يختزلُ المدى ويُحَجِّــــــــــمُ

فالمدُّ والجزرُ اختصارُ عوالِـــــــــمٍ=في الأرضِ.. تبنيها العصورُ وتهدمُ

فكأنَّما في الموجِ ربٌّ غاضـــــــــبٌ=يمحو، وربٌّ في الشواطئِ يرســـمُ!

وكأنَّما لُجَجُ المياهِ خلائــــــــــــــقٌ=تنمو على شطِّ الحياةِ، وتُعْـــــــدَمُ!

وكأنَّما التيَّارُ – وَهْوَ مُجَـــــــــــــدَّلٌ=في الرَمْلِ – أعمارُ الذينَ تَصَرَّموا!

يا بحرُ.. مادامَ الطريقُ يُعيدُنــــــا=لِلبِدْءِ من حيث النهايةُ تجثُـــــــــمُ

حَطِّمْ ضلوعيَ في ضلوعِكَ، إِنَّنا =مُتَوحِّدانِ بِقَدْرِ ما نَتَحَطَّــــــــــــمُ

يا بحرُ.. قالوا عنكَ : نبعُ أرومةٍ=للكائناتِ وللبدايـــــــــــــــــةِ توأمُ

ويُقالُ: كنتَ هناكَ أوَّلَ عاشـــقٍ=فَهِمَ الغرامَ فذابَ فيما يفهـــــمُ

هيمانُ تصهركَ المراهقةُ التي=تَخِذَتْ ملامحَ زُرْقَةٍ تَتَضَــــرَّمُ

حتَّى إذا اكتَمَلَ انصهارُكَ في الهوى=صلَّى عليكَ العاشقونَ وسَلَّمــــــــــوا

وجمعتَ كلَّ صلاتِهِمْ وسلامِهِــــــــــــمْ=دُرَراً أضاءَ بِها القرارُ المُعْتِـــــــــــــمُ

يا بحرُ.. هذي الشمسُ تنصبُ عرشَها=فوقَ الشواطئِ ، والهجيرُ يُخَيِّـــــــــــمُ

والصيفُ جاءَ كَ عارياً وكأنَّــــــــــــــــهُ=عاصٍ يُصَرِّحُ بالذنوبِ وينــــــــــــــــدمُ

والمبحرونَ على امتدادِكَ حينمَــــــــــا=رضعُوا المسافةَ ما اشْتَهَوْا أنْ يُفْطَمُوا

قنطارُ) ضحكتِهِمْ يرنُّ إذَا سجــــــــــا=من خيبةِ الموجِ المحطَّمِ (درهـــــــــمُ

وأنا أتيتُكَ في شِبَاكِ بلاغتـــــــــــــــي=أصطادُ ما يُوحي مداكَ ويُلْهِــــــــــــمُ

صنَّارتي مثلُ الحقيقةِ صُلْبَـــــــــــةٌ=تُدمي، و(طُعْمِيَ) كالمجازِ مُنَمْنَـــــــمُ

فَلَرُبَّما انزلَقَتْ إليَّ قصيــــــــــــــدةٌ=من بينِ أرزاقٍ لديكَ تُقَسَّــــــــــــمُ

يا بحرُ.. يا دمعَ الطبيعةِ حينمَا=كانَتْ على إنسانِها تَتَأَلَّــــــــــمُ

عَبَثاً أطارحكَ الغناءَ، وها هُنَــا=في كلِّ موجٍ للطبيعةِ مَأتَــــــــــمُ

حَطِّمْ ضلوعيَ في ضلوعِكَ، إِنَّنا =مُتَوحِّدانِ بِقَدْرِ ما نَتَحَطَّـــــــــــمُ

