21 رمضان, بقي من رمضان 9 أيَّام .

بسم الله الرحمن الرحيم

قالَ الله تعالى :
(وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ‏).

(وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود).

قال الحسن البصري : قوله : ( وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل ) قال :
أمرهما الله أن يطهراه من الأذى والنجس ولا يصيبه من ذلك شيء .

وقال ابن جريج : قلت لعطاء : ما عهده ؟ قال : أمره .

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : ( وعهدنا إلى إبراهيم ) أي : أمرناه .
كذا قال .
والظاهر أن هذا الحرف إنما عدي بإلى ، لأنه في معنى تقدمنا وأوحينا .

وقال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قوله :
( أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين ) قال : من الأوثان .

وقال مجاهد وسعيد بن جبير :
( طهرا بيتي للطائفين ) إن ذلك من الأوثان والرفث وقول الزور والرجس .

قال ابن أبي حاتم
: وروي عن عبيد بن عمير ، وأبي العالية ،
وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعطاء وقتادة :
( أن طهرا بيتي ) أي : بلا إله إلا الله ، من الشرك .

وأما قوله تعالى : ( للطائفين ) فالطواف بالبيت معروف .
وعن سعيد بن جبير أنه قال في قوله تعالى : ( للطائفين ) يعني :
من أتاه من غربة ، ( والعاكفين ) المقيمين فيه .

وهكذا روي عن قتادة ، والربيع بن أنس :
أنهما فسرا العاكفين بأهله المقيمين فيه ، كما قال سعيد بن جبير .

وقال يحيى [ بن ] القطان ، عن عبد الملك هو ابن أبي سليمان
عن عطاء في قوله : ( والعاكفين ) قال :
من انتابه من الأمصار فأقام عنده وقال لنا ونحن مجاورون : أنتم من العاكفين .

وقال وكيع ، عن أبي بكر الهذلي عن عطاء عن ابن عباس قال :
إذا كان جالسا فهو من العاكفين .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ،
حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا ثابت قال :
قلنا لعبد الله بن عبيد بن عمير :
ما أراني إلا مكلم الأمير أن أمنع الذين ينامون في [ ص: 420 ] المسجد الحرام فإنهم يجنبون ويحدثون .
قال : لا تفعل ، فإن ابن عمر سئل عنهم ، فقال : هم العاكفون .

[ ورواه عبد بن حميد عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة ، به ] .

قلت :
وقد ثبت في الصحيح أن ابن عمر كان ينام في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عزب .

وأما قوله تعالى : ( والركع السجود ) فقال وكيع ، عن أبي بكر الهذلي ،
عن عطاء ، عن ابن عباس ( والركع السجود ) قال :
إذا كان مصليا فهو من الركع السجود . وكذا قال عطاء وقتادة .

وقال ابن جرير رحمه الله : فمعنى الآية :
وأمرنا إبراهيم وإسماعيل بتطهير بيتي للطائفين .

والتطهير الذي أمرهما به في البيت هو تطهيره من الأصنام
وعبادة الأوثان فيه ومن الشرك .

ثم أورد سؤالا فقال : فإن قيل :
فهل كان قبل بناء إبراهيم عند البيت شيء من ذلك الذي أمر بتطهيره منه ؟

وأجاب بوجهين :

أحدهما : أنه أمرهما بتطهيره مما كان يعبد عنده زمان قوم نوح
من الأصنام والأوثان ليكون ذلك سنة لمن بعدهما
إذ كان الله تعالى قد جعل إبراهيم إماما يقتدى به
كما قال عبد الرحمن بن زيد : ( أن طهرا بيتي ) قال :
من الأصنام التي يعبدون ، التي كان المشركون يعظمونها .

قلت : وهذا الجواب مفرع على أنه كان يعبد عنده أصنام قبل إبراهيم
عليه السلام ، ويحتاج إثبات هذا إلى دليل عن المعصوم
محمد صلى الله عليه وسلم .

الجواب الثاني : أنه أمرهما أن يخلصا [ في ] بنائه لله وحده لا شريك له ،
فيبنياه مطهرا من الشرك والريب ، كما قال جل ثناؤه :
( أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير
أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار
) [ التوبة : 109 ] قال :
فكذلك قوله : ( وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي ) أي :
ابنيا بيتي على طهر من الشرك بي والريب ، كما قال السدي :
( أن طهرا بيتي ) ابنيا بيتي للطائفين .

تفسير ابن كثير .
منقول .


عن Kanbw Owaga

شاهد أيضاً

للتفاؤل طــاقه عجيبه وغـــداً مشرق…!