هذي الملوحةُ – لا عدمتَ مذاقَها= رمزٌ على الحزنِ الذي نتجشَّــــــمُ

يا بحرُ.. هل بَقِيَتْ لديكَ أُبُوَّةٌ=تحنو على تَعَبِ البنينِ وترحمُ

فأنا ابْنُكَ النَّهرُ الذي سَرَّحْتَـــهُ=في الأرضِ يعزفُ رملَها ويُنَغِّمُ

في روحِ قِدِّيسٍ رَحَلْتُ كأنَّمــــا=صَفَحاَتُ مائيَ لؤلؤٌ مُتَبَسِّــــــمُ

ورَجِعْتُ ألهثُ في غسيلِ سرائرٍ=سوداءَ.. فيها لؤلوئي يَتَفَحَّـــــمُ

من كلِّ يابسةٍ حملتُ حكايــــــــةً=في الموجِ تُسديها الهمومُ وتُلحِمُ

ألقَى بيَ الفقراءُ أوجاعَ القُـرَى..=وَجَعاً يئنُّ وآخَراً يَتَصَنَّـــــــــــــمُ!

ورمَى بيَ العاصونَ من آثامِهِمْ=ما لم تُطِقْهُ مفاصلي والأَعْظُـــمُ

وشعرتُ يا أَبَتي.. شعرتُ بشهوةٍ=حمراءَ تصهلُ داخلي، وتحمحــمُ

وهناك حيث الماءُ أطلقَ مَــــــدَّهُ=في الضِّفَّتَينِ رغائباً تَتَوَحَّـــــــــمُ

ضاجعتُ يابسةَ الحقولِ فأَنْجَبَـــتْ=شوكاً.. وساد على الثِّمارِ، العلقمُ!

هِيَ رحلةُ العُمرِ التي قايَضْتُهــــــــا=ما كنتُ أعلمُهُ بما أَتَعَلَّـــــــــــــــــمُ

تُبْ يا أبي عنِّي.. لعلَّ رصاصــــةً=جَنَتِ الذنوبَ يتوبُ عنها المنجمُ!

واشفقْ عَلَيَّ بأنْ أثورَ فَإِنَّنـــــــي=جَسَدٌ بِقنبلةِ الذنوبِ مُلَغَّــــــــــــــمُ

انزعْ فتيلَتِيَ الأثيمةَ وَارْمِنــــــــي=في الملحِ يغسلُني البياضُ الأكرمُ

حتَّى أعودَ إلى الصفاءِ كأنَّنـــــــي =مَلَكٌ أَغَرُّ من الذنوبِ مُعَقَّــــــــــمُ

يا بحرُ.. مازالَ الكمالُ غوايـــــــةً=للطامحينَ، وغايةً تَتَضَــــــــــــخَّمُ

لو كنتُ أملكُ جَنَّةً لرَأَيتَنــــــــــــي =طَمَعاً أؤنِّقُ جنَّتي وأُهَنْـــــــــــــدِمُ

يا بحرُ.. هلْ أنتَ الصدى لِمشاعرٍ=في النَّفْسِ يعزفُها القضاءُ المُبْرَمُ؟

لامستُ فيكَ حكايتي من هَمْسِها=حتَّى الهديرِ كأنَّني بِكَ مُتْخَــــــمُ

هلْ أنتَ جرحٌ مثلُ جرحيَ طــــاعنٌ=في الأرضِ يغرقُ في مداهُ، المرهمُ؟

هلْ عمقُ قاعِكَ مثلُ عُمْقِ قصيدةٍ=في خاطري.. أَزَلِيَّةٍ.. لا تهــــرمُ؟

هلْ هذهِ الأسماكُ في رَوَغَانِــــها=هِيَ أُمنياتيَ في مِياهِكَ عُــــــوَّمُ؟

هل عنفوانُ المدِّ فائضُ ثــــــورةٍ=في عمقِ ذاتيَ بالتَّحَرُّرِ تحلــــمُ؟

تَعِبَ السؤالُ فكُنْ لهُ أرجوحـــــةً=يغفُو على موجاتِها ، ويُهَــــــوِّمُ

يا أيُّها المخفورُ داخلَ عزلــــــــةٍ=في الذاتِ يغمرُها الضبابُ الأبكمُ

لامستُ فيكَ حكايتي من هَمْسِها=حتَّى الهديرِ كأنَّني بِكَ مُتْخَـــــمُ!

فأنا المقيمُ إقامةً جبريَّـــــــــــــةً=في قامتي حيث الخلاصُ تَوَهُّمُ!

لِيَ حيرةٌ في الغيبِ تشبهُ حيرتي=في الحبِّ: هل أنا مغرمٌ أم مُرغَمُ؟!

يا بحرُ.. كانَ الشِّعرُ بُوصَلَةَ الهـوى=في القلبِ.. يقفوها بدورتِهِ الــــــــدَمُ

الشِّعرُ صِنْوُكَ في الخلودِ، كلاكُمَا=قِدَمٌ على الدنيا.. فَمَنْ هُوَ أقــــدمُ؟

والشِّعرُ صِنْوُكَ في الجلالِ، كِلاكُمَا=عِظَمٌ على الدنيا.. فَمَنْ هُوَ أعظَمُ؟

وأنا امتدادُكُما معاً في شــــــــــاعرٍ=يهتزُّ ملءَ جوارحي ويُدَمــــــــــــدِمُ

هذا الغريبُ يعيشُ داخلَ جُثَّتـــــي=قلقاً يثورُ وحيرةً تتَــــــــــــــــــأَزَّمُ

فأنا التباسٌ بالمِدادِ، يُخيفُنــــــي=وَرَقٌ بِهاويةِ البياضِ مُحَـــــــزَّمُ

أمشي وأعثرُ بالفراغِ، ولا أرى=ضوءاً يرمِّمُ عثرتي ويُقَــــــــوِّمُ

كانَتْ ولادتيَ القديمةُ هُـــــوَّةً=تأبى بغيرِ ترابِ موتـــيَ تُردَمُ

إنْ صَحَّ لي قبرٌ بحجمِ قصيدتي=فمقاسُهُ بمقاسِ ما أنا أحلــــــمُ!

يا بحرُ.. قالوا عنكَ : أوَّلُ حاك=مٍما انفكَّ في جبروتهِ يتنعَّــــــــــمُ

الماءُ عرشُكَ والسواحلُ سُـــدَّةٌ=شمَّاءُ.. تحرسُها الرياحُ الحُوَّمُ

والمطلقُ الممتدُّ فيكَ مشيئــــــةٌ=زرقاءُ يسكنُها المصيرُ المبهمُ

وهُناكَ أنتَ جلالةٌ غَيْبيَّـــــــــــــةٌ= تسطو على الأُفُقِ البعيدِ وتحكمُ

وَوَرَاءَ وجهكَ مذبحٌ لا ينتشــي =حتَّى يعربدَ في شواربكَ الـــدَمُ

يا بحرُ.. ما بالُ العدالةِ ثاكـــــــلٌ=في الماءِ، والدُّرَرُ الصغيرةُ يُتَّــمُ؟؟

ما بالُ قاعِكَ يستغيثُ كأنَّــــــــهُ=غابٌ بِأنيابِ الوحوشِ مُسَمَّــــمُ؟

خَبَّأْتَ حزنَكَ خلفَ ألفِ فُقاعةٍ=وبَرَزْتَ في ألوانِها تَتَبَسَّـــــــمُ

لا تَأْمَنِ الزَبَدَ الضَحُوكَ، فَطَالَمَا=فَضَحَتْ أَساَكَ فُقَاعةٌ تَتَهَشَّــــــمُ

وأطلَّ وجهُكَ من مرايا عَتْمَــــــــــةٍ=في العُمْقِ.. تغرقُ في مَدَاهَا الأَنْجُمُ
[/POEM]

38 thoughts on “~*¤ô§ô¤*~برنامج و مسابقة أمير الشعراء ..أخبار وقصائد ~*¤ô§ô¤*~

  1. [MARK=”FFFF66″]في الحلقة الاخيرة ألقى كل شاعر من الــ 35 شاعر بيتا من الشعر تجمعت في قصيدة رائعة [/MARK]

    [POEM=”font=”Simplified Arabic,5,white,bold,normal” bkcolor=”transparent” bkimage=”./images/backgrounds/58.gif” border=”double,6,red” type=2 line=0 align=center use=ex num=”0,black””]مساء نجوم الشعر عمت مساءَ=وفُحت بأرواح القلوب وفاءَ

    عُزفنا كما الألحان همس ربابةٍ =وذُبنا على خدِّ القصيد ضياءَ

    أبى الشعر إلاّ أن ترفرف سحبه=لتمتد من فوق السماء سماءَ

    تُظلِّلُنا من عبقرِ الشعر غيمةُ=عَصرنا سناها أحرفاً وغِناءَ

    وإنَّا لقومٍ يسكنُ الشعرُ صوتَنا=ونسكن فيه الحزن والخيلاء

    تصلّي لنا الأحلامُ فيه ندية=وتصفوا بنا الأسرارُ إنْ هو شاءَ

    ونمنحه فوق الكلام إمارة=فيجعلنا بين الورى أمراءَ

    ونسكبه مِلءَ الرؤوسِ مُدامةً=توحِّدُ في عنقودها الندماءَ

    تقلدنا الأسماع تاج فخارها=وتمنحنا ما يسكرُ الشعراءَ

    ونحن اذا ما الليل قدّ قميصه=لبسنا من الحلم الجميل رداءَ

    وينشرُ فينا الفجرُ دفء حروفه=ونختال فيه بهجةً ونقاءَ

    فصرنا خلود الحسن والحسنُ خالدٌ=يسرّحُ في ماء العيون ظباءَ

    هو الشعرُ محرابٌ أقمنا بليله=يُفيضُ على كل القلوبِ رواء

    له زاهرٌ يكفي ! ويكفي احتفالنا=جلالاً يحاكي الزاهرين إباءَ

    وقافية تهدي المساء جروحنا=نلوذُ بها .. نشدو .. نفيء سماءَ

    إذا جاء وحيُ الشعرِ أشرعت لهفتي=وأشعلتُ من وهج الخيال لِقاءَ

    دخلنا فضاء الشعر كانوا نجومه=وكنتُ على كلِّ النجومِ فضاءَ

    سبحنا وكان المجد يطوي بحارنا=لكي ننسج الثوب الفصيح كساءَ

    جمعنا فتات الريح صار قصائداً=تعالت صحارى تستثير نداءَ

    تساقطت الأوراق وهي قديمةٌ=وبللها نور الجمال صفاءَ

    أحاول أن لا أرتدي ثوب سحنةٍ=أكونُ به في الأولين وراءَ

    دعتنا سماء تستثير ركابنا=فجئنا ولم ننس الغناء حداءَ

    ويكفي من الشعر الجميل قصيدةٌ=ليصبح شعبٌ كاملٌ شُعراءَ

    ونفرج عشقاً في فضاءات سحرها=لنزداد في عين الزمان بهاء

    بذرنا على سهل القصيدةِ حبنا =فأزْهَرَنا في روضه أمراءَ

    قدحنا سماء الشعرِ فانشق كوكبٌ=نجوماً تعاطيهم سناً وسناءَ

    وسحرُ جمال الشعر يبدأ هاهنا=من الأرض حتى يستحيل علاءَ

    لنحيا بروح الشعر غنجاً لأننا=رأينا سوى الأشعار فيك رياءَ

    وللشعر روح والبقاء لقائك=فلا طاب شعري وإنعبرت بقاءَ

    فأزهرت الدنيا حقول مشاعر=وحلّق ركبان الخيال ذكاءَ

    ومن قلب مصر الأمر جئت بأحرفي=وفي عذب ماء النيل ذُبتُ ولاءَ

    أنا الشعر يا من في الدياجير غارقٌ=وصوتي شعاعٌ في الوجودِ أضاءَ

    أتينا مع الأضواء حقل سنابلٍ =تناثر فيه السحرُ ثم أضاءَ

    وإنّا لقومٌ نطعمُ الحبَّ لحمَنَا =وإنْ جفَّ ضرعُ الغيم نصبحُ ماءَ[/POEM]

  2. وكأنَّمـا الصحـراءُ تعلـنُ موقـفـاً
    ضـدِّي فتطلـقُ رملَهـا إعصـاراَ

    قصيدة الشاعر جاسم الصحيح رائعه …

    تسلم اخوي الشامسي

  3. [MARK=”FFCC66″]هذه قصيدة الشاعر السعودي جاسم الصحيح في حلقة الجمعة الماضية[/MARK]

    للاستماع إلى القصيدة من خلال هذا الملف

    [POEM=”font=”Simplified Arabic,5,white,bold,normal” bkcolor=”transparent” bkimage=”./images/backgrounds/26.gif” border=”double,5,orangered” type=2 line=0 align=center use=ex num=”0,black””]هُمْ عَلَّقوكَ على السَّحابِ شِعاَراَ=وأنا غَرَسْتُكَ في التُّرابِ بِذاراَ

    وحَفَرْتُ فيكَ.. فكُنْ شفيعَ معاولـي=حين التراب يُعاَتِبُ الـحَفَّاراَ

    أَ تَضيقُ إنْ طاشَتْ سهامِيَ مَرَّةً..=ولَكَمْ حَرَسْتُكَ بالسِّهامِ مِراَراَ !

    دَلَّلْتُ في نَغَمي هَواَكَ كأنَّني=نيسانُ وَهْوَ يُدَلِّلُ الأزهاراَ

    دَعْني أُثَمِّن بالشِّجارِ محبتي=أغلَى المحبَّةِ ما يكونُ شِجاَراَ !

    وطني.. تُشاَغِبُني عليكَ عناصري=كالعَظْمِ حين يُشاَغِبُ الـجَزَّاراَ

    دَأْبِي أُرَقِّقُ بالمجازِ حقيقتيحتَّى أُحيلَ من الغُرابِ هَزاَراَ

    طيرُ السلامِ يعيشُ في (دشداشتي)=ويُقيمُ وَسْطَ جيوبِها أَوْكاَراَ !

    وطني.. وأقدسُ ما حَقَنْتُ بهِ دمي=مَصْلٌ يُقاَوِمُ خنجراً غَدَّاراَ :

    جَلَّ (العِقالُ) فما أنا بِمُساَوِمٍ=فيهِ عِداَدَ خيوطِهِ أقماراَ

    فَلَكٌ على رأسي يدورُ مهابةً=ونجابةً وكرامةً وفَخاَراَ

    أيُّ الكواكبِ بعد ضوءِ كواكبي=أختارُ من أضوائِها سُمَّاراَ !!

    وطني.. وليس على تضاريسِ الـمَدَى=وَطَنٌ عليهِ الأنبياءُ سَهاَرَى
    فتَعاَلَ نكسر جَرَّةَ الغَيْمِ التي=حَوَتِ الهمومَ، ونفضح الأمطاراَ !

    لا سِرَّ بَعْدَكَ.. أنتَ آخِرُ نجمةٍ=طَيَّ السماءِ تُخَبِّئُ الأسراراَ

    وَطَنُ (النُّصُوصِ المدرسيَّةِ) لم يَعُدْ=وَطَني، وإنْ أُلْقِمْتُهُ أشعاراَ

    ما العُودُ دون غِناَهُ غير جريمةِ الـ-=الأخشابِ ساعةَ تَصْلِبُ الأوتاراَ !

    صَدِئَتْ حجارةُ جِسْرِنا، وكأنَّما=آنَ الأوانُ لنصقلَ الأحجاراَ

    وطني .. وذاكرةُ الطفولةِ لم تَزَلْ=في حيرةٍ تستجوب الفَخَّاراَ

    من أنتَ ؟ وانتصبَ السؤالُ سفينةً ..=من أنتَ ؟ وارتفع الشراعُ حِواَراَ :

    جَسَدٌ من الكثبانِ مَدَّ قوامَهُ=عبر المكانِ مدائناً وقفاراَ !

    والأرضُ (أَعْراَبِيَّةٌ) نَسَجَتْ لها=بِيَدِ الهجيرِ عباءةً وخِماَراَ !

    والأُفْقُ صَقْرٌ راح يقطفُ عُمْرَهُ=من لَحْمِ عصفورٍ وعَظْمِ (حَباَرَى) !

    لا يستطيبُ الصقرُ لُقمَةَ عَيْشِهِ=حتَّى يَكُدَّ الرِّيشَ والمنقاراَ !

    وطني .. أُفَتِّشُ في فصولِ دراستي=فأَراَكَ أضيقَ ما تكونُ مَداَراَ

    ما لم يَقُلْهُ النحو أنَّكَ فاعل=رَفَعَتْهُ أذرعةُ الرجالِ مَناَراَ

    ولعلَّ أستاذَ الخرائطِ حينما=رَسَمَ الخطوطَ وحَدَّدَ الأَمْصاَراَ

    لم يَدْرِ أَنَّكَ لا تُحَدُّ بِرَسْمَةٍ=كالشمسِ وَهْيَ تُوَزِّعُ الأنواراَ

    ما أنتَ يا وطني مُجَرَّدُ طينةٍ=فأَصُوغُها لطفولتي تَذْكاَراَ

    حاشاَ .. ولستَ بِبُقْعَةٍ مربوطةٍ=قَيْدَ المكانِ أقيسُها أمتاراَ

    بَلْ أنتَ يا وطني مدَى حُرِّيَّتي=في الأرضِ حين أعيشُها أفكاراَ !

    وهنا حدودُكَ في المشاعرِ داخلي =مقدارُ ما نحيا مَعاً أحراراَ

    مقدارُ ما نعطي الترابَ حقوقَهُ=في المبدعينَ فيُبدع النُّوَّاراَ

    مقدارُ ما نَهَبُ البنفسجَ فرصةً ..=يمحو الذنوبَ ويغسل الأوزاراَ

    مقدارُ ما (نَجْدٌ)* تهبُّ لِـ(ـعَرْضَةٍ)*=فَتَدُقُّ أَبْهاَ الطَّارَ والمزماراَ
    مقدارُ ما (الأحساءُ) تحضنُ طَيْـبَـةً =في نخلةٍ حَمَلَتْ هَواَكَ ثِماَراَ

    هذي البلادُ وهذهِ أبعادُها=حُبًّا يُضيفُ إلى الدِّياَرِ دِياَراَ

    وأَعَزُّ ما في الحبِّ أنَّ شقاءَهُ=قَدَرٌ يُوَحِّدُ حَوْلَهُ أقداراَ !!

    وطني.. وكم خاَطَتْ شفاهَ حروفِها=لُغَتِي.. فدَعْ لِيَ صمتَها الثَّرثاراَ

    أستجوبُ النَّخلَ الطِّوَالَ بِلَهْجَةٍ=ثكلَى: لماذا لم تَكُنَّ قِصاَراَ ؟

    هَمَسَتْ إِلَيَّ من (الخليجِ) محارةٌ=تبكي.. وما أَشْجَى (الخليجَ) مَحاَراَ :

    للهِ ترتفعُ النخيلُ، ولم تزلْ=تشكو إليهِ همومَها الكُفَّاراَ

    نَصْراً لِفَلاَّحِينَ – من أعذاقِها -=قَطَفُوا التُّمورَ وعَلَّقُوا الأعماراَ !

      

    وطني.. وما زال الغريبُ بِداخلي=في التيهِ يفتضُّ الدروبَ عذارَى !

    في أيِّ (بئرٍ) ألتقيكَ ، فلم أَزَلْ=في رحلتي أَتَسَقَّطُ الآباراَ ؟

    ذئبُ الحضارةِ كاد يعقرُ ناقتي=ويُسَمِّمُ (العُلَّيقَ) و(الصَّبَّاراَ)

    وكأنَّما الصحراءُ تعلنُ موقفاً=ضدِّي فتطلقُ رملَها إعصاراَ

    أُوتِيتُ من عطشِ الجِمالِ حريقةً=ولَبِسْتُ من صبر الخيامِ دِثاَراَ

    (أسعَى) إليكَ على عزيمةِ (هاجَرٍ)=وأُحِسُّ قلبيَ (طفلَها) الـمُنْهاَراَ

    فمتى تفيضُ (البئرُ) عنكَ ونلتقي :=ظمآن صادَفَ (زمزماً) فَوَّاراَ[/POEM]

  4. يعطيك العافيه اخوي على الجهد الطيب في اعداد هذا الموضوع القيم والمميز

    بالتوفييق ان شاء الله والى الامام دائما

  5. [FRAME=”12 70″]

    في ليلة عطرّتها العذوبة وأناقة الكلمة المتقنة،يوم أمس الجمعة في تمام الساعة العاشرة مساءً الموافق 24/8/2007م على مسرح شاطئ الراحة في العاصمة أبوظبي، أسدل الستارعن فعالية الحلقة الثالثة والأخيره من المرحلة الثانية،من مسابقة (أمير الشعراء)،والتي تنظمها هيئة أبو ظبي للثقافة،بحظورجمع كبير من المثقفين والأدباء والصحفيين في مقدمتهم سعادة الأستاذ محمد بن خلف المزروعي مديرعام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث والأستاذ سلطان العميمي مديرأكاديمية الشعر في الهيئة،والإعلامية المميزة الأستاذه نشوة الرويني الرئيس التنفيذي لشركة بيراميديا المنفذه لبرنامج (أمير الشعراء).

    بدأت الحلقة بالتعريف بالمتسابقين الخمسة وهم:

    جاسم الصحيّح(السعودية)
    هاجر البريكي(عمان)
    محمد بن قراطاس (عمان)
    تميم البرغوثي (فلسطين)
    هدى السعدي (الامارات).
    قدّم كل شاعر وشاعره منهم قصيدتين ،الأولى إختيارية أمّا الثانية فكانت عبارة عن معارضه للشاعر عمرو بن كلثوم في ختام المرحلة الثانية من مراحل المسابقة،أمام لجنة التحكيم

    أمسية البارحة كانت من أهم الأمسيات التي تألق فيها الشعروالوطن،بتأهل المتسابق [MARK=”FFCC66″]جاسم الصحيّح [/MARK]،لينتقل مباشرةً إلى المرحلة النهائية، وينظم إلى رفاقه الذين سبقوه في التأهل إلى المرحلة النهائية،فيما تأهل الشاعر العراقي الرائع حازم التميمي المشارك في الحلقة السابقة عن طريق التصويت،ليصل عدد المتأهلين إلى خمسة متسابقين هم:

    [MARK=”FFCC66″]محمد ولد الطالب من (موريتانيا)

    روضه بنت الحاج من (السودان)

    عبد الكريم معتوق من (الإمارات)

    حازم التميمي من (العراق)

    جاسم الصحيّح من (السعودية)[/MARK]

    في إنتظار المتأهل السادس الذي سينتقل عن طريق التصويت في الحلقة القادمة.[/FRAME]

Comments are closed.